رئيس سابق، فليكن، ولماذا لا يضحك ويوزع الابتسامات. لا شك ان تاريخ حكمه الذي وصل الثلاثين عاما، يجعله يقهقه ويرقص، فالذي فعله لم يكن الا ترجمة لعناد لم يكن ليحصل لولا قدرته على البقاء طيلة هذه المدة بلا رقيب أو حسيب، بل بمباركة زائدة لترشيح ابنه كي يخلفه في لعبة النظام والسلطة والمؤسسات وغيره.
لسنا نندهش ان ضحك حسني مبارك أو حتى ابتسم بخفر. لقد ادى ما عليه، قدم نموذجا للرئيس الذي كان ايمانه بنفسه وبابنه وبعائلته وبمريديه أكثر من تلك العلاقة المفروضة مع مصر.
اما السؤال الذي يخطر على بالنا ونحن نرى ابتسامته العريضة تملأ شفتيه: لو كان للرجل كتلة واحدة من الاعصاب لما بقي على قيد الحياة، أو لربما انتحر بعدما تهزأ بهذه الطريقة، وجرى تغيير واقعه رأسا على عقب، وبدل ان يُحاسِب الصغير والكبير، صار يُحاسَب .. وبدل ان يكون الجميع طأطأة للرؤوس، صار هو على نقالة، يدخل السجن ويخرج. كأن مشاعره تتلو له انه في منتجع وعليه ان يملأ رئتيه بكل الاوكسجين.
يتطلع حواليه فلا يرى غير الأزمات، يذكّر من هم قربه ان عهده كان خاليا منها او على الاقل لم تكن بتلك الطريقة المتفجرة .. فلماذا لا يضحك، ولو شماتة، على زمن الآخرين، الذين نالوا السلطة ولم يذوقوا نعمها، بل ما زالوا يتخبطون بها، لم تمل حتى الآن نحوهم كما كان عهده. فلماذا لا يبتسم كلما تذكر تاريخه الطويل الذي امتلأ بالفساد فإذا بالمفسدين قد اراحوه في نعيم ما هواه.
اما السياسة الخارجية لمن يحكم بعده فلم يتغير فيها ما وضعه، بل ما كانت عليه يوم نال الحظوة بعد مقتل السادات. هنا تعلوه ابتسامة عريضة، ذكرياته الاميركية والاسرائيلية، حبهم له وسهرهم عليه، تقديم الخدمات الامنية التي كرسته طويلا سيدا لمصر الكبيرة دائما، والعظيمة حتى انه لم يكتشفها الا بعد أخرج منها. كان يظن انها واحدة من شركات، ومن مؤسسات طموحة، لكنه في اللحظة التي طرد من ملكوتها تنبه انها مصر الأكبر من كل تصور، هي التاريخ كله، هي عبقرية المكان، وهي سيدة الآلاف من السنين التي حظيت بها وحدها، وكانت بعدها مرتجى من طلبها وارادها عربية المنى عربية الهوى عربية الفؤاد.
انه يضحك .. بكل أسف لا تبدو ضحكة المخلوع حسني مبارك سوى صورة لعقل يريد العيش كيفما كان، مرة فوق ومرة اسفل السافلين، لا فرق، المهم هو العيش، ولو كانت لديه ذرة احساس لفعلها ومات حزنا على ملك ضاع بين ليلة وأخرى، وعلى سواعد شعب تبتسم زنوده السمر كأنها الفجر المصري الدائم. رئيس سابق، فليكن، ولماذا لا يضحك ويوزع الابتسامات. لا شك ان تاريخ حكمه الذي وصل الثلاثين عاما، يجعله يقهقه ويرقص، فالذي فعله لم يكن الا ترجمة لعناد لم يكن ليحصل لولا قدرته على البقاء طيلة هذه المدة بلا رقيب أو حسيب، بل بمباركة زائدة لترشيح ابنه كي يخلفه في لعبة النظام والسلطة والمؤسسات وغيره.
لسنا نندهش ان ضحك حسني مبارك أو حتى ابتسم بخفر. لقد ادى ما عليه، قدم نموذجا للرئيس الذي كان ايمانه بنفسه وبابنه وبعائلته وبمريديه أكثر من تلك العلاقة المفروضة مع مصر.
اما السؤال الذي يخطر على بالنا ونحن نرى ابتسامته العريضة تملأ شفتيه: لو كان للرجل كتلة واحدة من الاعصاب لما بقي على قيد الحياة، أو لربما انتحر بعدما تهزأ بهذه الطريقة، وجرى تغيير واقعه رأسا على عقب، وبدل ان يُحاسِب الصغير والكبير، صار يُحاسَب .. وبدل ان يكون الجميع طأطأة للرؤوس، صار هو على نقالة، يدخل السجن ويخرج. كأن مشاعره تتلو له انه في منتجع وعليه ان يملأ رئتيه بكل الاوكسجين.
يتطلع حواليه فلا يرى غير الأزمات، يذكّر من هم قربه ان عهده كان خاليا منها او على الاقل لم تكن بتلك الطريقة المتفجرة .. فلماذا لا يضحك، ولو شماتة، على زمن الآخرين، الذين نالوا السلطة ولم يذوقوا نعمها، بل ما زالوا يتخبطون بها، لم تمل حتى الآن نحوهم كما كان عهده. فلماذا لا يبتسم كلما تذكر تاريخه الطويل الذي امتلأ بالفساد فإذا بالمفسدين قد اراحوه في نعيم ما هواه.
اما السياسة الخارجية لمن يحكم بعده فلم يتغير فيها ما وضعه، بل ما كانت عليه يوم نال الحظوة بعد مقتل السادات. هنا تعلوه ابتسامة عريضة، ذكرياته الاميركية والاسرائيلية، حبهم له وسهرهم عليه، تقديم الخدمات الامنية التي كرسته طويلا سيدا لمصر الكبيرة دائما، والعظيمة حتى انه لم يكتشفها الا بعد أخرج منها. كان يظن انها واحدة من شركات، ومن مؤسسات طموحة، لكنه في اللحظة التي طرد من ملكوتها تنبه انها مصر الأكبر من كل تصور، هي التاريخ كله، هي عبقرية المكان، وهي سيدة الآلاف من السنين التي حظيت بها وحدها، وكانت بعدها مرتجى من طلبها وارادها عربية المنى عربية الهوى عربية الفؤاد.
انه يضحك .. بكل أسف لا تبدو ضحكة المخلوع حسني مبارك سوى صورة لعقل يريد العيش كيفما كان، مرة فوق ومرة اسفل السافلين، لا فرق، المهم هو العيش، ولو كانت لديه ذرة احساس لفعلها ومات حزنا على ملك ضاع بين ليلة وأخرى، وعلى سواعد شعب تبتسم زنوده السمر كأنها الفجر المصري الدائم.
زهير ماجد/لو كان به إحساس !
17
المقالة السابقة