جاء الدين ليكون وسيلة للتغيير والمحبة واسعاد الانسان ولم يأت للقتل والتدمير أو أداة للسيطرة والقهر هكذا بشر الرسول صلى الله عليه وسلم.
اليوم تثار الفتنة ويجري التحريض ويتبارى المفتون منهم من يصدر عن سلطان ومنهم من يصدرعن شيطان وقليل ساكت عارف وكأنه يدرأ الفتنة بالصمت..
أي فتاوى هذه التي ألقى بها الشيخ القرضاوي لتلقف ما تبقى من تعايش بين المذاهب الاسلامية التي كان بناء التعايش فيها شرطاً لتقدم مجتمعاتنا..بركة الافتاء القرضاوي بالجهاد في سوريا كان ثمنه في مصر قتل أربعة من الشيعة (لا أدري من أين جاء هؤلاء؟ هل هم من بقايا الفاطميين ام من أنصار الاعتقاد بالشيعة اعجاباً بنصر الله أم نواة تنظيم جرى زجه) ومن «البركة» في الافتاء هذا القتل الأرعن في لبنان نتاج تحريض الشيخ الأسير الذي تاثر أيضاً بما يجري وأطلق أنصاره الرصاص في صيدا على الجيش.. وهذا الافتاء القرضاوي انما يستهدفنا في العالم العربي لينتزع الشباب المهمش والباحث عن فرص العمل والمكبوت من البطالة ليزج به في معارك جرى رسم سيناريوات لها سلفاً بعد أن ضاعت بوصلة الجهاد وتسيست اغراضه واستعمل أداة لباطل السياسة وطفلاً رضيعاً في ركابها..
حتى عزيز الدويك الذي يجثم وجماعته تحت الاحتلال الاسرائيلي وقد اكتوى بسجونه وكان رئيساً للمجلس التشريعي هو الاخر تشردق بافتاء القرضاوي واعتبر القتال في سوريا هو الجهاد وهو أولى من مقاومة احتلال الاقصى.. اي ضياع هذا واي فتنة هذه..
يريدونها حروب مذاهب وطوائف تفتك بأمتنا وتنخر في أسسها ليروق لاسرائيل الجو الذي تستطيع فيه أن تطالب بيهودية الدولة دون أن يعترضها أحد بعد أن حقق لها من يدعون انهم خصومها، اسلامية الدولة حين ينقلون البنادق باتجاه المسلم الذي يخالفهم الراي أو ينفخون في الفتنة ليحرضوا أبناء الأمة بعضهم على بعض..
اذن اسرائيل تريد دولة يهودية لتخلص من كل العرب والمسلمين على ارض فلسطين.. يساعدها هذا الافتاء الأرعن على الجهاد الاسلامي-الاسلامي في بلاد العرب..
حتى ثوارت الربيع العربي المعوّل عليها سرقت, ألم ينزل الشيخ القرضاوي إلى ميدان التحرير في مصر حين كان مخاض الثورة المصرية قائماً وعاد اليها في عودة أشبه بعودة الخميني إلى طهران..يومها جرى دفع شباب الثورة وابعادهم والتعتيم على (46) تنظيم سياسي واجتماعي وثوري لصالح قدوم الشيخ وتمكينه من الخطابة وتصويره بكاميرات الميدان.. جاء من يركب الثورة ويمضي باسم الثورة ويدفع باتجاه السيطرة عليها وكان ما كان وما زال التحريض يسري فلا ثورة أنجزت ولا أهداف جرى التعامل معها لتوحيد الأمة..
الاسلام ليس مهدداً إلا من أبنائه حتى لا يتوهم أحد أنه مهدد فقط من أعدائه والأمة مستهدفة من هذا الافتاء غير المسؤول والذي يحرض على القتل والعنف أكثر مما هي مستهدفة من أعدائها التقليديين الذين يذلونها ويحتلون أرضها..
افتاء القرضاوي بدعوة شباب الأمة للجهاد ضد شعوبها الأخرى وحتى ضد أنظمتها على حساب عددها المعروف فيه تضليل وهو يدعونا للاعتراض على هذا ففي دعوته مزيد من الحض على القتل في سوريا وعلى فتح ساحات قتال جديدة في بلادنا العربية ومن النتائج ما يجري في لبنان وفي صيدا تحديداً وهذا الصدام المروّع مع الجيش اللبناني فلماذا؟ ومن أجل ماذا؟ ومتى يدرك علماء الأمة أننا اذا كنا بحاجة إلى الجهاد فليس هذا النوع من الجهاد وليس لهذه الأهداف مما يدعون!
alhattabsultan@gmail.com