عروبة الإخباري- اعادة التدوير جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة وحديثة تطبق في العديد من دول العالم تسمى (الاقتصاد الاخضر).
وبحسب متخصصين فان آلية الاقتصاد الاخضر تسعى الى وضع قضايا البيئة في منظومة اقتصادية بحيث لا يشعر العامل بمجال البيئة بان الشأن البيئي سيشكل عبئا ماديا عليه مبينين ان منظومة الاقتصاد الاخضر تختلف من دولة الى اخرى .
الخبير البيئي المهندس رؤوف الدباس اشار الى ان هيئة الامم المتحدة ( البرامج البيئية ) اجرت دراسة في المملكة مرتبطة بهذه المنظومة وخرجت بستة محاور رئيسة تتمثل بالطاقة والنقل والسياحة البيئية والمياه والابنية الخضراء وادارة النفايات .
واوضح لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) بمناسبة يوم البيئة العالمي الذي يوافق غدا الاربعاء ان ادارة النفايات التي تعمل ضمن مبدأ تقليل كمية النفايات جزء منها مرتبط بالتدوير , وان التدوير ليس مشروعا بيئيا فقط بل اقتصاديا ايضا وله جدوى اقتصادية مهمة جدا .
ونوه الى ان هناك مواد تعتبر اعادة تدويرها اقل كلفة بكثير من استخراجها على سبيل المثال من الارض او استيرادها من الخارج كالحديد وغيرها, وان بعض الدول رغم ان لديها مصادر ذاتية للحديد والبلاستيك ,الا انها تعيد تدويرها لان ذلك يحقق لها جدوى اقتصادية اكبر.
وقال الدباس نائب رئيس جمعية اصدقاء البيئة الاردنية ان شركات كبرى في دول متقدمة تعمل في مجال اعادة التدوير وتحقق ربحا عاليا .
واضاف ان اكبر قطاع في المجتمع المحلي ينتج نفايات هو المنازل مشيرا الى ان النفايات المنزلية مكونة من المواد العضوية والورق والبلاستيك ونسبة من المعادن والزجاج .
ولفت الى ان التدوير ينظم موضوع نفايات المنازل ويخفف منها , وينبغي ايجاد آلية لتنظيم عملية اخراج النفايات المنزلية .
وبين ان على الحكومة او الجهة المسؤولة عن ادارة النفايات في المملكة ايجاد الية لاعادة التدوير , كتخصيص يوم الثلاثاء مثلا لاخراج النفايات التي تحتوي على مواد عضوية فقط , والاربعاء لنفايات البلاستيك والخميس للورق وهكذا , مؤكدا ان فرز النفايات يسهل موضوع التدوير ويشجع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال .
ورأى الدباس ان امانة عمان الكبرى يجب ان تدير موضوع النفايات في عمان , وان ادارة النفايات تشمل اعادة التدوير واعادة استخدام النفايات وترشيد استخدامها , وعلى سبيل المثال يمكن استبدال اكياس الورق والنايلون لحمل الحاجيات عند التسوق باخرى من البلاستيك المقوى يستخدم في كل مرة للتسوق بدلا من التخلص المستمر من اكياس الورق والنايلون .
واوضح ” ان مكبات النفايات الموجودة حاليا في المملكة بشكل عام غير مهيئة لاستقبال النفايات باستثناء مكب الغباوي مشيرا الى انها غير مبطنة من الاسفل وبالتالي عصارة النفايات تنتقل الى باطن الارض ما يؤدي الى اختلاطها بالمياه الجوفية ” .
واكد انه ستنتج زيادة في كمية النفايات مع حلول فصل الصيف والزيادة الكبيرة في اعداد السياح العرب للاردن نظرا للوضع الاقليمي في المنطقة بالاضافة الى قدوم المغتربين الاردنيين ، مشيرا الى انه في حالة عدم القدرة على التعامل مع هذه النفايات فان احتمالية تولد الذباب والقوارض ستزيد , وهذا له تأثير سلبي على البيئة وصحة الانسان.
وقال الدباس انه لم يتم تطبيق اي مجال من مجالات منظومة الاقتصاد الاخضر حتى الان في المملكة باستثناء بعض المشروعات التي اقيمت بمبادرات فردية .
وبين ان تطبيق الاقتصاد الاخضر في دولة مثل الاردن تعاني من فقر وبطالة يشكل منفذا اقتصاديا ويخلق فرصا استثمارية جديدة وفرص عمل جديدة ايضا.
وشدد على ضرورة ان يكون هناك نظام او تشريع نافذ لمأسسة موضوع اعادة التدوير في المملكة بحيث يطبق هذا التشريع بغض النظر عن التعديلات الوزارية او الحكومية .
مدير مديرية ادارة المواد الخطرة والنفايات في وزارة البيئة الدكتور محمد الخشاشنة اوضح انه لا يوجد حاليا سياسة معتمدة او تشريع خاص للتدوير بشكل منفصل , موضحا ان قانون البيئة يشجع على اعادة التدوير .
وطالب الخشاشنة بقانون منفصل للنفايات كما هو معمول به في دول الاتحاد الاوروبي مبينا انه تم اخيرا وضع مسودة قانون اطاري للنفايات بمشاركة خبراء من الاتحاد .
ونوه الى انه في حال موافقة الحكومة على القانون واعطائه الاولوية سيحول الى ديوان التشريع ثم الى قبة البرلمان لاقراره .
