عروبة الإخباري – اكد سمو الامير الحسن بن طلال اهمية الوثائق والمخطوطات التي يضمها مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الاردنية ، مشيرا الى انها وثائق نهضوية واصلة بين تقاليد الامة وبين تطلعاتها بالاستقلال النهضوي.
وقال خلال لقائه رئيس وأعضاء مجلس المركز ان هذا الموروث غنى بالمعلومات والمعرفة التاريخية التي تروي قصص من الاولين،والتي تمكننا من الانتقال من حالة القراءة والاستكانة الى حالة التجديد النهضوي.
واضاف إن ما نعانيه اليوم من أعراض الوهن على الصعيد الحضاري يؤكد الحاجة إلى التجدّد في مختلف الميادين، خاصة في العلوم والتكنولوجيا،فالعلم الحديث يشكل أحد المقومات الأساسية للمشروع الحضاري .
وتساءل سموه هل” خدمنا المشروع الحضاري النهضوي مع التشديد على اننا انجزنا في جوانب كثيرة ” لكن الامر يتعلق بغياب المشروع النهضوي،حيث ما زلنا عاجزين عن ايصال روح ومضمون ما هو لدينا الى عقلاء الامة .
ودعا سمو الامير الحضور في التفكير بالانتقال مؤسسيا وفكريا الى بداية جديدة،والى وضع نواة لدار حكمة جديدة تهدف لتفعيل القدوة والقيم وأنماط العمل لخدمة الصالح العام، معتمدين على المكنون الثري والمنوع لأرشيف المركز،لافتا الى ان الانتقال من المعلومة الى المعلوماتية الى الفكرة يؤدي بالضرورة الى الحكمة .
وفي رده على مداخلات الحضور اكد سموه انه بمقدورنا جميعا على الاقل بالقلم وبالعمل الفكري تبني طموحات الجيل على اساس من المخزون الهائل من تجارب الاجداد والاباء، وبان نتصدى الى التطرف الذي يفتك بجسد الأمة بكافة اشكاله.
وقال إن الأمل معقود على أبناء الأمّة ومفكّريها وعلمائها وعقلائِها كيْ يسهموا بجدية في الحضارة الإنسانية وجمع شمْل الأمة .
وقال رئيس الجامعة الاردنية الدكتور اخليف الطراونة أن المركز نهض بجهد كبير منذ تأسيسه للتاريخ والوطن والأمة عامة وبلاد الشام خاصة،مؤكدا أن الفضل لجيل ممتد من المؤرخين الذين حملوا على عاتقهم النهوض بالمعرفة والعلم وعلى رأسهم الدكتور محمد عدنان البخيت.
وأضاف الطراونة “إن الأردنية تتشرف بكم وأنتم بين ظهرانيها أميرا وعالما وصاحب فكر ورؤية إنسانية راقية أمضى سنيّ عمره في المعرفة والبحث والسعي نحو العلم والتعليم بشتى أصنافه وأنواعه، ومفكرا يقود المجتمعات الإنسانية نحو كلمة سواء تقوم على المحبة والرحمة وتقبل الآخر والمجادلة بالتي هي أحسن”.
وقال ان هذه الرؤية مستمدة من تاريخ جدكم الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال: (سلمان منا آل البيت) وحتى زمن عبد الله الثاني ورسالة عمان في المؤاخاة والتسامح ونبذ التطرف والإرهاب وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، فالسلالة سلالة رحمة ومحبة والشجرة المباركة يكاد زيتها يضيء إخلاصا للأمة وخدمة للعقيدة والمقدسات ودفاعا عن الأمة والأرض والإنسان.
وأكد الطراونة أهمية زيارة سموه إلى المركز الذي أنشيء منذ أكثر من أربعين عاما تأكيدا من الجامعة على أهمية تراث الأمة والإنسانية والمحافظة عليها.
واستذكر مدير المركز الدكتور عدنان البخيت بدايات انشاء المركز عام 1973 عندما وضع سمو الأمير الحسن الغرسة الأولى لإنشاء المركز بهدف جمع التراث وتوثيقه للاطلاع على الحقيقة دون تشويه.
وأكد البخيت أن المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه وسموه كانا يتابعان بشكل شخصي المنجزات التي حققها المركز وما حصل عليه من سجلات خاصة تتعلق بالقدس الشريف والمدن الأردنية.
ولفت البخيت إلى أن المركز حقق نقلة نوعية للتاريخ الاسلامي عندما جمع وصوّر المواد المتعلقة بالسجلات العثمانية في اسطنبول وأنقرة وعدد من المدن التركية،مؤكدا أن هذه المعلومات كنز لطلبة أقسام التاريخ والباحثين في بلاد الشام في النواحي الاجتماعية والاقتصادية.
واستهل سموه زيارته للمركز بالاطلاع على نماذج من محتويات المركز التي يقدر عدد وثائقه المحفوظة إضافة إلى سجلات المحاكم الشرعية والأوقاف الإسلامية في بلاد الشام بعشرة ملايين وثيقة.
وتم رقمنة ثلاثة ملايين وثيقة ضمن مشروع الأشرفة الالكترونية،من أهمها سجلات الأرشفة الهاشمية الحاكمة ومجموعة وثائق الأسر الحاكمة في الأردن والسعودية وعمان والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين.
واطلع سموه بحضور رئيس جامعة اليرموك الدكتور عبدالله الموسى وعدد من المسؤولين في الجامعة الاردنية على إصدارات المركز من فهارس تحليلية لسجلات محكمة القدس الشرعية التي تعود إلى القرن السادس عشر وإصدارات مؤتمرات بلاد الشام والوثائق الهاشمية من أوراق المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول طيب الله ثراه ودفاتر تحرير الطابو المتعلقة بلواء القدس الشريف.