سألني نائب محترم السؤال أعلاه مؤكداً أن البديل غير متوفر بل ستدخل البلد في قلق سياسي، وهل من سيأتي سيكون أحسن؟ أو أقدر؟ فالأمور كما يقول سعادة النائب مرسومة إذ البلد خاضعة اقتصادياً ولهذا ففقرها مقصود كي تركع سياسياً.
أقول: هذا الكلام في غالبه صحيح، فالمؤامرة على البلد لم ولن تتوقف، وفقرنا الاقتصادي ليس بجديد، لكن هذا كله لا يعني الاستمرار في السياسات السابقة التي أهلكت الحرث والنسل. ففي المجال السياسي ملّ الأردنيون حكومات التكنوقراط فهي تسمية خادعة يتم عبرها توزير المحاسيب والأقارب، ومن ثمارهم عرفناهم فالمديونية في ازدياد والوضع السياسي إلى الخلف والحال الإداري في غاية الترهل، فما الذي جلبه لنا التكنوقراط؟
بدأنا رحلة الإصلاح الأردني وكان الأمل بحكومات سياسية لأن ظرفنا سياسي بامتياز، لكننا نفاجأ بحكومات الشلل وحكومة الفرد المطلق. لا يجوز أن نستمر في هذا الحال لأن مجريات الأحداث لا تنتظرنا، وهذا يقتضي حكومة مختلفة عما كان سابقاً. نريد حكومة سياسية فيها الفنيون والمختصون يقودهم من يحمل تاريخاً ناصعاً بعيداً عن التلون والقفز على الحبال يصارح الناس ويكون هدفه الأول المحافظة على أمن الأردن واستقراره، ويكون صلباً لا يخضع للتركيع السياسي، وله القدرة مع فريقه المنتقى على تقديم خطة اقتصادية لا تزيد المديونية ولا تطيش بالأسعار، يرفع شعار شد الأحزمة ويكون هو وفريقه أول من شد الحزام. نريد حكومة لا تلعب على مجلس النواب بل تحترمه كل الاحترام ولا تتغول عليه ولا تمارس عليه سياسة الوعود الكاذبة ولا الجزرة الفاسدة. نعم حكومة وطنية بكل معنى الكلمة يرضى عنها الناس ويقبلها عنها النواب ويتعاونون معها لصد المخطط الرهيب الذي يريد تركيع البلاد والعباد. إن أمر حجب الثقة أو منحها يقرره النواب لكن ما نريده أن لا يتم تسويق البضاعة الفاسدة بأن لا بديل عن الحكومة.
أية حكومة، فلطالما سمعنا المديح لحكومة وإذ بها تطعمنا المرارة وتساهم حسب عمرها بزيادة المديونية ورفع الأسعار لو سقطت الحكومة فلن تخرب البلاد بل سنذهب نحو حكومة تتلافى كل السلبيات التي قيلت في هذه الحكومة وكل الحكومات السابقة، وإذا كان البعض يدعي أن البلد قد خلت من الأطهار الصادقين نظيفي الجيوب فليستورد لنا رئيس حكومة عبر فكرة الخصخصة التي دمرت مقدرات الشعب، حيث بيعت بثمن بخس دراهم معدودة وتم السطو عليها، كلما جاء رئيس قيل لا أحد أنسب للمرحلة منه فإذا رحل استمرت البلاد لأن الشعب أبقى من حكوماته. لو سقطت هذه الحكومة فلن تخرب البلاد بل سنذهب نحو حكومة جديدة.
د.بسام العموش/ماذا لو سقطت الحكومة؟
19
المقالة السابقة