عروبة الإخباري- تمر على الشعب العربي عامة والشعب الفلسطيني بصفة خاصة، اليوم الأربعاء ذكرى حزينة ومؤلمة مشوبه بالمرارة واللعنة، وهي ذكرى حرب “الأيام الستة” أو ما تعرف بالنكسة الثانية، التي أدت إلى احتلال باقي فلسطين من قبل إسرائيل وضياع كافة أراضي فلسطين تحت الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي.
ومضت 46 عاماً على استكمال إسرائيل ما شرعت به في مشروعها الاستيطاني التوسعي، مبتلعاً أراضي جديدة في كل من فلسطين المحتلة وسورية ومصر والأردن، وعلى رأسها القدس الشرقية.
ضياع فلسطين..
ولم تنته تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا تزال إسرائيل تحتلّ الضفة الغربية كما أنها قامت بضم القدس والجولان لحدودها، وكان من تبعاتها أيضًا نشوب حرب أكتوبر عام 1973 وفصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ “الأرض مقابل السلام” الذي ينصّ على العودة لما قبل حدود الحرب لقاء اعتراف العرب بإسرائيل، ومسالمتهم إياها، رغم أن دول عربيّة عديدة باتت تقيم علاقات منفردة مع إسرائيل سياسيّة أو اقتصادية.
و” النكسة” هي حرب 1967 وتعرف أيضًا باسم نكسة حزيران وتسمى كذلك حرب الأيام الستة، هي الحرب التي نشبت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن بين 5 يونيو و10 يونيو 1967 لإيقاف العدوان الإسرائيلي، وأفضت لاحتلال إسرائيل كل من سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، وتعتبر ثالث حرب ضمن الصراع العربي الإسرائيلي.
وأدت الحرب لاستشهاد 15,000 – 25,000 إنسان في الدول العربية مقابل 800 في إسرائيل، وتدمير 70 – 80% من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2 – 5% في (إسرائيل)، إلى جانب تفاوت مشابه في عدد الجرحى والأسرى.
كما كان من نتائجها صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربيّة في الخرطوم وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس وكذلك تهجير معظم مدنيي محافظة القنيطرة في سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية.
ذكرى موجعة وباقية ..
وذكرى “النكسة” المؤلمة والحزينة لا يمكن أن تختفي أو تنسى فما زال شعبنا الفلسطيني يتذوق مرارة الاحتلال والاستعمار للأراضي العربية الفلسطينية فما زال شعبنا يعاني من قسوة الإبعاد والتشريد وهدم البيوت وقصف المؤسسات والمنازل وعمليات الاغتيال لقادة شعبنا وسلب وتجريف الأراضي الزراعية والمنازل وإغلاق للمعابر.
كما إنه قد انقضى عقود على احتلال إسرائيل للأرضي العربية ومازالت إسرائيل تضرب بعرض الحائط كافة قرارات الشرعية الدولية مستندة في مواقفها على الدعم الأمريكي اللامتناهي لسياستها التعسفية ووقوفها الدائم إلى جانب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة الرافضة لمنح الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة في العودة وتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
ومن هنا فرغم كل محاولات إسرائيل لإلغاء وجود الشعب الفلسطيني أو الاعتراف بحقوقه، أو بتمثيله السياسي الذي جسدته منظمة التحرير الفلسطينية فيما بعد، إلا أن هذه المحاولات جميعها باءت بالفشل ، وتمكن شعبنا الفلسطيني عبر تضحياته الغالية من فرض حضوره على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، ومن تعزيز مشروعية نضاله وحقوقه الوطنية في مختلف الساحات والمواقع، وفي مقدمتها على أرضه ووطنه.
إلى ذلك، يمكن القول أن الحراكات الشبابية الفلسطينية استطاعت أن تعيد رسم ملامح التوجه السياسي الفلسطيني بعيداً عن طريق المفاوضات التي لا يختلف اثنان على عبثيتها، بينما تعاملت قوات الاحتلال الإسرائيلي مع شباب مسيرة العودة في ذكرى النكسة الأخيرة بوحشية ليست مفاجئة بقدر ما جاء “التعاطف” الدولي مع الإجرام الإسرائيلي مخيباً للآمال.
ويمكن القول هنا: “إن ظروف الثورات والحراكات العربية قد ألقت بظلالها على ذكرى النكسة وأسلوب إحيائها لهذا العام، وإسرائيل وصف مسيرتي النكبة والنكسة بأنهما محاولتان لنزع الشرعية عنها”.
تساؤل مشروع، “هل بتنا أمام مرحلة للزحف الدائم إلى حدود فلسطين؟ وهل يقنع الشباب الفلسطيني والعربي بما حققه حتى الآن من إنجازات عجزت عنها جيوش عربية بأكملها من خلال حراكه السلمي، أم أن النخب السياسية العربية والفلسطينية التي لطالما أجهضت التحركات الشبابية سوف تشل من قدرتها على تجاوز الخطوط الحمراء لسقف مطالبها المنخفض أصلاً؟!.
إحصائيات النكسة:
– 15- 25 ألف شهيد بإذن الله (650 – 800 قتيل يهودي).
– 40-45 ألف جريح عربي (2000-2500 جريح يهودي).
– 4000 -5000 أسير عربي (15-20 أسير يهودي).
– خسارة 70%-80% من العتاد الحربي العربي (في مقابل 2%-5% من العتاد اليهودي).
– أجبرت الهزيمة 300 – 400 ألف عربي في الضفة وغزة ومدن القناة (بورسعيد والإسماعيلية والسويس) على الهجرة من دياره.
– أجبرت الهزيمة قرابة 100 ألف من أهالي الجولان على النزوح من ديارهم إلى داخل سوريا.