يستحق رجل الأعمال منيب المصري التقدير على دوره في كسر الجمود حين حشد رجال الأعمال معه قاصداً المؤتمر الاقتصادي العالمي في البحر الميت ليضع بذلك بيئة جديدة توفر مناخاً أفضل بعد أن تحكم الجمود واعتلى الصدأ عملية السلام التي رهنها الاحتلال الاسرائيلي وأغلق النوافذ على الفلسطينيين فلم يعودوا قادرين على تسيير حياتهم اليومية..
وكما كانت الرياضة وسيلة لتحريك العلاقات الامريكية الصينية بداية فإن الاقتصاد يطل الآن من البحر الميت لتحريك السياسة التي أصبحت راكدة وآسنة وكان لا بد من القاء حجر عليها يحرك مياهها..
التقت الأطراف المعنية في حاضنة اردنية عمل الملك عبدالله الثاني لتكون مؤهلة وقادرة على التوصيل والانتاج فكانت ولادة مجموعة من المشاريع التي لم تكن لتعلن عن نفسها أو تتحقق لولا البيئة المواتية التي ندعو لمزيد من العمل على حفزها والدفاع عن مكوناتها واستمرار سريانها..
نعم هذه معركة رجال الأعمال أيضاً الذين يستشعرون أن وطنيتهم يعبر عنها بمشاريع اقتصادية تستطيع أن تشغل العاطلين وترفع من مستويات دخل المهمشين والمحرومين..
في أحيان يكون رجل الأعمال مناضل وهذا ما رأيناه في الوفد الفلسطيني الذي كسر جمود الحصار المفروض على حياة الفلسطينيين فقد كان التحرك صعباً ومحفوفاً بالمخاطر ولكنه مضى يستعمل لغة وزير الخارجية كيري وهو يتحدث عن دعم الاقتصاد الفلسطيني، كنت مرتاحاً وأنا أرى الدكتور عبدالله النسور يظهر أكثر من مرة (رأيته ثلاث مرات) في المؤتمر وعلى هامشه يقف وراء الموقعين على اتفاقيات وبروتوكولات ومشاريع اقتصادية جرى اطلاقها واتمنى أن نراه باستمرار في مثل هذه المناسبات يحتفي بالتوقيعات ويبارك عمل المؤتمرين ويعمل على ايجاد البيئة التي تعظم مثل هذه الأعمال ..
لقد أعلنت شركة المعبر الاماراتية خطوة باتجاه مواصلة الانجاز والذي ستكون ثماره وفيرة وجاءت كلمة رئيس الوزراء عبدالله النسور الدافئة عن الشيخ زايد رحمه الله لتكرس المودة والوفاء وتزيح الكثير مما علق من الكلام المجاني المشكك، كما جاء الاعلان عن مشروع سياحي طرحته الامارات ايضاً ويصل إلى 1.5 مليار دولار ليجدد مرة أخرى العزيمة ويدفع باتجاه استكمال بناء الاستثمارات التي عطلتها المناخات المحيطة في المنطقة وحتى العوامل الذاتية الداخلية التي حان الوقت للتخلص منها تماماً..
عيوننا على الاستثمار القادم من العراق والمشاريع الواعدة وقد تحرك بعضها وكان لقاء رجال الأعمال العراقيين مع الأردنيين واصرارهم على مواصلة بناء مكونات الاستثمار المشترك والمساهمة الأردنية الملموسة في إعادة بناء العراق وأيضاً في إزالة أي عقبات من أمام مشروع العصر بين الأردن والعراق والمتمثل في مد أنبوب النفط من البصرة إلى العقبة..
هناك مبادرات خليجية عديدة ومشاريع اقتصادية ريادية جرى الاعلان عنها وهناك تعاون واسع في ميدان العمل مع تركيا، هناك مواجهة للتحديات الطارئة والمفروضة من الأزمة السورية ومحاولة تحويل التحديات الى فرص وهو الشعار الذي رفعه الملك عبد الله الثاني وعمل على ترجمته..
وإذا كانت السياسة تفرق في صورتها التقليدية فإن الاقتصاد يجمع حتى أن الاتحاد الأوروبي هو مشروع اقتصادي قبل أن يكون سياسياً فهل يفتح السياسيون العرب الطريق للاقتصاد بين المستثمرين ليبنوا ما هدمته السياسة ويصلحوا ما أفسدته وهل يأخذون من أسلوب الملك عبدالله الثاني نموذجاً يحتذى في هذا المجال؟ فالسلام والرخاء والكرامة مفردات لها جوامع كما الفقر والعنف والارهاب والحروب مفردات لها جوامع أيضاً..
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب /في البحر الميت..كسر الجمود وقبول التحدي
14
المقالة السابقة