الذين عقدوا اجتماعاً ضم الحاجبين للثقة عن الحكومة..وقد التقوا من مواقف وخلفيات ودوافع شتى، هل جاءوا إلى لقاء الـ (47) لفشة غل أو خلق أو ليرسلوا كل رسالته للشارع أو الناخبين أو الحكومة نفسها لتنظر في أمره عشية اختيارها نواباً لحقائب جرى وقفها إلى حين تجاوز الثقة ..لا يعرف عن بعض الذين عقدوا لقاء «الحاجبين» أنهم كانوا من المعارضة أو انتموا لها أو حتى هادنوها، بل كانوا دائماً ضد المعارضة ومع سوق النواب وغيرهم إلى التأييد وإلى الثقة والنصف كما كان يقول بعضهم..
لا يشكل الحاجبين كتلة يسارية ولا قومية ولا حتى دينية ولا يربطهم رابط وربما يجمعهم غضبهم من الرئيس أو تأكيد انهم يريدون فتح مواضيع معه حول قضايا تختلف أحجامها من تعيين موظف وحتى طلب حقيبة وزارية..
بعض الحاجبين لهم مواقف معروفة أدت بهم إلى الحجب وهذا أمر طبيعي فقد كانوا حجبوا عن حكومات سابقة أو صدروا في حكمهم عن مواقف سياسية أو حزبية أو ضغوط شعبية والبعض الآخر ليس كذلك أبداً .
لا أعتقد أن هذا التجمع الذي عقده الحاجبون يمكن أن يتمخض عن شيء ولا يختلف عن كثير من الكتل المتحركة التي كانت تبني على رمل أو ترتحل من مواقفها في اول منعطف أو صفقة أو تفاوض أو حتى اختلاف فيما بينها وقد تكون الحكومة قادرة على سحب الكثير منهم أو حتى جعله ينقلب على المجموعة اذا كانت هذه الكتلة إذا جاز التعبير قادرة على عمل شيء أو مؤمنة بما فعلت فعليها أن تخرج من إطار الغضب أو الزعل أو التنفيس إلى وضع برنامج تلتقي عليه أو يلتقي عليه بعضها لتشكل حكومة ظل أو تعلن نفسها جبهة..
بين هذه المجموعة بعضها بعضاً ما صنع الحداد ولا يجمعها إلا أن أفرادها قالوا حجب ومضوا يتجمعون..
سوف تشهد هذه المجموعة خلال الأيام القليلة القادمة عملية توظيف لحشدها لصالح أشخاص ربما لا يتجاوز عددهم الثلاثة أو الأربعة كل منهم يريد أن يوظف رقم (47) لصالحه أو أن يجد لمطلبه أو موقفه مبرراً أو تسويغاً وهو يغلفه بهذا العدد الكبير الذي التقى مرتين بهدف نقد الحكومة والنيل من رئيسها دون أن يقدم المجتمعون نقاطاً ايجابية يبدأون منها تشكيل بناء مواز أو يضعون حلولاً ومخارج للموقف الذي حشروا أنفسهم فيه ويبدو لي ان ادعاء الحكمة بأثر رجعي من بعض الحاجبين لن يفيد وسيقرأ في الشارع قراءة معكوسة تماماً عما رغبوا أن يقرأ..
التقى دعاة التجديد والتغيير ممن لا يعجبهم حجم الجرعة الاصلاحية ويرغبون الاستعجال وحرق المراحل وجدية أكثر في صناعة الحكومة البرلمانية والانطلاق بها إلى أهداف أبعد وما بين المحافظين وقوى الشد العكسي ودعاة رفض الاصلاح ومروجي القسمة كما الاشارات التي صدرت فهل تقبل هذه الأطراف المتناقضة على اللقاء وهل ترضى أن ما يصدر عن بعضها شخصاً أو أكثر تتحمل مسؤوليته المجموعة التي شهدت لقاء الحجب الأول وما زالت..
أتمنى أن تتصلب المعارضة الوطنية وأن تظل في الإطار الوطني وأن تقدم برنامجاً واضحاً بديلاً او موازياً لما تقدمه الحكومة وأن لا تسمح لطامع أو طامح أن يركب موجتها كما الأحزاب التي أضعنا من عمر مجتمعنا (20) سنة حين تأسس الكثير منها لخدمة شخص أو أمين عام أو فكرة لم يعلنها أصحابها ولكن ظلوا حريصين أن يؤسسوا لها اطارات جاذبة..
معظم أعضاء اللقاء الذي عقده الحاجبون في قراءتنا الأولية هم على يمين الرئيس وعلى يمين الحكومة وان بدا معه من هم على يسارها وهؤلاء سوف يغادرون حين يرون الذئب في فراش ليلى وأن النائم ليس جدتها !!
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/«يا عاقد الحاجبين»!
13
المقالة السابقة