سلطان الحطاب/رئيس جمهورية «محل الديب» في عمان ورام الله

هذه جمهورية اسلامية في المحيط الهندي تحرف اسمها إلى المالديف وكان اسمها من قبل كما أطلق عليها المؤرخون العرب (ذيبة المهل) كانت محمية بريطانية لـ (78) سنة واستقلت عام 1965 ويسميها أهلها الان في لغتهم الرسمية (ديفي راجي) علمها أخضر عرفها ابن بطوطة وكذلك ياقوت الحموي ووصلها أمراء العرب ونشروا فيها الاسلام بالتجارة لا بالسيف وخاصة في جزرها المرجانية الجنوبية حيث فترة كانت فيها حروب الفرنجة في الشرق اي في عام 1153..
ضربها التسونامي عام 2004 فدمر معظم جزرها ولا يصوت فيها غير المسلمين ومدة انتخاب رئيسها (5) سنوات وعدد جزرها الرئيسية (26) جزيرة ومن المتوقع أن يغمرها البحر ولذا طالب قادتها بشراء الاراضي في دول أخرى ومساحة العاصمة 2 كم في عرض 1 كم وعددها (100) ألف نسمة..
والجمهورية كلها منتجعات اذ بلغ عددها (70) منتجعاً كلها قريبة من العاصمة وفي لغتها كلمات عربية كثيرة بنسبة 50%..
الرحالة العرب فيما قرأت أطلقوا عليها اسم (جزر المال) فقد كانت منطلقاً لتجارتهم في جنوب آسيا وخاصة تجارة العنبر والأصداف الشهيرة التي تحولت إلى رمز لعملتهم المعاصرة.
اقتصادها يعتمد على السياحة ثم الأسماك وخاصة التونة ثم الصناعة ويتجاوز عدد السياح القاصدين لها عدد سكانها اذ يبلغ عدد السياح مليون سائح سنوياً ولديها أسّرة في الفنادق تصل إلى (20) ألف سرير وفيها (150) منتجعاً..
رئيس الجمهورية هو محمد وحيد حسن مانيك الذي استقبله الملك عبدالله الثاني أمس وأجرى معه محادثات تتعلق بسوريا وايضاً بالموقف من اطلاق عملية السلام الفلسطينية-الاسرائيلية المتوقعة والتي جرى بحثها في المؤتمر الاقتصادي العالمي في البحر الميت بحضور الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز ووزير الخارجية الأميركي كيري.
المالديف تتلقى مساعدات عربية وفيها مشاريع استثمار في القطاع الخاص العربي وعملتها هي (روفيه)- روبيه ومتوسط دخل الفرد فيها (4) آلاف دولار. قبل أكثر من سنة قدم رئيس الجمهورية محمد نشيد استقالته اثر اجتياح الربيع (اضطرابات الجزيرة) وجاء إلى الحكم الرئيس الحالي محمد وحيد حسن وكان الرئيس السابق قد اتهم بالفساد وساهم الجيش في عزله حين رفض أوامره بتفريق المتظاهرين الذين استولوا على محطة الاذاعة والتلفزيون.. وتعتبر دولة قطر من أكثر الدول العربية اسهاماً في المساعدات للمالديف من خلال عدة مؤسسات اسلامية.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أقامت اتصالات مع جمهورية المالديف التي زارها وزير الأوقاف الفلسطيني ودعا لزيارة مواطنيها إلى بيت المقدس كحجاج ومن أجل اسناد المدينة المقدسة التي تحتل مكانة مميزة في نفوس أهل المالديف ومن المتوقع أن تزور (60) شخصية مالديفية القدس في الأيام القادمة حسب الاتفاق الذي وقعه وزير الأوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش الذي زار المالديف..
بحث الرئيس المالديفي مع الملك امكانية توسيع العلاقات على مختلف المستويات وخاصة في المجال السياحي والثقافي وبناء مركز اسلامي أردني وتدريب فنيين وفتح باب التصدير لمنتجات اردنية وتدريس طلاب في الجامعات الأردنية وكذلك ارسال أساتذة أردنيين لتدريس العربية والعلوم الاسلامية في المالديف وهناك سفارات عدة أبرزها سفارة الصين الشعبية وتشارك المالديف بنشاط في مؤتمرات القمة الاسلامية.
ومن عمان يتوجه الرئيس المالديفي إلى رام الله ليدشن خط الحج إلى القدس ويوقع اتفاقيات مع الرئاسة الفلسطينية ويطلع على الحالة التي تعيشها القدس والموقف الاسرائيلي من عملية السلام
وكنت تعرفت في ليبيا عام 1979 على رئيس جمهورية المالديف مأمون عبد القيوم الذي استمر في الحكم (30) عاماً وقد لعب الملك الحسين الراحل آنذاك في تقديمه لزعماء دول عربية واسلامية في الاحتفال الذي قام في بنغازي وقد حضره الملك الحسين..
وكان مأمون عبد القيوم الذي تخرج من الأزهر بعد أن درس في مصر وعمره (12) عاماً ويتكلم العربية بطلاقة قد ربط المالديف بالبلاد العربية والاسلامية وسعى الى أن تكون ضمن المجموعة وهي العلاقات التي يجري استثمارها الان وتتوج بعلاقات مع الأردن وفلسطين..اذ كان الرئيس عباس زارها وحثها على التصويت إلى جانب عضوية دولة فلسطين وقد استجابت رغم الضغوط الاسرائيلية معيدة النظر في علاقاتها مع اسرائيل لافساح المجال لعلاقات عربية اوسع باعتبارها دولة اسلامية..ورغم محدودية المساحة والسكان الا أن المالديف تنهض بدور أكبر الان وفي عناوين هذا الدور مساهمات سياسية ودولية فاعلة تترجمها زيارة الرئيس المالديفي محمود حيدر حسن إلى عمان ورام الله..
alhattabsultan@gmail.com