عروبة الإخباري – وضعت تظاهرات مصر المليونية المناهضة للرئيس محمد مرسي في ٣٠ يونيو، “الثوار السوريين” على منعطف خطير قد لا يتمكنون من اجتيازه دون خسائر كبيرة تلحق بهم.
يقول مصدر سوري مطّلع أن “ثوار سوريا” وجدوا أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مرّ: “إما الوقوف مع الشارع المصري الذي نزل بملايينه إلى الشوارع في مشهد لم يحدث من قبل في التاريخ، وإما أن يعلنوا تأييدهم لسلطة الإخوان المسلمين. ورغم أن الموقف الأول هو الأقرب إلى منطق “الثورة” إلا أن انتماء معظم المعارضين السوريين إلى تيار الإسلام السياسي يحول بينهم وبين ذلك. وفي الموقف الثاني فإنهم سيغامرون بخسارة داعم أساسي لهم بحجم ووزن دولة مصر التي خرجت من قبضة حلفائهم الإسلاميين”.
ويضيف المصدر “كان واضحاً منذ يوم ٣٠ يونيو وقبل أن يتضح مجرى الأحداث في مصر، أن المعارضين السوريين يدعمون الرئيس مرسي، حتى أن أعداداً كبيرة منهم من المتواجدين في مصر شاركوا بمظاهرات التأييد لمرسي ولاسيما في رابعة العدوية، وكانوا يراهنون على أن ما يجري في مصر سيكون من شأنه تعزيز شرعية نظام حكم الإخوان المسلمين الذي احتضن لأجلهم، مؤخراً، مؤتمراً إسلاموياً دعا إلى النفير العام والجهاد في صفهم ضد الجيش ونظام الحكم في سوريا”.
تابع المصدر “لكن رياح ذلك اليوم جرت بما لا تشتهي سفن المعارضين السوريين، فلم يكلف انهيار نظام مرسي سوى يومين من التظاهر، ارتدت بعدها القاهرة حلتها الجديدة التي يشكل الجيش المصري واسطة العقد فيها ومن حوله جموع الشعب المليونية وعدد كبير من الأحزاب من بينها أحزاب إسلامية بل وسلفية. وكان من الطبيعي أن تجنح سفن أولئك المعارضين وتتمايل يميناً وشمالاً من شدة الرياح العاتية التي هبّت عليهم، حيث وجدوا أنفسهم في لجّة بحر زخّار لا يعرفون كيف النجاة منه”.
ويشير المصدر الى ان “البعض منهم وعلى رأسهم إخوان سوريا، لم يكن بيدهم حيلة، فهم معلّقون بنيوياً وعضوياً بذيل إخوان مصر ولا يستطيعون الفكاك عنهم حتى لو كان الثمن أن يغرقوا جميعاً، وهذا ما حدث عندما خرج علينا رياض الشقفة مرشد إخوان سوريا معتبراً أن “ما حدث في مصر خطأ”، ولكنه أقرّ بهزيمة مشروعه عندما أكد لوكالة الأنباء الألمانية بأنّه سيكون هناك تأثير للأحداث في مصر على مستقبل تيارات الإسلام السياسي، ومنها “جماعة الإخوان المسلمين” في الوصول للحكم في أيّ دولة عربية وبالأخصّ في سورية، وقال: “ما يحدث في مصر سيؤثّر على كلّ العالم العربي، فمصر دولة كبيرة وما يحدث بها يؤثّر على الجميع”.
ويلفت المصدر إلى ان “المفاجأة الكبيرة كانت عندما قام نشطاء سوريون يعتبرون أنفسهم “ثواراً” وقادة للشعب في طريقه نحو الحرية والديمقراطية، بإصدار بيان يندد بيوم “النزول العظيم” في مصر ويعتبره بمثابة انقلاب عسكري”.
وجاء في البيان: “ندين الانقلاب العسكري في مصر, وإنّنا كثائرين لأجل الحرية والكرامة ضدّ الحكم الديكتاتوري العسكري القمعي, فإنّنا لا يمكن أن نقف مع الديكتاتوريّة العسكرية التي تتجاوز حقّ الشعب في اختيار ممثّليه”.
ويجزم المصدر أن “هذه المواقف من قبل المعارضة السورية سوف يكون من شأنها أن تعدّل من قواعد العلاقة بينها وبين السلطة الجديدة في مصر، وليس من المستبعد أن تحدث توتراً في هذه العلاقة قد ينتهي إلى القطيعة، مما سيشكل خسارة كبيرة للمعارضة السورية بفقدانها أحد أكبر داعميها”.
ورأى ان “تداعيات هذه المواقف قد تمتد إلى أوضاع اللاجئين السوريين في مصر، وربما بدأت هذه التداعيات بالظهور فعلاً من خلال الأنباء التي تحدثت عن حالات الاعتداء على مواطنين سوريين بتهمة مشاركتهم في مظاهرات التأييد للرئيس المخلوع محمد مرسي أو لشبهة أن كل سوري معارض هو نصير للإخوان سواء اعترف بذلك أم لا”.