عروبة الإخباري – نعت جماعة الاخوان المسلمين فقيد الجماعة والوطن فضيلة الشيخ الدكتور ابراهيم زيد الكيلاني الذي وافته المنية صباح اليوم حيث سيصلى عليه غدا الاربعاء بعد صلاة الظهر في مسجد الجامعة الاردنية و سيوارى الثرى في مقبرة العيزرية بالسلط ..
ولد الدكتور إبراهيم في مدينة السلط عام (1937)، وتخرج من مدرستها الثانوية، التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق حيث تخرج منها في السنة الثالثة، ثم أكمل السنة الرابعة في جامعة بغداد، وأكمل الماجستير والدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر كلية أصول الدين.
والده الشيخ عبد الحليم الكيلاني كان مفتي مدينة السلط ومعلم القرآن والتربية الإسلامية في مدرستها الثانوية، وكان بالإضافة إلى ذلك يفتح داراً للقرآن يعلم فيها أبناء السلط صغاراً وكباراً لمدة خمسين عاماً أو أكثر، وقلما تجد من أبناء السلط من لم يدرس في مدرسة الشيخ عبدالحليم.
فكان يعلم القرآن مع القراءة والكتابة، وكان موضع ثقة أبناء السلط من خلال عمله في المسجد وفي المدرسة وفي البيت، ويقول الدكتور إبراهيم هذه البيئة نشأت بها – من فضل الله تعالى، كما أن والدي كان حافظاً للقرآن الكريم، وكان ورده اليومي عشرة أجزاء، فغرس ذلك في قلبي حبّ القرآن الكريم، ولذلك عندما انتقلت من العمل في الإذاعة الأردنية إلى كلية الشريعة في الجامعة الأردنية.
كان أول عمل لي أن أوجد صيغة لتعليم القرآن لطلاب الشريعة من خلال تحويل مادة كانت في الخطة الدراسية صورية، أي أن كل طالب يجب أن يحفظ أجزاء من القرآن ويتقن تلاوته، هذا الأمر لم يكن يطبق، والحمد لله فقد فعّلنا هذه المادة، وأوجدنا أيضا مادة تلاوة في الكلية، وبفضل الله تعالى أصبحت مادة أساسية.
والدكتور إبراهيم زيد الكيلاني من أبرز العلماء العاملين في حقل الدعوة [لإسلامية في الأردن، له بصمات واضحة ناطقة بجهده في دعوة الناس إلى الحق والهدى، وتبصيرهم بدينهم، وبحقيقة ما يدبر له من مكائد ومؤامرات تستهدف إقصاءه عن واقع الحياة، ولا زال على ذلك، امتاز سماحته بما امتاز به العلماء العاملون.
جرأة في الحق، وكفاية في العلم، وفصاحة في القول، وعزة المسلم الرافض للذل والخنوع، وكبرياء العالِم المسلم بعيداً عن عالَم الصغار، راعه هذا الاندلاق على أعتاب أعداء الإنسانية، وهذا التزوير للحقائق، والتفريط بالأرض والمقدسات، فجند يراعه وفكره لقول كلمة الحق، والدفاع عن مكتسبات الأمة الإسلامية، واستنهاض النائمين من علماء ومفكرين ومسؤولين في مختلف مواقعهم، علّهم يصطفوا خلف راية الحق.
ويحملوها إلى حيث مستقرها الراسخ الأكيد، كما جند نفسه للعمل في خدمة كتاب الله تعالى، داعياً إلى تلاوته وحفظه وتفسيره وفهمه، وكذلك للدفاع عن كتاب الله تبارك وتعالى في وجه المحاولات التي تجري لإلغاء بعض آياته في مناهج التعليم بحجة التحريض على الجهاد، وتشهد له كتاباته وخطبه ومحاضراته على ذلك.
المناصب التي تقلده
الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني مفكر إسلامي أردني، حاصل على دكتوراة في علم التفسير من جامعة الأزهر الشريف،وهو عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية سابقا، ونائب في برلمان سنة 1993 م، ووزير أوقاف سابق، تسلم مهامه كوزير خلال أزمة الخليج 1990 فأثارت مواقفه معارضة غربية، عضو جبهة العمل الإسلامي، ورئيس مجلس الفقهاء فيها، ورئيس جمعية القرآن، الكيلاني شاعر ومؤلف له العديد من الكتب وأشرف على عشرات الرسائل الجامعية في الجامعة الأردنية.
للدكتور الكيلاني دور بارز في وضع القانون المدني الأردني مستمدا من الشريعة الإسلامية فقد طالب بأن تكون مرجعية القانون هي الشريعة الإسلامية لما كان خطيبا لخطبة الجمعة المذاعة وكان مقرر اللجنة التحضيرية التي صاغت القانون ثم عام 1976 وكان وقتها قانونا مؤقتا ولما رأس اللجنة القانونية في البرلمان أقر القانون قانونا دائما ويعد القانون المدني الأردني أول قانون عربي يقنن أحكام الفقه الإسلامي وتبعه عدد من الدول العربية.
وهوعضو مجمع اللغة العربية الأردني، وعضو مجلس التربية والتعليم، وعضو مجلس النواب الأردني (93-97)، وعضو لجنة المستشارين الشرعيين في البنك الإسلامي الأردني، وعضو لجنة دراسة قانون الأحوال الشخصية الأردني، ورئيس لجنة العلماء في حزب جبهة العمل الإسلامي ورئيس لجنة الفتوى فيه، وعضو مجلس الإفتاء في الأردن.
شارك في وضع القانون المدني الأردني، وكان عضواً في اللجنة ومقرراً لها، وكان رئيساً للجنة القانونية في مجلس النواب التي قدمت مشروع القانون المدني الأردني ليكون قانوناً دائماً، وهو خطيب المسجد الحسيني الكبير في عمان، وخطيب مسجد الجامعة الأردنية لسنوات وخطيب مسجد الملك عبدالله، وعمل أيضا مديراً للبرامج الدينية في الإذاعة الأردنية.
وقدم برامج إذاعية وتلفزيونية، وكان له حديث يومي بعنوان ‘ من هدي القرآن الكريم ‘ استمر لما يزيد على خمسة عشر عاماً، كما كان له ندوة أسبوعية في التلفزيون بعنوان ‘ هدي الإسلام ‘ وهو أول من عرّف العالم العربي والإسلامي بالعلامة المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي، وقد سجّل معه الدكتور إبراهيم ما يقارب من سبعين حلقة تلفزيونية للتلفزيون الأردني بثت بعدها في التلفزيونات العربية
مولفاته
صدر له عدد من المؤلفات مثل:
معركة النبوة مع المشركين كما تعرضها سورة الأنبياء
تصور الألوهية كما تعرضه سورة الأنعام
دراسات في الفكر العربي الإسلامي.
ومؤلفات أخرى في التفسير الموضوعي، وبحوث في موضوعات شتى، كما أن للدكتور الكيلاني اهتمامات أدبية، وخصوصاً في مجال الشعر، تفرغ أخيراً للعمل رئيساً لجمعية المحافظة على القرآن الكريم ولا زال