عروبة الإخباري – قالت حنين زعبي النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، إن” الأمر الذي جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتذر لتركيا عن الهجوم على سفينة “مرمرة”، هو مصالح إستراتجية بين( تركيا وإسرائيل وأمريكا)، وخاصة فيما يتعلق بما يجري في سوريا.
وأضافت زعبي في حديث لبرنامج “نافذة على الصحافة” الذي يبث عبر قناة “هنا القدس” الفضائية، أن “تركيا بقبولها الإعتذار الاسرائيلي إنما هي تنازلت عن مطالبها والتي تمثلت بمحاسبة إسرائيل عن الجريمة التي اقترفتها ومحاكمة الضباط الأربعة المسؤولين عنها”.
وأشارت إلى أن نتنياهو حينما تقدم بإعتذاره لتركيا، هو لم يستخدم كلمة قتل وإنما إستخدم عبارة (أن ما حصل على ظهر السفينة إنما هو خطأ قد يكون أودى بحياة أحد)، لافتة إلى أنه حتى بعد الإعتذار ما زال بإمكان تركيا أن تحاكم الضباط الأربعة.
وأوضحت زعبي التي كانت على ظهر السفينة “مرمرة” اثناء تعرضها للهجوم الاسرائيلي، بأن أردوغان بإمكانه أن يقول لإسرائيل إنه قبل الإعتذار”ولكن ليس بإمكانه أن يسيطر على القضاء التركي وعلى أهالي من كانوا على السفينة وعلى المؤسسات الحقوقية من أن يطالبوا بحقوقهم بمحاكمة القتلة”.
وقالت”إن أمريكا وأوباما يسعون بكل قدرتهم لعدم محاسبة إسرائيل على أي شيء، فهو(أوباما) جعلها (إسرائيل) تعتذر ليبعدها عن المحاكمة عما حصل في “مرمرة”، وهو الآن يضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لكي لا يتوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة إسرائيل على الجدار الفاصل وعلى ما يجري بحق الأسرى، وكل هذا مقابل لا شيء من الجانب الإسرائيلي”.
وأضافت”من يريد أن يوقف الاحتلال وينهيه عليه أن يناضل ميدانيا لمواجهة هذا الاحتلال، وأن يعمل على المقاومة الشعبية، ويجب على السلطة الفلسطينية أن لا ترضخ أبدا للضغوط الأمريكية وأن تحاسب إسرائيل دوليا”.
وشددت زعبي على أنه “ينبغي على الرئيس باراك أوباما إذا كان يريد السلام أن يعمل على محاسبة إسرائيل في المحاكم الدولية على احتلالها للأراضي الفلسطينية، وحينها إسرائيل سترى أن إنهاء الاحتلال به مصلحة لها”.
وقالت “في حال رغبنا في إنهاء الاحتلال علينا ألا نسمي المقاومة عنف، ولا يجب علينا أن نريح إسرائيل من المحاكمة والمحاسبة”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصل هاتفيا الجمعة الماضي، بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، واعتذر له عن الهجوم الذي شنته قوة كومندوس بحرية إسرائيلية على سفينة “مرمرة” التركية التي كانت جزءا من أسطول الحرية المتجه إلى غزة في أيار/مايو 2010 ومقتل تسعة أتراك فيه.
واعلن أردوغان قبوله “باسم الشعب التركي” اعتذار نظيره الإسرائيلي عن حادثة الاعتداء على سفينة “مرمرة” وقالت الحكومة التركية في بيان رسمي إن “أردوغان ونتنياهو اتفقا على دفع التعويضات لأهالي الضحايا، الذين سقطوا في الهجوم، كما أن نتنياهو أبلغ أردوغان عن سماح إسرائيل باستمرار تدفق البضائع والسلع الغذائية إلى الأراضي الفلسطينية دون توقف”.
وكانت العلاقات بين إسرائيل وتركيا تدهورت بعد الهجوم، وطلبت تركيا من إسرائيل الاعتذار عنه وهو ما رفضته تل أبيب بشدة في حينه، واستجابت له بعد زيارة أوباما للمنطقة مؤخرا.