عروبة الإخباري – بدأت امس الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة اللبنانية، وسط اجماع على تسمية النائب تمام سلام، لتأليف حكومة تخلف حكومة نجيب ميقاتي.
ومن المتوقع ان يحصل الرئيس المكلف على اكثر من 120 صوتا من اصل 128.
واعلن الرئيس نبيه بري ان كتلته ستسمي سلام، مؤكدا صعود سلم الوسطية مع النائب وليد جنبلاط.
كما اعلن العماد عون ان كتلته ستسمي سلام. ومساء امس اعلنت كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) الشيء نفسه، والحزب سيطلب من رئيس الجمهورية العمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وعلى الرغم من التأييد الكبير لسلام، فإن مصدرا في تحالف 8 آذار (مارس) راى أن تشكيل حكومة ترضي الجميع «قد يستغرق شهورا».
وستكون المهمة الاساسية للحكومة قيادة الاقتصاد المتعثر، وصولا الى اجراء انتخابات برلمانية مقررة في يونيو، لكن تأجيلها متوقع لعدة اشهر.
يكلف النائب تمام سلام اليوم رسميا بتشكل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد ان كلف سياسيا باجماع سياسي من مختلف الاطراف ستظهره نتيجة الاستشارات النيابية التي بدأها الرئيس ميشال سليمان امس، حيث من المتوقع ان يحصل سلام على اكثر من 120 صوتا، باعتبار ان النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون سيقاطعان، كما ان النواب سعد الحريري، عقاب صقر وعصام صوايا موجودون خارج البلاد.
السلم الوسطي
فبعد تسمية قوى 14 اذار في اجتماعها مساء الخميس وكتلة النائب وليد جنبلاط النائب سلام مرشحا رسميا مؤمنة الاكثرية الكفيلة لتكليفه، اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري امس ان كتلة «التنمية والتحرير» سمت سلام لرئاسة حكومة توافقية وطنية آملا في ان تشكل فرصة لاعادة الصفاء بين اللبنانيين، معتبرا انها صفحة جديدة تفتحها الاكثرية السابقة نحو المعارضة السابقة علّ الكل يعمل مع الكل في سبيل خلاص لبنان، وشدد على ان الاكثرية السابقة تصعد هذا السلم الوسطي مع جنبلاط علّنا نصل الى سقف الوطن.
وتوقفت مصادر سياسية مراقبة عند ابعاد موقف الرئيس بري لجهة صعود السلم الوسطي، معتبرة انه يحتمل اكثر من تأويل، خصوصا ان بري كانت له اليد الطولى في اقناع حلفائه في 8 آذار بتسمية سلام، بعدما تحفظ اكثر من فريق. وسألت عما اذا كانت التطورات المتسارعة على المستويين الاقليمي والداخلي التي قلبت معادلة الاكثرية والاقلية، ستشكل حافزا اضافيا لرئيس المجلس للتموضع في الوسط السياسي بعد جردة حساب لما قد تحمله المرحلة من مستجدات تتصل بموازين القوى والاتجاهات التي ستتحكم بالوضع اللبناني.
وتأكيدا على الانفتاح على اي خطوة تدفع باتجاه التفاهم واستقرار البلاد او تفتح آفاق تشكيل حكومة جامعة بين مختلف الاتجاهات السياسية، اعلن رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد بعد لقاء الرئيس سليمان، ان الكتلة سمت سلام، متمنيا له التوفيق والنجاح في مهمته وللبنان الاستقرار والتعافي.
وردا على سؤال قال «موضوع الحكومة نتحدث به عند تشكيل الحكومة».واثر اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، اعلن رئيس التكتل ميشال عون انه «تم التوافق على النائب سلام لرئاسة الحكومة لأن خيارنا الوحيد هو الوحدة الوطنية والاستقرار وما زلنا نعمل لهذا الخيار»، لافتا إلى ان «هناك تسوية قد تظهر بعملية تأليف الحكومة على غرار التوافق الذي حصل على النائب تمام سلام».
وذكر عون بـشعارات والد سلام رئيس الحكومة الراحل صائب سلام «التفهم والتفاهم» و«لا غالب ولا مغلوب»، متمنيا ان «يسير لبنان تحت هذه الشعارات».
وردا على سؤال حول عدم مشاركته في الاستشارات النيابية قال عون: «هذا ليس موقفا من أحد، هيك طلع على بالي».
مقاطعة فرنجية
وفي هذا السياق، أعلن رئيس تيار «المردة»، النائب سليمان فرنجية مقاطعة الاستشارات النيابية، غير أنه قرّر منح الحرية لأعضاء كتلته في التسمية، مشيراً الى ان إعلان ترشيح سلام من منزل النائب سعد الحريري كرّس انتماءه الواضح الى فريق سياسي.
وعلى الرغم من التأييد الكبير وحتى اعلان رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، بعد لقائه سليمان في بعبدا، إنه سمّى سلام لرئاسة الحكومة، فإن مصدرا سياسيا في تحالف 8 آذار قال إن تشكيل الرئيس المكلف لحكومة ترضي جميع الاطراف «قد يستغرق شهورا».
وستواجه الحكومة الجديدة تحديات أبرزها قانون الانتخابات النيابية، الذي يدور خلاف حاد بين الكتل السياسية حوله، ومطالبة البعض بخوض الانتخابات على أساس القانون الحالي الذي وُضع عام 1960، بينما تعارضه معظم التيارات السياسية وفي مقدّمها الأحزاب السياسية المسيحية، التي تطالب بقانون جديد للانتخابات النيابية.