كان عام 2003 هو عام مولد أول مؤتمر ” لحوار الأديان في الدوحة ” في ذات العام 2003 حل بأمتنا العربية الإسلامية أعظم الكوارث في مطلع الألفية الثالثة إنه الغزو الأمريكي البريطاني للعراق واحتلاله بالقوة المسلحة تحت سمع وبصر أتباع الديانات الثلاث وفي عام 2006 كان العدوان الإسرائيلي اليهودي على لبنان الذي يتعايش على ترابه المسلم والمسيحي واليهودي وقام ذلك العدوان بتدمير الإنسان والبنية التحتية لشعب لبنان دون تمييز، وفي عام 2007 تأسس “مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ” برغبة سامية من أمير دولة قطر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لرغبته في استمرار ذلك الحوار بين علماء الديانات الثلاث علهم يجدون مخرجا من المآسي التي تلحق بالإنسان وخاصة العرب والمسلمين.
وفي عام 2009/ 2008 كان العدوان الوحشي الإسرائيلي / اليهودي على قطاع غزة وبلا تمييز بين مقاتل وطالب مدرسة ذكرا كان أم أنثى، راح ضحية ذلك العدوان الغاشم آلاف الأبرياء من الفلسطينيين ودمرت مؤسساتهم ومنازلهم ومدارسهم بفعل ذلك العدوان، وصدرت أفلام سينمائية في دول تدين بالديانة المسيحية تمس ديننا الإسلامي وتشوه رسالة نبينا محمد عليه السلام، وكتبت مقالات كاريكاتيرية في الصحافة الغربية تهين ديننا الإسلامي وتمس مكانة نبينا محمد عليه السلام القائل ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق “، ومنذ عام 2006 والحصار الإسرائيلي اليهودي القاتل مفروض على أهلنا في قطاع غزة ولم تقم الكنيسة المسيحية أو المعبد اليهودي في أوروبا وأمريكا بأي جهد لفك ذلك الحصار الظالم على أهلنا في غزة بل إنهم أمعنوا في ملاحقة المسلمين في أوروبا وأمريكا. يقول سعادة وزير العدل الأستاذ حسن بن عبد الله الغانم: إن حوار الأديان يلزمنا أن نقف موقفا مسؤولا من الخطايا والجرائم التي ترتكب في العالم باسم الدين وهو منها براء وضرب مثلا أن ما نتلقاه بشكل يومي من أخبار الجرائم التي ترتكب في منمار ضد الأقليات المسلمة والجرائم التي يرتكبها الإسرائيليون / اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع وما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون من جرائم بشعة أمر يجعلنا نتحد من أجل حماية الإنسان الفلسطيني وغيره من الشعوب والأقليات المضطهد بحكم الدين.
(2)
عشر سنوات ونحن أتباع الديانات السماوية الثلاث نتحاور في الدوحة في قاعات الفنادق الممتازة منعمين ومكرمين . والسؤال الذي يطرح نفسه بعد عشر سنوات ماذا قدم المتحاورون في الدوحة للإنسانية ؟ يقول الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة المركز الدولي لحوار الأديان في الدوحة ” إن المركز يهدف إلى بناء تعاون حقيقي بين المؤمنين بالله في الأرض لتعزيز القيم العليا من المحبة والإخاء والصدق والأمانة والوفاء وحماية الأسرة وغير ذلك من الفضائل ” فهل تم ذلك؟ الجواب وبلا جدال لم يتم تحقيق أي من تلك الأهداف، بل استشرى العداء ضدنا نحن العرب على وجه التحديد وانعدم الصدق فكم وعدا قطعته الدول التي تؤمن بديانة المسيح عليه السلام تجاه المظلومين والمعذبين والمضطهدين في سورية الحبيبة من قبل النظام الظالم الفاشي بأنها ستنصرهم بتزويدهم بكل ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم. قالوا لنا في مؤتمر مدريد عام 1990 بأنهم سيحلون مشكلة الشعب الفلسطيني مرة وإلى الأبد بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ولم يفوا بما وعدوا به بل كذبوا علينا وجرونا إلى حرب عاصفة الصحراء عام 1991 ضد العراق. نحن العرب – المسلمين والمسيحيين منا قدمنا مبادرات سلام بيننا وبين إسرائيل أتباع الديانة اليهودية تقوم على إعادة الحقوق لأصحابها المشردين والمشتتين في كل دول العالم ولم يستجب لمبادراتنا بل أمعنوا في حربنا وملاحقتنا في كل مكان تحت شعار محاربة الإرهاب والإرهابيين .
(3)
بعد عشر سنوات من الحوار بين أتباع الديانات السماوية الثلاث في الدوحة ومن يجد بين يديه البيانات والخطب والمناقشات التي تمت في اللجان / وورش العمل المصغرة يستطيع الخروج بنتيجة واحدة أن الكلمات والبيانات هي واحدة لم يتغير فيها القول وأصبح المتحاورون يرددون كلماتهم بلا روح يردد القادمون من الغرب أتباع الديانة المسيحية القول بأن المسيحيين في المشرق العربي يتعرضون لاضطهاد وملاحقات وتهجير وهذه أقوال الظالمين منهم ولا نقبلها البتة ونسأل من هجر المسيحيين من فلسطين أليس أتباع الديانة اليهودية ومن يهجر أتباع الديانة المسيحية من العراق وسورية الحبيبة ومصر ولبنان غير الإغراءات الغربية لتفريغ الشرق من المسيحيين العرب ليستخدموا ذريعة للعدوان علينا .لكنهم لا يقولون بما يجري في فلسطين ضد المسلمين وما يجري في منمار وتايلند والفلبين والأقليات الإسلامية في الغرب .
لقد أحسن الشيخ القرضاوي عملا بعدم مشاركته في الدورة العاشرة لحوار الأديان المنعقد في الدوحة لأنه أيقن بأنه لا فائدة من حوار لا يؤدي إلى نتائج تحمي الإنسان من الاضطهاد والتعذيب وتحميه من الملاحقة بتهم مختلفة وخاصة الإنسان العربي المسلم . ونتمنى على الأمانة العامة لمركز حوار الأديان في الدوحة أن تجري دراسة علمية لما تم إنجازه على الأرض لصالح الإنسان فإما أن تستمر هذه المسيرة أو تتوقف .
آخر القول: حوار يتبعه حوار يتبعه حوار ولكن لا نفع في رعود لا تسقط المطر.