ليس هناك مؤشر يقيس ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأردني , فكل أدوات القياس غير علمية .
صناعة القرار الإستثماري في الأردن عملية لا تزال تبنى على توقعات وآراء وتوجهات غير علمية تنشرها الصحافة أو بعض مراكز الدراسات الموجهة أو غير المحايدة , إذ تغفل آراء المستثمرين وتوجهاتهم وملاحظاتهم وأمزجتهم , مخاوفهم وتفاؤلهم .
لماذا لا يكون هناك مؤشر لثقة المستثمرين لبناء القدرة على التنبؤ العلمي بالأحداث والتطورات المستقبلية للاقتصاد , يعتمد على المستثمرين أنفسهم، لفهم رؤيتهم للمستقبل، من خلال استطلاع أرائهم وإنطباعاتهم وتوقعاتهم للأوضاع الاقتصادية والمنظور المستقبلي ويعكس نظرة المستثمرين الراهنة لأداء الأسواق ونظرتهم المستقبلية لها، يحقق تعاملا علميا مع مسألة ثقة المستثمر وخططهم وبرامجهم .
المؤشر مهم فهو يعكس رؤية المستثمرين لأوضاع الاقتصاد، و توقعاتهم لمستويات التضخم وأسعار الفائدة وسعر الصرف، بالإضافة إلى رؤيتهم للمتغيرات العالمية وأثرها على أداء الأسواق، و التوقعات الخاصة باتجاهات نتائج أعمال الشركات وآثار القرارات التي تصدرها الجهات الرقابية والتنظيمية على الأداء ومخاطرها على الاستثمارات القائمة و المقبلة .
قراءة المؤشر مهمة لصانع القرار وللمستثمرين وللأسواق في ذات الوقت فهو يعطي المسؤول صورة واقعية للتوقعات تمكنه من اتخاذ القرار المناسب وفرصة لمراجعة السياسات الإقتصادية وأثرها وتوفر للمستثمرين صورة متكاملة تمكنهم من تحديد الأهداف وخطط العمل في ظل معايير التفاؤل والتشاؤم والمخاطر وتعكس رؤية صادقة للإقتصاد .
ليس فقط مؤشر لثقة المستثمرين هو ما ينقصنا , فهناك مؤشرات لثقة المستهلك , الثقة بالاقتصاد والثقة بالسياسات والإنتاج والأسعار والأجور والسياسة المالية والإسكان والتوظيف
مثل هذه المؤشرات لها تأثير فاعل في أداء الإقتصاد وهي تغني عن عشرات التصريحات الحكومية والأهلية التي تعكس أداء الاقتصاد تفاؤلا أو تشاؤما , لانها تمثل الإحصائيات والتقارير الاقتصادية لقياس أداء قطاعات الاقتصاد المختلفة وتقييم الأداء الاقتصادي قوته أو ضعفه، والقدرة على التنبؤ في المستقبل وتلك المؤشرات تتم متابعتها حول العالم بما يعكس صدقية البيانات الإقتصادية ربما أكثر من فعل أية تصريحات .
qadmaniisam@yahoo.com