خلال أقل من 48 ساعة تلقت مصر 12 مليار دولار منح اوقروضا ميسرة من دول الخليج , لدعم اقتصادها المتهاوي وتوطيد دعائم مرحلة ما بعد حكم الإخوان .
الإستقرار المالي والإقتصادي والشعور بالرفاه الذي ينم عن تغيير ملموس بين مرحلتين ضروري أن يحدث لتأكيد أفضلية المرحلة الجديدة مقارنة بمرحلة سابقة عانى فيها الإقتصاد وتراجعت الإحتياطيات من النقد الأجنبي الى مستويات خطرة لهروب الإستثمارات .
المعلومات تشير الى أن الدعم مستمر فما قدم هو بداية , لبرنامج أكبر يشتمل على مساعدات وودائع وقروض ميسرة بفائدة بسيطة تجعلها أقرب الى المنح , لكن الأهم هو تشجيع رجال الأعمال والأثرياء لضخ إستثمارات جديدة ضخمة , مسلسل المساعدات بعد الخلاص من هيمنة الإخوان لن يتوقف إذن الى أن يشعر المواطن المصري البسيط بالفرق ويطرأ تحسن ملموس على الإقتصاد وظروف المعيشة بما في ذلك توفر المواد الأساسية والمحروقات لذلك لم يكن غريبا أن يشكل النفط والغاز ثلث هذه المنح بينما الكاش المتبقي الى حسابات البنك المركزي لدعم سعر صرف الجنيه المتدني والتأثير إيجابا على التضخم الذي تسبب في ارتفاع الأسعار الى مستويات مرتفعة وتزايد معدلات البطالة والفقر مع تراجع الإنتاج الصناعي والدخل السياحي .
المشاكل التي عانت منها مصر وإزدادت تعقيدا على مدى عام كامل من حكم الإخوان المسلمين , وجدت وستجد طوق النجاة في برنامج دعم خليجي ضخم في إجابة عن سؤال حول مصادر تمويل الخطط التي ستطرحها الحكومة المؤقتة التي لم تتشكل بعد وهي بلا أدنى شك ستحتاج الى فترة هدوء تمكنها من تقديم شيء للناس يصادق على خيارهم في التغيير .
بقي أن على المصريين أن لا يتعاملوا مع برنامج الدعم الخليجي باعتباره بداية ونهاية , فهو طوق نجاة كما قلنا بينما أن قطع المسافة الى شاطئ الأمان هي مهمتهم .
qadmaniisam@yahoo.com
عصام قضماني/السماء تمطر دولارات
18
المقالة السابقة