استمعت لكلمات الجلسة الافتتاحية في القمة.والجديد كان في كلمة رئيس القمة الشيخ حمد آل ثاني أمير دولة قطر، إذ بدأ التصفيق لدخول وفد المقاومة السورية بقيادة معاذ الخطيب.فقد بدأ الشيخ حمد بالتصفيق ليتبعه من كانوا في القاعة. ولأن القمة في الدوحة فقد أرسل رئيسها إشارات واضحة الى ما يتطلع إليه الحاضرون من دعم.
كنت أنظر إلى وجه الرئيس الفلسطيني الذي لم يكن مرتاحا حتى مع ما وعد به الشيخ حمد من اعادة تحريك صندوق القدس الذي طال جمود مخصصاته منذ اكثر من قمة وقد اعيد له الامل بتبرع قطر ب(250) مليون دولار من أصل مليار قال الشيخ حمد انه يطلبها من الدول القادرة كما دعا الى مواصلة اعمار غزة وفتح باب لذلك.
في بعد القضية الفلسطينية دعا الى ان تعقد من اجلها قمة مصغرة في القاهرة ويبدو أن ذلك تم بالاتفاق عليه في الليلة السابقة مع وصول الرئيس مرسي الى الدوحة وأن تتزعم القمة مصر وان لا تخرج الاطراف الفلسطينية فتح وحماس من اللقاء إلا وقد قامت المصالحة المرحلة من لقاء القاهرة 2011 ولقاء الدوحة 2012 وأن تشكل حكومة محايدة من المستقلين للاشراف على انتخابات تشريعية ورئاسية ويبدو انه اراد للقمة المصغرة المقترحة مطبخا مرافقا للبت في خطوط وتفاصيل ذلك..
وظل السؤال هل ترحيل بحث القضية الفلسطينية والجانب المتعلق بالمصالحة والدعم فيها الى قمة القاهرة المقترحة شكل من ابعادها عن هذه القمة التي جاءت سورية بامتياز أم تعزيز لها أم ماذا؟
وماذا لو لم تعقد القمة المقترحة أو جرى تأجيلها أو عدم وضع جدول لها ومن ستكون دول هذه القمة.. وماذا عن الدعم السياسي للفلسطينيين في المحافل الدولية وعن ازالة الاحتلال الذي تحدث عنه اوباما وهل ستطلق قمة القاهرة آليات أخرى غير التي اقترحها الشيخ حمد حين أراد أن يكون قادة عرب مشتركين من القيادة الفلسطينية في فريقيها فتح وحماس وتكوينات أخرى؟هل سيقوم مثل هؤلاء القادة العرب بالسعي لدى عواصم الفيتو للانتصار للقضية الفلسطينية التي يرهن حلها الاحتلال الاسرائيلي وقيادته وحلفاءه وعلى رأسهم الولايات المتحدة؟ وهل تراوح مساعدة الفلسطينيين في حدود الدعم المالي ان حدث ام ان هناك عناصر جديدة وقرارات ستتخذ في الجلسة المغلقة وما هي سقوفها؟
الملك عبدالله الثاني كان أكثر القادة العرب تفاعلا مع كلمة الوفد السوري الذي أخذ كرسي النظام السوري وحل محله فقد واصل هزّ الرأس وكان يشعر بالألم لمضمون كلمات رئيس الوفد السوري عن المذابح والقتل والتشريد..
في جديد كلام المندوب السوري حيث نزعت القمة الشرعية عن النظام السوري وغيبته ما دعا إليه الخطيب من دعوة القادة لانصاف شعوبهم ودعوته لاطلاق سراح السجناء العرب في السجون العربية ليكون لدعوته مصداقيتها وهو يدعو لاطلاق سراح السجناء السوريين وقد جاء هذا الجزء من خطبة الشيخ وكأنها من خطب الجمعة ودعوة فوق قطرية اعتذر عنها الخطيب مسبقا حتى لا تصنف في باب التدخل في شؤون الانظمة العربية مما ميزه كقائد لحركة تحرير تحدث باعتدال وبنفس اسلامي يذكر بمضمون كلام عبد الاله بن كيران في المغرب.
مضمون كلام الخطيب كان أعجب الشيخ الدكتور مرسي الرئيس المصري الذي أعيد له أن يلعب دورا في القضية الفلسطينية وليس السورية التي تعهدتها قطر.
والسؤال ما دامت القمة قد هزت قطعة القماش الحمراء في وجه «الأسد» وسحبت عنه الشرعية وزادت في حصاره عبر حدود شبه مغلقة إلا مع العراق الذي تحفظ في مواقفه لصالح نظام الاسد..فماذا بعد ؟ كيف يمكن التعاطي مع النظام السوري بعد القمة هل سيقدم دعم مالي وعسكري للمقاومة ..هل يجري تسليح المقاومة على ضوء ما سمعنا في كلمة رئيس القمة وعلى ضوء المقترحات المحددة في الجلسة السرية ؟واذا كان في المقترحات مناطق حظر جوي ومناطق محررة وتسليح وتدريب فمن اين ياتي العبور الى دمشق؟ على من يرسو العطاء ومن اي حدود سيكون هذا العبور حين يبدأ النظام يترنح وهل هناك ضمانات لردود فعل نظام الاسد الذي زاده قرار القمة في الدوحة جراحا واصابات خطيرة..أين سيهجم من حلاوة الروح واين سيضرب وهل سيكون قادرا؟
هل يبدأ أم ينتظر أن يبدأ عليه الهجوم؟.. هذه سيناريوات سألنا عنها ولم نجد اجابات قاطعة.
كنت اتمنى ان اسمع في جلسة الافتتاح تخصيص مساعدات لاكثر بلد منكوب باللاجئين وان اسمع من الخطيب نفسه ثناء مميزا للاردن الذي تحمل الكثير وما زال حين ذكرت تركيا وضرورة الدفاع عنها بصواريخ باتريوت.. ثمة مربعات لم توضع فيها حروف لنستطيع قراءة وحل الجمل المتقاطعة..لكن الأمل هو ان تحيي الدوحة شيئا من الأمل..
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/قمة الدوحة..سورية بامتياز
16
المقالة السابقة