في التاريخ العربي الاسلامي عصور، من عصر الجاهلية الى عصر الاسلام الى عصر الخلفاء الراشدين فالعصر الأموي ثم العباسي وبعده التفتت الذي اصابه ( الحمداني والفاطمي والطولوني والاخشيدي .. ) الى الايوبيين .. ثم المماليك فالعثمانيين .. ( نرجو ان لانكون قد نسينا عصرا مثل الاندلسي على سبيل المثال). جميعها اسلامية نالت من بعضها البعض ولم تستقر على حال. لكن أكثرها ايلاما كان الاندلسي الذي بدأ هائل الحضور الثقافي والفكري والانساني والعلمي ثم عاش انحطاط الهمة التي أوصلته الى حروب الطوائف فانقرض العصر بعد ثمانماية سنة، تصوروا ثمانية قرون خرج بعدها الاسلام من شبه الجزيرة الايبرية دون ان يترك وراءه سوى شواهد، اذ كان بامكانه ان يظل قائما الى اليوم لولا خلافات امرائه وطوائفه، هي حاله اليوم تماما.
وسط هذا المعطى الاسلامي وجدت قوى مضادة له صارخة بلغاتها، مثل الصليبيين، والمغول، وغيرهما. لم تكن مزعجات بقدر ما أدت وظائف طويلة الامد بان عملت فترتها على محو حضور الاسلام. هذه القوى عمر بعضها طويلا كالصليبيين. ومع ذلك تحملتهم المنطقة مافيه الكفاية الى ان اخرجوا مرات بالقوة ومرات بالتهديد وكان الصبر دائما نعمة أهل المنطقة الذين داروا ألم احتلال من هذا النوع.
اليوم تدار المنطقة بعصرين متناغمين هما العصر الاميركي والآخر الاسرائيلي، بحيث يكمل واحدهما الآخر. العرب غير المتفاهمين، وهي حالة لم تكن عرضية في التاريخ، بل استمرار دائم لحالتهم، تسمح بتفشي العصرين امام تقهقر عصرهم اذا اعتبرنا ان لهم عصرا ما يمكن اطلاقه عليهم.
نفقد الأمل في مرحلة هي جزء من القساوة التي يعيشونها، لم يفقدوا الأمل بما هم فيه حتى كأنه نصيبهم في الدنيا وفي الآخرة. باتوا مدرسة في التراجع وفي تصيد الواحد للآخر. يقول بعضهم همسا لبعض، انه عصر أكبر من امكانياتنا فلماذا نعرض حالنا لخطر الخروج من لعبة يمكن لنا ان نمارسها كي نحفظ رؤوسنا.
في هذا العصر الذي يعتاش عليه عديدون، يصبح حفظ الرأس موهبة يبدو انها من مواهب بعض العرب القديمة، بمعنى ان تقتل أخا لك قال فيه النبي العربي انصره اكان ظالما ام مظلوما. ومع انه مظلوم، فلا ناصر له!
في العصر الاسرائيلي الاميركي الذي ليس سوى واحد موحد يعرف ماذا يريد وكيف يدير شؤون منطقة، بل المنطقة التي يسعى ان تتحول الى مملكته الكاملة ذات يوم، يراه البعض قريبا، فيما تراه السي آي أي في آخر اصداراتها انه مشكوك بأمره ان بقي بشار الاسد وحزب الله وايران على الحال الذي هم عليه. تضيف نشرة المخابرات المركزية الاميركية، ان أصعب ماستواجهه اسرائيل او العصر الاسرائيلي تحديدا كيفية قتل حزب الله تحديدا وكذلك حركة حماس.
زهير ماجد/العصر الإسرائيلي
24
المقالة السابقة