عروبة الإخباري – قد يدرك الكثيرون حجم عمله واستثماراته بالأرقام المتوفرة بإسمه و بالموجودات الممتدة له عبر العالم . ومن خلال جرد الكثير من المشروعات التي يمتلكها أو يساهم فيها . ولكن هؤلاء قد لا يدرك معظمهم أو أغلبيتهم المطلقة حجم عمله الإنساني وأريحيته و طبيعة التعامل معه .. فالرجل الذي عرفته عن قرب و جالسته وتحدثت معه يحمل قلب طفل ويفهم الحياة فهما مباشرا بعيدا عن التعقيد وهو يستمتع بها دون كلفة ويترك في الناس الذين يتعاملون معه ضرورة أن يفهموها كما يفهمها وأن يتعاملوا معها كما يتعامل.
“أبو خالد” صبيح المصري إن قال شيئا أو وعد به ينفذه ولا ينساه أو يتناساه كما يفعل الكثيرين من الميسورين، وهو لا يحرج لأنه يعالج الحرج بالصراحة ولا يحب التأجيل والترحيل طالما هو قادر على الإنجاز الفوري ، وهو جلد ومثابر حين يتعلق الأمر بقضايا الناس وصبور حين يتعلق الأمر به .
بنى معظم ثروته خارج الأردن ونقل ما يملك الى داخل الأردن ليبني إستثماراته فيها في الحجم الذي يعرفه الكثيرون وخاصة في مجال السياحة وتحديدا الإستثمار في الفنادق العديدة المنتشرة في عمان والعقبة والبحر الميت .
يرتبط اسم صبيح المصري بأشهر مشروع استثماري عرفه الأردن وهو مشروع “واحة ايله” في العقبة حيث يمتد هذا المشروع على مساحة مترامية شمال مدينة العقبة وعلى بحرها في شاطئ ليس طويلا وقد نفذت المرحلة الأولى من المشروع وبأموال مباشرة من المالك. كما استطاع صبيح المصري الذي يتولى الأن رئاسة مجلس إدارة البنك العربي أن ينتقل بالبنك خطوات واضحة الى الأمام انعكست في الأرباح التي أعلنت أخيرا وهي بفارق كبير عما كانت عليه قبل أن يتولى رئاسة المجلس بعد استقالة عبد الحميد شومان..
أخذ عن والدته كما أعرف الرغبة الشديدة في مساعدة الأخرين والإستماع لشكواهم واسنادهم وهو لا يقبل أن يكشف عن الكم الكبير من أسماء الطلاب والأسر المستورة التي يدعمها ويسندها لمواجهة ظروف الحياة ..
ورغم كرمه الملموس وطيب نفسه وأريحيته إلا أنه متواضع لا يحب التبذير ولا يتباهى بما يملك أو يجعل من ذلك ما يميزه عن الأخرين..
يؤمن صبيح المصري بالشفافية والوضوح في مشاريعه ويرغب أن تظل هذه المشاريع برسم المعاينة ولا يحب أن يدخل في مناكفات و غالبا ما ينسحب حين يشعر أن مشروعا ما قد اعتراه الشك أو أن أطرافا تدخل اليه أو تشكك فيه ولذا فإنه انسحب من مشاريع استثمارية سياحية كمشروع وادي رم حين حاولت جهات مشككة أن تنال منه أو تتهم توجهاته التي كانت واضحة و مع ذلك انسحب رغم أنه استثمر في بدايات المشروع من دراسات جدوى وغيرها ليثبت لكل متابع أنه حريص على أن يبقى بعيدا عن كثير من المماحكات التي اعترت العلاقات الإقتصادية والإجتماعية وعن كل محاولات الإبتزاز التي مارستها أطراف محلية في محاولة لإظهار مشاريعه وخاصة الإستثمار السياحي في وادي رم بأن له فيه امتيازات خاصة .
استطاع صبيح المصري أن يضع حوله عديد من الأصدقاء وأن يحافظ عليهم ويحتفظ بهم وهو دائما ما يكون ممتنا لأي شخص أو جهة تقدم من أجله شيئا مهما كان متواضعا رغم أنه لا ينتظر شكر أو اطراء على الكثير الذي يقدمه من أجل الأخرين ..
تمتع بشخصية مبتسمة طريفه تدخل البهجة لمجالسه و لا يظهر في الجالسين تعالما ولا يتذاكى ولا تستطيع اكتشاف حجم ثروته ولكن نستطيع في مجالسته أن تكتشف حجم إنسانيته وأريحيته.
تبدو حضاريته الدافقة والعميقة في تعامله مع المرأة واحترامه لها وتقديره لدورها وهو ينزل ابنته الوحيدة هذه المنزلة من حيث العناية بأفكارها والإستماع اليها واستشارتها كما تحظى زوجته أم خالد بكل اهتمامه ورعايته وهو لا يفارقها حتى في اللحظات الصعبة ويحرص أن يكون الى جانبها ويرى فيها السيدة التي عملت معه لسنوات و ظلت على وفائها وهو ما يسدده لها في كل الأحوال .فقد تعلم من أم خالد وعلمها وظل ذكرها على لسانه محببا ..
في هذه الأسطر القليلة عن حياته وهي انطباعية أكثر منها بحثية فإن شخصيته المحببة وقربه من النفس وحب الناس لها تحتاج الكتابه فيها الى مجلدات رغم أنه دائما ما يهون من قيمة كتابة سيرة حياته تواضعا وهي سيرة خصبة فيها العصامية والصعوبة وفيها الصفاء والشقاء وفيها العبر والدروس وأنا واحد من الذين يتطلعون لكتابة سيرته التي لا يفاخر فيها ولا يذكرها وغالبا ما يغير الحديث عندما يبدأ أحد في الحديث عنه ..
صبيح المصري عنوان من عناوين الإقتصاد الوطني والعربي وهو انسان قبل أن يكون مستثمر وميسور وغني وصاحب ثروة أنه الرجل الذي يلتقي في الثناء عليه الفقراء الذين أعطاهم أو سمعوا عنه والأغنياء الذين تعاملوا معه أو حتى نافسهم ..