وقال ان فصل النفايات من مصدر تولدها يعتبر خطوة هامة في مراحل اعادة التدوير لافتا الى ان الفصل من المصدر هو تطبيق عالمي ويعلق عليه اهمية كبرى , وان وزارة البيئة تتعاون حاليا مع الوكالة الاميركية للانماء الدولي وبعض الشركات الاميركية بهذا الخصوص .
وزاد ان الوزارة وبالتعاون مع امانة عمان قامت بالعديد من المبادرات من بينها فصل النفايات من المصدر منذ حوالي سنتين ، الا ان معيقات عديدة واجهتهم اهمها تصميم البنية التحتية في المملكة وثقافة المجتمع .
وبين الخشاشنة ان البنية التحتية في دولة اوروبية مثلا تختلف عن مثيلتها في الاردن , ففي اوروبا يصمم لكل منزل او شقة مكان لحاوية النفايات سواء في موقف السيارة او المخزن .
ولفت الى انه تم العمل على فصل النفايات من المصدر في عدة احياء في عمان كتخصيص الحاوية الخضراء للنفايات المنزلية الجافة والزرقاء للنفايات الرطبة , الا اننا وجدنا عند فتح الحاوية الزرقاء مثلا في نهاية اليوم بانها مخلوطة بالنفايات الجافة والرطبة .
وقال انه يوجد في مبنى الوزارة على سبيل المثال وعاء لنفايات الورق وآخر للنفايات الاخرى ، وانه ورغم التنبيه المستمر لعامل النظافة بعدم خلط النفايات الا انه لا يطبق ذلك ، مشيرا الى ان قناعة وثقافة الافراد تحتاج سنوات لتتغير .
واضاف ان تجربة فصل النفايات لم تعمم حتى الان باستثناء الجامعات ونسبة كبيرة من المدارس وعدد من المؤسسات الحكومية بالاضافة الى جمعيات معنية بالبيئة وبعض شركات القطاع الخاص مبينا ان تعميم التجربة على المدارس والمؤسسات حدد لنفايات الورق بالتعاون مع شركات من القطاع الخاص.
ونوه الى ان وزارة البيئة بصدد تعميم تجربة فصل النفايات من المصدر على المتنزهات والاماكن الاثرية مشيرا الى انها نظمت بالتعاون مع امانة عمان حملات توعوية مختلفة .
واوضح انه يوجد في المملكة 20 مكبا للنفايات , تستخدم منها امانة عمان مكبا واحدا هو مكب الغباوي قدرته توازي قدرة المكبات الاخرى , ويغطي ايضا الزرقاء والرصيفة .
وقال ان مكب الغباوي يعتبر قصة نجاح ، وتم افتتاحه عام 1999 ، وانه المكب الوحيد الذي تتوفر فيه كل الشروط الصحية والبيئية مضيفا ان المكبات الـ 19 الباقية تتفاوت في مستوياتها وفي درجة تحقيقها للشروط البيئية والصحية .
وبين الخشاشنة ان مشكلة النفايات خلال فصل الصيف يجب ان تواجه بتعاون الجميع وان موجات الهجرة المستمرة والانماط الاستهلاكية المتغيرة ادت الى وجود ثغرات .
واشار الى انه في الصيف الماضي كانت هناك مشكلة نفايات في عمان , وانه من المتوقع زيادة اعداد السياح والزائرين للمملكة هذا العام مقترحا مضاعفة عدد مرات جمع النفايات في اليوم الواحد .
وقال نائب مدير المدينة لشؤون المناطق والبيئة في امانة عمان الكبرى المهندس باسم الطراونة ان الدوائر المعنية بقطاع النظافة وكوادر مديريات المناطق باشرت العمل وفق خطة طوارىء لمواجهة اعباء النظافة خلال فصل الصيف اعتبارا من منتصف الشهر الماضي .
واكد ان الاجهزة المعنية في مديريات المناطق ستعالج شكاوى المواطنين وملاحظاتهم المتعلقة بالنظافة اولا باول .
واشار مدير دائرة البيئة في الامانة المهندس سامر حتاملة الى ان معدل تولد النفايات في العاصمة عمان بدأ بالارتفاع منذ بداية الشهر الماضي مرجحا ان يصل معدل اخراج النفايات الى ذروته – 3000 الى 3200 – طن يوميا خلال شهري تموز واب المقبلين .
ونوه الى ان اسطول الامانة الحالي وبعد ان تم تعزيزه باليات جديدة قادر على جمع ونقل 3700 طن نفايات يوميا وان الامانة وفرت اليات مساندة من (لودرات وقلابات ديانا) لجمع ونقل النفايات كما باشرت باعادة توزيع الاليات على مختلف مناطق العاصمة .
ولفت الى ان الامانة باشرت ايضا في توزيع ما بين 4 – 6 الاف حاوية معدنية في احياء وشوارع عمان مبينا ان عملية تعيين 500 عامل وطن تسير في مراحلها النهائية ومن المتوقع التحاقهم بالعمل خلال ايام .
وزاد ان اجتماعات تعقد مع الجهاز الاشرافي في مختلف مناطق العاصمة للتأكيد على تفريغ الحاويات وتنظيف محيطها ، بالاضافة الى تنظيف الساحات العامة ومحيط المساجد والجزر الوسطية ومتابعة اي مخالفات تتعلق بالطرح العشوائي للنفايات في الاماكن غير المخصصة لها .
واشار الى ان الامانة انتجت خلال الاشهر العشرة الماضية حوالي 3700 حاوية سعة الواحدة منها 1100 لتر وهي بصدد انتاج 3000 حاوية اخرى خلال الاشهر الثلاثة المقبلة بعد اعتمادها على جهودها الذاتية بتفعيل اليات العمل في دائرة الانتاج التابعة لها .