عروبة الإخباري – 37 عاما مرت على ذكرى ‘يوم الأرض’ الذي يحييه الفلسطينيون في الثلاثين من آذار من كل سنة، يستذكرون فيه أحداثه التي وقعت عام 1976 بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، خاصة في الجليل.
فيذلك اليوم والذي أطلق عليه اسم ‘يوم الأرض الخالد’ وعلى إثر هذا المخطط قررت الجماهير العربية بأراضي الـ48 إعلان الإضراب الشامل، متحدية ولأول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948 السلطات الإسرائيلية، وكان الرد الإسرائيلي عسكري شديد إذ دخلت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية، وأعادت احتلالها موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيين العزل.
حينها صادرت قوات الجيش الإسرائيلي عددا كبيرا من الدونمات من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل الأوسط منها عرابة وسخنين ودير حنا (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث يوم الأرض) وذلك في نطاق مخطط تهويد الجليل. فقام فلسطينيو 1948 أو من يسمون فلسطينيو الداخل بإعلان إضراب عام وقامت مظاهرات عديدة في القرى والمدن العربية وحدثت صدامات بين الجماهير المتظاهرة وقوى الشرطة والجيش الإسرائيلي فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص 4 منهم قتلوا برصاص الجيش واثنان برصاص الشرطة وجرح العشرات مع اعتقال المئات. ورغم مطالبة الجماهير العربية السلطات الإسرائيلية بإقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش والشرطة بقتل مواطنين عُزَل يحملون الجنسية الإسرائيلية إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التام بادعاء أن الجيش واجه قوى معادية.
وكان يوم الأرض أول هبة جماعية للجماهير العربية، تصرفت فيها بشكل جماعي ومنظم. إذ ما ميز يوم الأرض هو خروج الجماهير لوحدها إلى الشوارع دونما تخطيط، لقد قادت الجماهير نفسها إلى الصدام مع المؤسسة الرسمية، حيث بلغ وعي الخطر الداهم على الأرض أوجه في يوم الأرض، وقد اقتربت الجماهير العربية في الثلاثين من آذار إلى إطار العصيان المدني الجماعي، فتصرفت لأول مرة كشعب منظم، استوعبت فيه أبعاد قضيتها الأساسية، ألا وهي قضية الأرض.
منذ 37 عاما وأكثر من ذلك إذ منذ نكبة فلسطين عام 1948 والأرض الفلسطينية مستهدفة ومهددة بالاستيلاء عليها إما لأغراض الاستيطان أو ‘لحماية وتعزيز أمن إسرائيل’ عبر إقامة جدران الفصل العنصرية أو لأغراض التوسع، ولا يزال المواطن يتصدى.