هل ستفجر القنبلة السورية الآن؟ وهل سيكون التطور الذي أدخلته اسرائيل على المشهد السوري بقصف دمشق بالطائرات وفي أكثر من موقع وبكثافة لم تحصي خسائرها الجهات الرسمية السورية بعد بمثابة سحب النابض من القنبلة قبل القائها؟..ولماذا يجري هذا الخلط للأوراق؟ وهل الاعتداء الاسرائيلي على دمشق يخدم النظام اذ يجعله أمام الشعب السوري والعربي والدول التي تؤيد المقاومة وكأنه الضحية والمعتدى عليه ويجعل المقاومة وكأنها في خندق اسرائيل وكذلك كل من يؤيد الشعب السوري في مقاومته للنظام..
هذه اوراق جديدة يجري زجها وهي محاولة لفتح نافذة للنظام الذي أدمن التهديد لاسرائيل وهو قوي دون ان يفعل شيئاً مما هدد فيه اذ بقي يقول بعد كل هجوم أو عدوان على سوريا أن النظام سيرد في الوقت المناسب وفي المكان المناسب ومنذ ذلك الحين لم يأت الوقت ولم يحدد المكان بعد..
هل تصبح سوريا ساحة لصدام اسرائيل مع حزب الله كما جاءت الذرائع الاسرائيلية وكما فعل حزب الله بتورطه في المشكلة السورية باعتراف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في أن قواته موجودة في سوريا وانها تدافع عن مراقد أهل البيت (السيدة زينب) وقوله أن حزب الله لن يسمح وكذلك أصدقاء النظام السوري بسقوطه أو العدوان عليه..
العدوان الاسرائيلي على سوريا يفتح باب التداعيات العديدة ويدفع سيناريوات جديدة للتفكير بها وقد سبقه استقالة الأخضر الابراهيمي وتصريحات نصر الله وتحرك ايراني في المنطقة حيث وصل وزير الخارجية الايراني إلى عمان في زمن وصول مستشار الرئيس التركي أيضاً..
ماذا لو ردت سوريا ؟ ماذا لو استمر العدوان الاسرائيلي ؟ ماذا لو توسعت دائرة الاشتباك ؟ هل ستشتعل المنطقة بعد أن استعصى فيها حل المشكلة السورية حين وقف العالم متفرجاً بعد أن قررت الولايات المتحدة الأميركية حتى الآن بعدم التدخل واستنكفت دول أوروبية أساسية كانت متحمسة لتسليح المعارضة عن موقفها وعادت إلى سياسة التعويم وانتظار الأمريكيين وجرى تلخيص المشكلة السورية في أن النظام يمتلك أسلحة كيماوية وأن الدول الغربية تراقب استخدامه لها فإن استخدمها فلكل حادث حديث وإن لم يستخدمها فإن النار السورية ستبقى تأكل الشعب السوري وهي لن تأكل غيره، سواء كان هذا الشعب في موقع المؤيد أو المعارض..
القنبلة السورية الآن برسم التفجر وقد تنشر شظاياها لتصيب دول الجوار وتؤثر عليها زيادة على الأعراض التي حصلت حتى الان حيث ما زال اللاجئين السوريين يتدفقون وما زالت المنظمات الدولية تتراجع عن التزاماتها التي تتزايد..
الولايات المتحدة الأمريكية تأخذ بالتصور الاسرائيلي في المشكلة السورية وهو التصور الذي يقوم على مبدأ دعوا سوريا تتآكل وتضعف وتذوي ولا يتدخل أحد لوقف تفاقم مشاكلها وعندها ستخمد وتدخل في اقتتال داخلي سيؤهل اسرائيل أن تفرض على الحالة ما تدعي أنها قرارات ومواقف لحماية أمنها..
ارتدادات الزلزال السوري مستمرة ويبدو أنها تجاوزت امكانيات الحيطة منها فالوقت يضيع ولا أحد يملك أسباب الوقاية الكافية لأن مصممي السيناريوات الدولية لايقاف حساباتهم ما يهم المنطقة وما تحذر منه الأطراف المتضررة من الأزمة..نابض القنبلة يجري فكه وهي برسم الانفجار..
alhattabsultan@gmail.com