يحرق النظام السوري نفسه بنفسه وهو يرى كيف يلتهم الحريق السوري أجزاء من العاصمة التي اقترب منها الحريق وبدأ يشعل مناطق حساسة فيها..حان الوقت ليتوقف هذا الخطاب المقيت الذي يواصله النظام السوري منذ بدأ الأزمة فهو خطاب لا يجدي ويزيد النار ضراوة خاصة بعد أن أغلق النظام باب الحوار مع شعبه وترك كل فرد من أفراده يبحث عن الخلاص فهناك من هرب وهناك من هاجر إلى مخيمات اللاجئين في الأطراف الأربعة وهناك من استشهد او أصيب وهناك من تسلح ويقاوم بعد أن ظلت الثورة السورية لأشهر تكتفي بالاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات التي كان يحصدها رصاص النظام وتقصفها مدفعيته ودباباته..
اليوم يغيب الحل السياسي عن الأزمة السورية بعد ان اختار النظام الحل الأمني واستمرت فئات فيه لا تستطيع أن تختار غير خيارها هذا لانها تدرك أنها مطلوبة في جرائم لم تبدأ مع بداية الربيع العربي وانما منذ كان النظام يتدرب على القتل ويسكت المعارضين ويصفيهم ويقدم أحداث حماة نموذجاً على ذلك..
على ماذا يراهن نظام الأسد الآن؟ وهو يقدم للعالم تفجيرات دمشق من أجل صناعة عدو آخر للشعب السوري غير النظام ومن أجل القول أن ما جرى في دمشق أمس هو من اعمال الارهابيين والتكفيريين والسؤال هو من المسؤول عن قدوم الارهابيين والتكفيريين وكل فرق الأجهزة الاستخبارية المتدفقة من كل أنحاء العالم؟ من المسؤول عن اصابة سوريا بجرح عميق ظل فاغراً لا يضمد وظل النظام يمعن فيه حتى تعفن وتقيّح وجلب التدخلات والاستقطابات المختلفة..
ماذا بعد تفجيرات الساحة الرئيسية في دمشق ونقل المعارك إلى العاصمة وبعد تقدم المقاومة واتساع دائرة فعلها؟ هل ما زال النظام يعتقد انه يملك الشرعية التي فقدها منذ سقوط أول شهيد سوري؟ هل يعتقد النظام ومن يستثيرهم ليروا رؤيته أنه يستطيع ان يخمد المقاومة بعد كل هذه الآلاف من الشهداء والجرحى والملايين من المهجرين وتدمير سوريا وتحويل النظام إلى طعم لاستمرار اصطيادها وتفتيتها وتحويلها إلى ركام وإلى مجتمع يتفانى ويأكل بعضه بحروب طائفية..
هل سينتصر النظام على الشعب ليبقى خالداً ويذهب الشعب إلى الموت والتصفية؟ هل هذه نواميس الطبيعة أم أن نواميسها أن يسقط نظام القتل ويتحرر الشعب؟
استهجن اولئك الذين يقولون أن النظام سيستمر وأن الرئيس الأسد سيرشح نفسه للانتخابات القادمة وكأن شيئاً لم يكن ليعود هذا النظام يحكم، هل عاد نيرون إلى حكم روما بعد أن أحرقها ؟ وهل الذين قتلوا شعوبهم خلدوا واستمروا أم كنسهم التاريخ؟
سوريا الآن أمام ارتدادات الزلزال السوري وهي تشهد توسع الحريق الذي بدأ يلتهم العاصمة فماذا بعد؟
هل يستمر النظام الدولي ودوله المتنفذة في المراقبة والفرجة والحذر ورفع شعار عدم التدخل أو النأي بالنفس أم أن المجتمع الدولي سيفرض ارادته ليسقط النظام أو ليمنع سوريا من استمرار الاحتراق والتفتت؟ هذا هو السؤال ايضاً فماذا تحمل الايام القادمة؟ هل يتحرك المجتمع الدولي لمساعدة الشعب السوري ومقاومته؟ وهل يفرض ارادته ويمنع النظام من قتل السوريين سواء بتأسيس مناطق حظر طيران ليتجمع فيها السوريون اللاجئون أم بأساليب أخرى..ما هي مفاجآت النظام السوري في ربع الساعة الأخيرة ؟ هل يسقط سقوطاً مدوياً أم يحرق جيرانه في ضربات يائسة أخيرة تستدعي الحذر؟ لا أحد يعلم على وجه اليقين..!!
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/انفجار دمشق..الحريق السوري يتمدد إلى متى؟
24
المقالة السابقة