هل تقود تفجيرات بوسطن الخيل الأميركية إلى دمشق بعد ان قادت تفجيرات الحادي عشر من أيلول عام 2001 «الخيول الأميركية والدولية» في التحالف المعروف آنذاك لغزو أفغانستان ثم احتلال العراق..
هل سيجري زج الرئيس أوباما الذي يحرجه التوظيف السياسي المبكر للتفجيرات التي قتلت اثنين وجرحت أكثر من مائة ووقعت في مدينة رئيسية قريبة من العاصمة واشنطن في زمن تسلط فيه الأضواء على ماراثون بوسطن وبالقرب من خط النهاية حيث الحشود الضخمة وحيث عدد المشتركين في السباق يزيد عن 2600 شخص.
كيف قرأت وسائل الاعلام اليمينية التفجيرات الثلاثة..تفجيران في الماراثون وآخر في مكتبة كندي وكلها متوالية وخاصة شبكة سكاي نيوز ووسائل أخرى سارعت باتهام عرب ومسلمين وتجرأت على الحقائق وقالت إن من قام بالتفجير هو شخص سعودي دون أن تثبت ذلك حتى ان الشرطة نفسها المعنية قالت انها رغم الاعتقالات لم يثبت لديها ولا تعرف على وجه التحديد حتى الآن من هو الذي قام بالعمل وهل هو عمل ارهابي أم لا!
الرئيس أوباما نفسه نفى وألقى كلمة قصيرة بعد التفجيرات وعد فيها بمعاقبة الفاعلين بعد التعرف عليهم..
من الذي سارع اذن لتوظيف الحادث سياسياً؟ وهل يحتمل الحادث ذلك ام أنه صنع من أجل ذلك ليتكيف وتسبق الداوفع الحدث وتسمو عليه؟
قيل اسم تنظيم القاعدة رأساً وقبل أيام تسرب خبر لم يلبث بعده أن سمعنا صوت احدى قيادات القاعدة وهي تنفي ضم جناحيها من سوريا والعراق وحدة واحدة ولكن قيل إن زعيم تنظيم النصرة وهي منظمة مسلحة تقاتل على الأرض السورية نشأت على يد سوريين لترد على أعمال النظام السوري الدموية وقد وضعتها الولايات المتحدة في قائمة الارهاب وجرت الدول الغربية وكثير من العربية إلى الاعتقاد بذلك والان وبعد بيان أن جبهة النصرة هي من القاعدة فقد اكتمل حل المربعات لتظهر الكلمة المطلوبة والمبرر لدخول عسكري أميركي-غربي إلى سوريا اذا ما جرى اقرار توظيف عملية بوسطن الارهابية..
ما سبق أن ذكرته الجارديان قبل يومين حول اتهام الأردن بأنه ينسق مع أطراف عربية وأجهزة استخبارية عربية للدخول إلى سوريا لمحاربة جبهة النصرة وهي أخبار نفاها الأردن الذي ما زال يمسك العصا من النصف ويرفض أن يزج به في هذا الصراع المرير..فهل اكتملت الحلقة؟ وهل تصبح الانفجارات في بوسطن مرة أخرى الشعرة التي تقصم ظهر البعير العربي المقصوم ظهره أصلاً ليطل علينا الغزو مرة أخرى تحت شعار انقاذ سوريا التي طال نزفها..
قد لا يكون الانفجار الارهابي الذي وقع في بوسطن بحجم ذلك الذي ضرب برجي نيويورك وقتل أكثر من (3) آلاف في تدميرهما ولكن العدد قد لا يكون مهماً وانما كيف يمكن توظيفه ؟ وهل المنطقة مهيئة لذلك بعد كل هذا الاحتقان؟ وهل يكون ذلك مدخلاً للإدارة الأميركية التي لا يرغب رئيسها أوباما في اعادة الولايات المتحدة وقد ركبت خيولها بعد أن تمارس سياساتها بوسائل أخرى..
من الذين يعتقدون أن هناك أطرافا يمينية أمريكية وفي المنطقة يضايقها اهتمام الإدارة الأميركية مجدداً بدفع عملية السلام في الشرق الأوسط واناطة المسألة بالشخصية الأميركية المعروفة وزير الخارجية كيري وهذا الاهتمام عكسته زيارة الرئيس أوباما وأيضاً ستعكسه زيارة الملك عبدالله الثاني الى الولايات المتحدة في 20/ 4/ 2013 من الشهر الجاري ..فهل تنقلب المعطيات ؟ وهل يغلّب اليمين الأمريكي معطيات العنف والارهاب وما جرى على معطيات السلام والتسوية وحل المشاكل بوسائل أخرى خاصة وأن الرئيس أوباما صرح بأنه لا يميل إلى ضرب ايران وأن لديه متسعاً من الجهد السياسي والدبلوماسي لثنيها عن مواقفها وهذا ما طالب به الملك عبد الله الثاني حين قال إن المنطقة ليست بحاجة لمزيد من الحروب والتوترات ويبقى الحرف الأخير في الكلمة التي تحل المربع..هل سيقول الاميركيون هذه المرة وبشكل مفاجىء إن حزب الله هو من فعل عملية بوسطن أم النصرة من القاعدة إنها كلمة السر للغزوة القادمة..والأنظار تتجه الآن إلى أوباما ليقول!!
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/تفجيرات بوسطن ..لها ما بعدها !!
20
المقالة السابقة