وهم الوطن البديل..
نعم هي فئة قليلة في نفوسها مرض تروج لوهم الوطن البديل لأمر في نفوس اصحابها وللعمل على ابتزاز الدولة الأردنية وتخويف متخذي القرار فيها أو للحفاظ على مكاسب محددة ظلت تتوفر بوسائل التخويف والابتزاز لتمنع خطوات أراد بلدنا أن يقطعها باتجاه العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وتطبيق القانون..
وهم الوطن البديل الذي يحمله هؤلاء يجسدون به مقولات صهيونية عفى عليها الزمن ولم يعد يتحدث فيها إلا غلاة الصهاينة وهذا النفر الذي يردد صدى كلامهم..
الأردن وطن مستقر فيه دولة منذ تسعين سنة ونيف وقد سبقت قيام اسرائيل، له شعب وفيه مؤسسات والقول انه وطن بديل لأي جهة هي كالقول عن مصر أو سوريا أو العراق أو لبنان بأنه وطن بديل وفلسطين المحتلة ما زال أهلها يقارعون الحركة الصهيونية منذ أكثر من قرن من الزمان وما زالوا يتشبثون بأرضهم في وجه سياسة الاقتلاع والنفي وطمس الهوية والتهويد وهم لا يرون غير استمرار الصمود والكفاح وسيلة للبقاء في وطنهم فلسطين وتحريره من الاحتلال ولا يقبلون بديلاً..إذن وهم الوطن البديل مجرد أفكار سوداء تعشعش في رؤوس من يريدون أن يكونوا ناقلين لفكر غلاة الصهاينة أو صدى لرغباتهم وهذه المقولة..الوطن البديل ومشتقاتها وتوابعها وما سمى الخيار الأردني هي اوهام يجب أن تختفي وعلى حامليها أن يتعالجوا منها، ولا يجوز كلما دق كوز هؤلاء في جرة الأوهام ابتزازنا والعمل على جلدنا والنيل من وحدتنا الوطنية وصمودنا وسلامة موقف قيادتنا.
لا وطن بديل ولا ما يحزنون فكلنا أردنيون نحب هذا الوطن ونحرص عليه ولدينا التزام وطني وقوي تجاه فلسطين وطن الفلسطينيين الذي لا بد أن يرى الاستقلال بإرادة أبنائه وابناء الأمة وفي مقدمتهم الأردنيون الذين قدموا من أجل فلسطين الكثير وما زالوا يقدمون..
الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين هذا ما يؤكده الشعبان والقيادتان وكل مقولات أخرى هي معادية وحين ينقلها أحد هنا أو يستعملها قميص عثمان فإنه واهم..
لقد أخذ الأردن مبادراته الاصلاحية وخاض تجربة الربيع وها هو يخوضها بأقل الخسائر وبأكثر الأماني والأمنيات ليخرج جديداً معافى قادراً على قبول التحديات ومحولاً هذه التحديات إلى فرص وعلى هذا الطريق يمضي ولن ولن تثنيه أية عقبات وحين يرى البعض ممن يمكن أن يكونوا طابوراً خامساً أو يعيشون الوهم أو يحاولون الصيد بالماء العكر حين يطعنون وطنهم في المنحنيات الصعبة والتحولات المحسوبة..حين يرون أن مسيرة الاصلاح تتقدم وتثمر وتصل إلى أهدافها بدونهم وأنفاً عن رغباتهم ومصالحهم يبدأون معزوفة الوهم عن الوطن البديل وكأنهم يطالبون به رغم زعمهم بالتحذير منه وعلى طريقة «اللي بخاف من القرد بطلعله»..
الملك في مؤتة سخر من هؤلاء وتمنى أن تنتهي مقولاتهم إلى الأبد لأن هذه المقولات لا سند لها ولا روافع في مجتمعنا الأردني الذي يؤمن باستقلاله ويعمل على ترسيخ هذا الاستقلال وتأكيده..
هناك من يعمل على استفزاز الأردنيين بهذه المقولات الفارغة والواهمة وهؤلاء كقراد الخيل أو سوس الخشب ولا يجوز أن يعبأ بهم أحد أو حتى يرد على مقولاتهم فقد أدمنوا من قبل الكتابة وطرح الأفكار المقسمة والضارة والتي تضرب الوحدة الوطنية وتشجع على العنصرية والانقسام والجهوية وأرادوا أن يأكلوا بمقولاتهم حلاوة في أذهان السذج والواهمين في الموقف الملكي في مؤتة أخيراً خير رد عليهم واطاحة بأفكارهم الواهمة فالأردن أقوى مما يعتقدون ويروجون..
alhattabsultan@gmail.com