عروبة الإخباري – وضع رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور مجلس النواب في جميع التفاصيل المتعلقة بالأزمة السورية واللاجئين السوريين واثر هذه التداعيات على الاردن في مختلف المجالات .
وخلال الجلسة التي عقدها مجلس النواب برئاسة المهندس سعد هايل السرور والتي خصصها لمناقشة التداعيات الامنية والسياسية والاجتماعية للازمة السورية واثرها على الاردن قال رئيس الوزراء انه ومنذ نشوب الازمة السورية نتابع وزملائي في مجلس الوزراء باهتمام بالغ تأثير تدفق الاخوة السوريين الى المملكة، وتشكل الازمة السورية والاوضاع المتدهورة في الشقيقة سوريا تحديا كبيرا بالنسبة للحكومة الاردنية حيث تستقبل المملكة ما يقارب 2000-3000 لاجئ سوري يوميا برغم الصعوبات التي تواجه الاردنيين مما يشكل اعباء متزايدة على البنية التحتية ومواردنا الطبيعية المحدودة .
وقال وكما تعلمون ان الجنسية السورية من الجنسيات غير المقيدة لدخول المملكة وكان يتواجد ما يقارب 600 الف سوري على الاراضي الاردنية قبل بدء الازمة السورية وحالت الظروف السياسية دون عودتهم الى بلادهم مما رتب اعباء اضافية على الدولة الاردنية مع تدفق اللاجئين والمقدر عددهم بما يزيد عن نصف مليون لاجئ منذ بداية الازمة السورية الا ان الارقام الحقيقية اعلى من ذلك في ضوء عدم تسجيل الاطفال وصغار السن المرافقين للوافدين بشكل دقيق .
وقال تتابع الحكومة هذا الملف الهام من خلال اللجنة التوجيهية العليا لمتابعة اوضاع اللاجئين السوريين برئاستي والتي تضم في عضويتها جميع الجهات المعنية بملف اللاجئين السوريين بهدف تنسيق الجهود الرامية الى تقديم الخدمات الانسانية اللازمة للأشقاء وادراكا لأهمية هذا الموضوع قامت الحكومة باستحداث ادارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين مرتبطة اداريا بوزارة الداخلية وتحت اشراف مديرية الامن العام لضمان تقديم خدمات متكاملة وادارة المخيمات بأسلوب ناجع يضمن تقديم الخدمات الانسانية اللازمة لهم .
وبين رئيس الوزراء ان الحكومة قامت وبالتنسيق مع منظمات الامم المتحدة بإعداد واطلاق نداء للمساعدات الانسانية التي يتحملها الاردن كنتيجة للازمة السورية ولكن هناك ضعفا في حجم المساعدات المقدمة من الدول المانحة والمنظمات الدولية مقارنة بحجم تدفق اللاجئين والاحتياجات الحقيقية على ارض الواقع وبالرغم من مناشدتنا الحثيثة للجهات المانحة والمؤسسات التمويلية للوفاء بالتزاماتهم تجاهنا ورفع مستوى الاستجابة للازمة السورية وتداعياتها الا ان الدعم الذي تلقيناه لم يغط جزءا بسيطا من الاحتياجات التمويلية التي تتكبدها الحكومة بشكل مستمر ولغاية الان .
وقال انه بالإضافة الى مخيم الزعتري والذي يفوق اعداد اللاجئين السوريين المتواجدين فيه قدرته الاستيعابية فقد تم تجهيز مخيم مريجيب الفهود بالتعاون مع الجانب الاماراتي ومن المتوقع افتتاحه خلال الايام القليلة المقبلة وتعمل الحكومة حاليا على تجهيز مخيم ثالث في منطقة الازرق ليشكل نواه لمجموعة مخيمات لاستيعاب التدفق المضطرد للاجئين السوريين.
وقال انه وفي ضوء العلاقات الحميمة والمتميزة التي تجمع الشعبين الاردني والسوري فلا يسعنا الا ابقاء حدودنا مفتوحة لاستيعاب اشقائنا من السوريين الوافدين الى اراضي المملكة وبالرغم من التحديات التي استمعت اليها من قبل العديد من السادة النواب المحترمين الممثلين للمناطق التي تتواجد فيها مخيمات للاجئين السوريين، والتي نشارككم فيها إلا ان الحكومة عازمة على إيجاد حلول عملية من شأنها التخفيف من حدة تأثير الأشقاء السوريين على الاقتصاد الوطني .
وقال انا على يقين تام اننا لا نعترض على وجود الاخوة السوريين الاشقاء بل على العكس موقف الحكومة الاردنية والشعب الاردني متوحد تجاه هذه القضية، وان ما يحصل في سوريا من احداث مأساوية صعبة لا يمكن ان يقف عندها الانسان الاردني بعواطفه ومشاعره ، وندرك تماما أن الملف السوري أصبح ضيفا ثقيلا، إلا أننا وكما أسلفت عازمين على إيجاد حلول جذرية خلال الفترة المقبلة من شأنها تحمل أعباء استضافة اخواننا السوريين وتكثيف الجهود الإنسانية للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين في الاردن .