عروبة الإخباري – ميعاد خاطر / بدعوة من جمعية الشؤون الدولية، ألقى معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية، محاضرة حول التطورات في مملكة البحرين و مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة و الأوضاع في المنطقة، وذلك في مقر الجمعية في عمّان، بحضور الدكتور عبدالسلام المجالي رئيس مجلس إدارة جمعية الشؤون الدولية وأعضاء الجمعية و معالي السيد ناصر جوده وزير الخارجية وشؤون المغتربين وعدد من أعضاء مجلس الأمة وكبار المسؤولين الأردنيين و سفراء دول مجلس التعاون المعتمدين لدى المملكة الأردنية الهاشمية.
بدأ معالي وزير الخارجية محاضرته بتقديم صورة موجزة لما شهدته مملكة البحرين من تطور سياسي وتنموي ومراحل بناء الدولة الحديثة منذ العام1901م مرورا بفترة الاستقلال، ووصولا إلى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه لسدة الحكم.
حيث عرض معالي وزير الخارجية مراحل البرنامج الإصلاحي لجلالته لقيام دولة المؤسسات والقانون، بداية بالإجماع الشعبي على ميثاق العمل الوطني في العام 2001، والتعديلات الدستورية في العام 2002، والذي تم بموجبها إعادة إنشاء البرلمان و فصل السلطات التشريعية و القضائية و التنفيذية، وإعطاء المزيد من الحريات الإعلامية وتعزيز حقوق الإنسان وغيرها من الإصلاحات التي ساهمت ومازالت تساهم في نمو و تقدم مملكة البحرين.
ثم تطرق معالي الوزير لما شهدته مملكة البحرين من أحداث خلال العام 2011، والذي لا يعكس مدى التطور والإصلاح والتنمية الاقتصادية و البشرية في المملكة، وجاءت تلك الاحتجاجات و الأعمال التخريبية بهدف زعزعة الأمن و الاستقرار في مملكة البحرين، و تم اتخاذ الإجراءات اللازمة و القرار الصحيح لإعادة سيادة الدولة والقانون، وأشار معاليه إلى مرحلة ما بعد تلك الأحداث و إنشاء لجنة تقصي الحقائق، والتي قدمت تقريرها الشفاف لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، وتطبيق حكومة مملكة البحرين لتوصيات اللجنة، وإطلاق حوار التوافق الوطني والتعديلات الدستورية الأخيرة التي أعطت المزيد من الصلاحيات لمجلس النواب.
وأشار معالي وزير الخارجية إلى التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، عن طريق تصريحات المسؤولين ووسائل الأعلام وتأثيرها المباشر على بعض الجمعيات السياسية في البحرين، مؤكدا أن مملكة البحرين تتطلع دائما إلى علاقات طيبة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيداً بمواقف الدول الشقيقة و الصديقة الداعمة والمساندة لمملكة البحرين ومساعدتها في تجاوز تلك المرحلة.
وتحدث معالي وزير الخارجية عن العلاقات المتينة التي تربط مملكة البحرين ودول مجلس التعاون بالمملكة الأردنية الهاشمية، و مدى الترابط والتعاون والتكامل بينهما في كافة المجالات، و في هذا السياق أكد معاليه أن الأردن تعتبر مثال يحتذى به في التعامل مع كل التهديدات و التحديات التي تواجهها، مشيراً إلى أن ما تتحمله المملكة الأردنية الهاشمية في استضافتها للاجئين السوريين من مسؤوليات تؤثر كثيراً على مواردها و اقتصادها، هي مسؤولية دولية يجب أن يتحملها المجتمع الدولي لمساعدة الأردن في تجاوز هذه الأزمة.
واضاف « ان الاردن منا وفينا ، و شعورنا تجاهها لا يماثله شعور لافتا الى أنه ليس هناك فرق بين عمل مجلس التعاون و الأطر العامة فيما يخص العلاقة مع الأردن وواجب تلك الدول إزائه .
وحول اقامة منطقة عازلة شمالي الأردن أشار الى ان هذا الأمر يتطلب تدخلا عسكريا وحماية عسكرية وان هناك حالة من الانقسام داخل مجلس الأمن الدولي تضعف هذه المسألة مع تأكيده على أهمية تحقيق التوافق بين أعضاء مجلس الأمن حيال هذا الملف .
وتابع ان ثوابت السياسة الخارجية البحرينية واضحة وهي استقرار المنطقة و عدم السماح للتطرف والارهاب بالتغذي ومن يهدد للسلم العربي ليس له مكان في منطقتنا و سنقوم بدورنا على هذا الأساس .
وردا على سؤال لوزير الداخلية و البلديات حسين المجالي يتعلق بتوجيه بعض الدول الدعم المالي والانفاق على الربيع العربي الذي عاشته الشعوب العربية عوضا عن تحسين الاوضاع الاقتصادية لهذه الشعوب واستبدال الة القتل بالة التنمية وان يعيش المواطن العربي برفاهية و رغد وكرامة أشار الوزير البحريني الى ان هنالك الكثير من المبادرات التي عالجت هذا الأمر منها مبادرة من امير الكويت التي تناولت الموضوع ووضعت افكارا وقمتا شرم الشيخ والرياض لأجل تحسين أوضاع المواطن العربي. وان هناك دولا مثل الأردن. تتحمل ظروفها الصعبة و ظروف غيرها و تقوم بالتكيف مع تلك الظروف وتستمر في التقديم و العطاء قائلا « عشت بألاردن في السابق و شهدت كيف انه رغم قلة الموارد والاوضاع الصعبه كان بلدا مستقرا و يتحمل ، واليوم أصبح نموذجا يحتذى به للمساعدة الكبيرة ومساهماته الجلية لأخوته السوريين رغم ظروفه .
وبخصوص وضع الشيعة في البحرين قال. ان الشيعة في البحرين جزء من مكون الشعب البحريني وهم عرب و بحرينيون وان هناك من يحاول تنصيب نفسه مدافعا عنهم من دول المحيط .
وحول وقوف دول الخليج مع البحرين اثناء الأحداث التي عاشتها أشار الى ان تلك الدول لم تقم بأي أعمال عسكرية على الأراضي البحرينية نهائيا نافيا تواجد أي جندي خليجي لمحاربة البحرينيين وان قوات الدرع الخليجية جاءت لحماية أهداف حساسة والمنشآت البحرينية ضد أي خطر خارجي قائلا نحن لم نلجا للخليج العربي لمواجهة الاحداث وان حقن الدماء هو الهدف الاول . و في سؤال عن ان ما يحدث في بعض الدول العربية ربيع عربي أم تقسيم و سايكس بيكو جديد أشار الى ان هناك مؤامرة و هنالك من لا يريد الخير للدول العربية مشددا على ان العامل الأساسي هو رد التدخلات الخارجية و توحيد الجبهة الداخلية .
وعن قرار البحرين بوضع حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية وعن أثره على العلاقات اللبنانية تحدث أن الأخوة في لبنان يجب أن يتعاملوا مع هذا القرار بحكمة وأن يتفهموا الضرر والأسباب التي جعلتنا نتخذ هذا القرار.
وفي ختام المحاضرة قدم معالي وزير الخارجية الشكر و التقدير للقائمين على جمعية الشؤون الدولية لإعطائه هذه الفرصة، وللمملكة الأردنية الهاشمية على مواقفها الداعمة و المساندة لمملكة البحرين على كافة المستويات.