عروبة الإخباري- يبدأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح اليوم لقاءاته الرسمية في العاصمة التركية أنقرة التي وصلها أمس في زيارة تستغرق 3 أيام، ويتم خلالها توقيع 8 اتفاقيات تعاون اقتصادي وعسكري، وهي زيارة تأمل منها أنقرة أن تكون بوابة لعلاقات خليجية أكثر فعالية في المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها، كما قال مصدر تركي رسمي.
وأشار المسؤول إلى أن الزيارة ستكون «لبحث كل ما يتعلق بالقضايا الإقليمية وآفاق التعاون مع الكويت ودول الخليج».
وسيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية، من بينها اتفاق تعاون عسكري، وآخر في مجال الطيران. وقالت مصادر تركية إن أنقرة تعتزم طرح خطط برفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين من معدله الحالي البالغ 700 مليون دولار إلى مليار دولار بحلول العام المقبل.
ويقود الشيخ صباح الأحمد وفدا رفيع المستوى يضم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية مصطفى الشمالي، ووزير التجارة والصناعة أنس الصالح، ومدير مكتبه أحمد الفهد، والمستشار بالديوان الأميري محمد أبو الحسن، ورئيس المراسم والتشريفات الأميرية الشيخ خالد العبد الله، ووكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله، والمستشار بالديوان الأميري الدكتور عبد الله المعتوق، وعدد من كبار المسؤولين في الديوان الأميري ووزارة الخارجية.
من جانبه كشف عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي أمر الله ايشلر، عن أن الجانبين سيوقعان اتفاقيات من شأنها تطوير إمكانيات التعاون على جميع الأصعدة، موضحا أن الاتفاقيات ستشمل مجالات التعاون في قطاع الصناعات الدفاعية المتطور في تركيا، حيث سيكون له حصة مهمة في الاتفاقيات الجديدة المقرر إبرامها، مشيرا إلى أن هذا الموضوع كان مدرجا على جدول أعمال رئيس الأركان التركي المقررة إلى الكويت.
وتطرق ايشلر في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية إلى أن حجم التبادل التجاري السنوي بين تركيا والكويت بلغ العام الماضي نحو 700 مليون دولار أميركي، كما أن تركيا تستورد النفط الخام من الكويت، وبلغت في 2011 قيمة النفط الخام المستورد من الكويت 133.3 مليون دولار أميركي، إضافة إلى المواد الكيميائية العضوية، والمنتجات البلاستيكية، والوقود المعدني والزيوت، أما الصادرات التركية للكويت فتنوعت بين مواد غذائية وأنسجة وآلات كهربائية وسجاد ومركبات.
وقال النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان التركي أمر الله ايشلر إن «لدولة الكويت مكانة مهمة جدا في سياسة تركيا الخارجية، لا سيما في السنوات الأخيرة؛ إذ شهدت العلاقات بين البلدين تطورات مهمة جدا مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002، حيث شهدت هذه الفترة تناميا متسارعا في العلاقات بين البلدين».
وعن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ذكر ايشلر أن الكويت منذ عام 2005 حددت أهدافها الأولية للاستثمار في دول عدة، من بينها تركيا، وتمثل ذلك في تدفق مباشر لرأس المال الكويتي في السوق التركية، وأن للشركات الكويتية استثمارات مهمة في قطاع العقارات وتجارة التجزئة والصناعة والمصارف، ولها اهتمامات أيضا في عمليات الخصخصة التي أطلقتها الحكومة التركية مؤخرا.
وتعتبر زيارة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إلى تركيا التي بدأها أمس، استكمالا لـ45 عاما من التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات عدة، وتعود العلاقات بين البلدين إلى عام 1969 حينما أقيمت أولى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عبر التنسيق مع سفارة جمهورية تركيا لدى لبنان، وافتتاح السفارة التركية لدى الكويت رسميا عام 1971.
واتخذت تركيا موقفا مؤيدا للكويت منذ الساعات الأولى للغزو العراقي عليها، كما أوقفت ضخ النفط من الآبار العراقية المارة عبر أراضيها، وانضمت إلى التحالف الدولي الذي قاد حرب تحرير الكويت.
