عروبة الإخباري- رغم عدم وقوع أية أحداث منذ استئناف الدراسة في جامعة الحسين بمعان، إلا أن انتشار عناصر من الأمن بزيهم المدني داخل وخارج الحرم الجامعي عكس أجواء من القلق والتوتر على وجوه الطلبة، وفق عدد منهم.
وكان طلبة جامعة الحسين عادوا الى مقاعد الدراسة من جديد الأسبوع الماضي، بعد تعليقها قرابة 3 أسابيع، إثر ما شهدته من أحداث دامية قبل شهر على خلفية اندلاع اشتباكات بين طلبة ينتمون لمدينة معان وآخرون ينتمون لعشائر من بدو الجنوب داخل الجامعة. ويعتبر شهود عيان أن التواجد الكثيف للدوريات الأمنية على نقاط متعددة في المحافظة توصل الى الجامعة، لا يتناسب مع أجواء الجامعات كمحطات للعلم والثقافة.
لكن فاعليات شعبية وشبابية وحزبية في مدينة معان تبدي ارتياحها لاستئناف الدراسة في الجامعة، بعد اجتماع المجلس الأمني في المحافظة وقراره بعودة الدراسة، معتبرينه خطوة في الاتجاه الصحيح، من شأنه أن يحد من حالة الاحتقان والتوتر بين أبناء المنطقتين.
وتؤكد هذه الفاعليات أن قضية الأحداث التي وقعت في جامعة الحسين بن طلال مؤخرا وأدت الى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 25 آخرين، لم يتم الكشف عن أسبابها الحقيقية والجناة المتسببين بأحداثها حتى الآن من أجل تحويلهم إلى القضاء العادل.
وتذهب هذه الفاعليات إلى وجود أياد خفية تعبث وتلعب دورا في إشاعة الفتنة، وعدم تهدئة الأوضاع وتسعى لضرب العشائر ببعضها بعضا، داعية في نفس الوقت إلى تدارس تداعيات أحداث الجامعة التي ما تزال تلقي بظلالها السلبية على أجواء المحافظة من حيث التوتر والاحتقان.
ويؤكد المحامي ماهر كريشان أن قضية أحداث الجامعة ما تزال قائمة لدى الجهات المختصة وتخضع لإجراءات قانونية ولم تظهر فيها حتى الآن أي لائحة اتهام من أجل تحويلها إلى القضاء، من شأنها إعادة تهدئة النفوس وإزالة أي توتر أو احتقان مستقبلا بين طرفي الشجار.
ويؤكد رئيس الجامعة الدكتور طه العبادي أن دوام الطلبة في الجامعة لم يتأثر بأحداث الشغب التي وقعت في المدينة نهائيا، مؤكدا أن العملية الأكاديمية تسير بالشكل الاعتيادي في الجامعة، وأن إدارة الجامعة تراعي أمور بعض الطلبة وظروف مناطقهم وهم قلة جدا.
ويشير العبادي الى أن الجامعة اتخذت كافة الإجراءات الكفيلة بعودة الحياة الى طبيعتها داخل الحرم الجامعي، حيث تم تركيب أربع بوابات إلكترونية موزعة على مداخل بوابات الطلبة كإجراء أمني يحول دون دخول من ليس له علاقة بالجامعة أو أي شيء قد يشكل خطرا على سلامة الطلبة وأمنهم.
ويقول “إن الجامعة وبالتنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية المختصة وضعت نقاطا أمنية على البوابات الخارجية، من أجل توفير بيئة آمنة داخل الحرم الجامعي”، مشددا على أن تلك الإجراءات جاءت لضمان سير العملية الأكاديمية والتعليمية في الجامعة.
وكانت مديرية شرطة محافظة معان أحالت 7 أشخاص يشتبه بتورطهم في أحداث المشاجرة التي وقعت في جامعة الحسين قبل نحو شهر، الى مدعي عام الجنايات الكبرى، والذي باشر التحقيق معهم.
وتوقع مصدر أمني في مديرية شرطة المحافظة تحويل القضية الى أجهزة القضاء لإجراء المقتضى القانوني بحقهم خلال أيام، خاصة بعد إنهاء كافة مجريات التحقيق مع جميع المشتبه بهم.
ولفت الى أن عدد المشتبه بهم من الذين جرى توقيفهم والتحقيق معهم في وقت سابق، وصل الى 23 شخصا من طرفي الشجار من أفراد منطقتين مختلفتين من أبناء قبيلة الحويطات وأهالي مدينة معان، مشيرا الى أن أجهزة الأمن لن تتهاون بحق كل من يثبت تورطه بالمشاجرة وتحويله إلى القضاء.