عروبة الإخباري – كشفت مصادر فلسطينية ولبنانية النقاب لصحيفة “الاهرام” عن أن الجهود التي جرت مؤخرا لاحتواء الأزمة الراهنة بين حزب الله اللبناني وحركة حماس بسبب موقف الأخيرة من النظام السوري قد باءت بالفشل بسبب البيان الحاد الذي صدر مؤخرا من حماس ودعت فيه الحزب إلي عدم التدخل في الأزمة السورية وسحب قواته من الأراضي السورية, وأوضحت تلك المصادر أن قيادات حزب الله تدرس خططا لطرد جميع قيادات وعناصر حماس من بيروت بشكل نهائي وكامل.
وقالت المصادر إن الأوضاع كانت قد بدأت في الهدوء مؤخرا بين حزب الله وحماس بعد أن قام وفدان من الجناح العسكري لحماس برئاسة مروان عيسي نائب القائد العام لكتائب القسام ومعه بعض الشخصيات السياسية مثل عماد العلمي العضو السابق في المكتب السياسي للحركة بزيارة بيروت وطهران والالتقاء ببعض قادة إيران وحزب الله لتلطيف الأجواء علي أمل استعادة العلاقات الجيدة مرة أخري والتي تأثرت بشدة نتيجة إعلان الجناح السياسي لحماس بقيادة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ومعه نائبه ورئيس حكومة حماس بغزة إسماعيل هنية وقوفه مع الثورة السورية ولكن العلاقات توترت مرة أخري بعد الكشف عن حجم الدعم العسكري الذي قدمته حماس للمقاتلين المعارضين في سوريا خاصة في معركة القصير.
وتشير الأنباء الواردة من بيروت إلي أن قوات حزب الله التي قاتلت في القصير أسرت خمسة مقاتلين علي الأقل من حماس شاركوا في الحرب في المدينة إلي جانب اكتشاف استخدام المقاتلين المناوئين للأسد أسلحة كان حزب الله قد سلمها لحماس لاستخدامها ضد القوات الإسرائيلية ومنها الغام ارضية وكذلك تم الكشف عن قيام حماس بنقل خبراتها القتالية في حفر الأنفاق الدفاعية وتصنيع الصواريخ المحلية للمعارضين للأسد.
وأضافت المصادر أنه فور تأكد حزب الله من دور حماس في القتال بسوريا قام وفيق صفا المسئول عن المجهود الحربي في حزب الله والذي يعتبر رئيسا لأجهزة الاستخبارات في الحزب باستدعاء علي بركة ممثل حركة حماس في بيروت الذي كان حتي الآن يدير مكتب حماس في الضاحية الجنوبية من بيروت, حيث تقع هناك قيادة حزب الله وأبلغه بأن يغلق علي الفورمكتب حركة حماس في الضاحية, وأن عليه أن يغادر وعلي الفور هو وأفراده العاصمة اللبنانية, كذلك أبلغه أن جميع خلايا حركة حماس في جنوب لبنان ستغادر هي أيضا, وعلي الفور رفع الحزب الحراسات التي كان يوفرها لقيادات حماس بلبنان.
ومن المعلوم أن جميع كوادر الصف الأول والثاني من حماس المقيمين في لبنان, والذين يبلغ عددهم قرابة ثلاثمائة عسكري أو شبه عسكري من الذين يتصل عملهم بالجانب العسكري والأمني, ونحو عشرة من الكوادر المدنية العليا, يعيشون في كنف المربع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية, حيث يوفر لهم الحزب المساكن الآمنة والحراسات الضرورية.
ورغم ان علي بركة مسئول حماس في لبنان نفي هذه المعلومات, إلا أن عناصر لبنانية وسورية عديدة أكدتها, موضحة أنه إذا لم تنفذ حماس هذه الأوامر بشكل كامل فإن حزب الله سيطرد عناصرها بالقوة من كافة المناطق التي يسيطر عليها, وخاصة الموالين منهم لجناح زعيم الحركة خالد مشعل.
وتقول المصادر إن حزب الله أصيب بالصدمة والذهول حين اكتشف أن معظم الفلسطينيين الذين اعتقلهم في القصير كانوا من عناصر حماس الذين تلقوا أصلا تدريبات في معسكراته ومعسكرات الحرس الثوري الإيراني ليكونوا جزءا من كتائب القسام الجناح العسكري للحركة في قطاع غزة. وبحسب المصادر فإن هؤلاء المسلحين هم من وقف وراء إنشاء شبكة الأنفاق المذهلة التي جري الكشف عنها في القصير والقري المحيطة بها, والتي كان حزب الله دربهم علي تقنيات إنشائها لاستخدامها في قطاع غزة علي الحدود مع إسرائيل وليس لقتال الجيش السوري.
وكان موقع الحقيقة الاخباري كشف في تقرير له وجود قرابة مائتي مسلح من عناصر حماس في صفوف المسلحين من جبهة النصرة ولواء التوحيد في مدينة القصير وضواحيها.
في نفس السياق, أكدت صحيفة صندي تايمزالبريطانية في تحقيق لها من القصير هذه المعلومات, وأشارت إلي أن عناصر حماس استفادوا من التدريبات الهندسية والعسكرية التي تلقوها في معسكرات حزب الله ليستخدموها في القصير. وقالت الصحيفة نقلا عمن أشارت إليه بأنه أحد مقاتلي حزب الله في المدينة إن مقاتلي حماس شاركوا المسلحين في المدينة( من جبهة النصرة والفاروق ولواء التوحيد) المعارف العسكرية التي تلقوها من قبل حزب الله وسوريا في لبنان وعلي الأراضي السورية, في حفر الأنفاق وهندستها, وفي تفخيخ المباني والحقول الزراعية.
وأظهر شريط أذيع مؤخرا, دليلا جديدا هو الأول من نوعه علي مشاركة مقاتلين من حركةحماس في معارك القصير ومحيطها. ويظهر الشريط ثلاثة قتلي من عناصر حماس بين أيدي الجيش السوري في القصير, بينما يسمع صوت أحد الجنود السوريين وهو يعرض صورة للشيخ الشهيد أحمد ياسين( مؤسس الحركة وزعيمها الروحي), ورسالة خاصة من حماس, قبل أن يشتمهم بعبارات نابية ويؤكد علي أن الشيخ ياسين لم يكن يقبل بهذا لو كان حيا, وأن هؤلاء خانوا سوريا ورئيسها وما قدمته لهم.