وبلغ عدد الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الكويتية، 27 اتفاقية، وبدأت عام 1991 بتوقيع وزير التجارة والصناعة الكويتي السابق عبد الله الجار الله البروتوكول التجاري بين البلدين مع نظيره كاظوم يوسيليس، وفي عام 1993 وقع وزير التجارة والصناعة السابق عبد الله الهاجري مع الجانب التركي اتفاقية لتنشيط التبادل التجاري بين البلدين، كما وقع في العام نفسه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء السابق عبد العزيز الدخيل مذكرة تفاهم بين البلدين، تتعلق بالقطاع الزراعي وتبادل الخبرات والمعلومات الزراعية، والاستعانة بالعمالة التركية، وإنشاء شركات زراعية مشتركة.
وفي عام 1993 زار رئيس الوزراء التركي آنذاك سليمان ديميريل الكويت لإجراء مباحثات تناولت تعزيز العلاقات الثنائية، ووسائل تعزيز البناء بينهما في مختلف المجالات، قبل أن يزور الكويت بصفته رئيسا لتركيا عام 1997، وتم خلالها توقيع اتفاقية مالية مع الجانب الكويتي، تهدف إلى منع الازدواج الضريبي، وأخرى تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
وفي عام 1999 قام وزير الخارجية التركي إسماعيل جيم بزيارة إلى الكويت، حيث سلم رسالة آنذاك إلى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد من الرئيس التركي سليمان ديميريل، أكد خلالها دعم بلاده للكويت في وجه أي تهديد عراقي، شاكرا الكويت على المساعدات التي قدمتها لضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا حينذاك.
في موازاة ذلك ترتبط الكويت بعلاقات اقتصادية وتجارية متينة مع تركيا تعود إلى عام 1970 حين تم توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي والصناعي والفني بين البلدين، كما يرتبطان باتفاقية لتشجيع الاستثمار وحمايته منذ عام 1988.
وفي عام 1995 وقعت غرفة تجارة وصناعة الكويت مع اتحاد غرف التجارة والصناعة والشحن وتبادل السلع في تركيا، بروتوكول تعاون ينص على أهمية التعاون بين البلدين، من خلال تأسيس علاقات تجارية مباشرة وفعالة، وقد زاد نمو التعاون الاقتصادي والتجاري خلال السنوات الماضية بين البلدين بشكل ملحوظ، ليبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 750 مليون دولار حتى الآن.
وفي عام 2006 وقع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، اتفاقية تفاهم مشترك مع نظيره التركي آنذاك عبد الله غل، تهدف إلى تطوير العلاقات بين البلدين، وتعزيز العلاقات الثنائية، والتوصل إلى مراجعة شاملة للعلاقات، تتضمن تنفيذ الاتفاقيات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم والوثائق الأخرى الموقعة بينهما.
وقدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية إلى تركيا 12 قرضا منذ عام 1979، بقيمة 370 مليون دولار أميركي، من بينها تمويل مشروع يشيلجاي لتوفير وتوريد المياه إلى إسطنبول بقيمة بلغت 148 مليون دولار أميركي تم دفعها على مرحلتين خلال عامي 1993 و1999. كما مول الصندوق الكويتي في تركيا قرضا بقيمة 53 مليون دولار لإعادة بناء شبكة طرق تربط وحدات التوطين السكنية التي بنيت عقب زلزال عام 1999 في منطقة مرمرة.
وبحث وزير التجارة الكويتي أنس الصالح خلال زيارته إلى إسطنبول الشهر الجاري خلال مشاركته في أعمال الدورة التاسعة للجنة الكويتية – التركية المشتركة، تعزيز العلاقات التجارية، ورفع حجم التبادل التجاري، وزيادة حجم الاستثمارات بين البلدين، حيث يعتزم الجانب التركي طرح خطط برفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الصديقين من معدله الحالي البالغ 700 مليون دولار إلى مليار دولار بحلول العام المقبل.
وعلى الصعيد الإغاثي والإنساني قدمت الكويت، متمثلة بجمعية الهلال الأحمر الكويتية والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، مساعدات ومواد إغاثية بقيمة 15 مليون دولار للمتضررين من الزلزال الذي شهدته تركيا عام 2011.
كما ارتفع عدد السياح الكويتيين إلى تركيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث بلغ نحو 65 ألف سائح، إضافة إلى زيادة في أعداد الكويتيين الممتلكين للعقارات في تركيا، لتتصدر بذلك الكويت قائمة الدول العربية لجهة تملك العقارات في تركيا.