عروبة الإخباري – أماط منشق عن “منظمة بدر” – الجناح العسكري السابق لـ”المجلس الأعلى الإسلامي” – اللثام عن معلومات وصفها المراقبون بالخطيرة؛ حيث أكد أن معظم التفجيرات والاغتيالات التي تشهدها العراق, تنفذها مجاميع خاصة تابعة لإيران لها نفوذ داخل القوات الأمنية العراقية.
وقال المنشق الذي كان لسنوات مقيمًا في إيران ثم انتقل إلى العراق, بعد سقوط نظام صدام حسين العام 2003: “هناك مؤشران يدعمان بقوة تورط هذه المجاميع التي أنشأها قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني, بعمليات القتل المتعددة الوجوه والمستويات في مقدمها الهجمات والتفجيرات بالسيارات المفخخة التي تستهدف شيعة”.
وأضاف وفق صحيفة السياسة: “لقد سمحت الظروف الاستثنائية بتغلغلها داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية، وتتضمن هذه المؤشرات قرائن مهمة تصل إلى مستوى الدليل الدامغ المؤشر الأول, يتعلق بإخفاء هويات المنفذين للتفجيرات علمًا بأن التحقيقات والفحوصات التي كانت تجريها القوات الأمريكية أثناء وجودها في العراق كانت تشير إلى ضلوع مطلوبين من هذه المجاميع الخاصة بالتفجيرات”.
وأردف المنشق عن “منظمة بدر”: “الحكومة العراقية السابقة التي تولاها إبراهيم الجعفري ثم الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي, كانتا لا تثقان بهذه الفحوصات الأميركية وتعدانها بمثابة دق إسفين بين القوى السياسية الشيعية العراقية وبين “النظام الإيراني الصديق”.
وقال: “المؤشر الثاني يرتبط بحقيقة أن بعض السيارات المفخخة, ومن خلال العديد من التحقيقات, خرجت من داخل مراكز أمنية منتشرة في أماكن متفرقة من بغداد وبقية المدن باتجاه أهداف مدنية مثل الأسواق وغيرها وفي مناطق تسكنها غالبية شيعية أو سنية, وبحسب رؤية الجهات الإيرانية المخططة لهذه الهجمات, وعندما رصدت بعض التحقيقات أن بعض السيارات المفخخة التي انفجرت أو تلك التي يقودها انتحاريون خرجت من مبان أمنية فقد طلب من المحققين وقف التحقيقات وإغلاقها فورًا”.
وأضاف المنشق العراقي الشيعي: “أحد أهم مهمات قوات سليماني هو إعداد الإرهابيين الانتحاريين، وهذا الإعداد يجري في بساتين خاصة في مناطق الجنوب العراقي في مناطق مغلقة ومؤمنة, كما أن بعض الإعداد يتم داخل إيران ولذلك هناك عناصر في المجاميع الخاصة كانت تقضي شهورًا طويلة في معسكرات في الأراضي الإيرانية”.
وأردف: “أعداد الانتحاريين أمر في غاية الأهمية للنظام الإيراني؛ لأنه يعزز من الاعتقاد بأن وراء الإرهاب هو تنظيم “القاعدة” والتنظيمات السلفية الأخرى حصرًا، وبالفعل فقد تبلورت قناعة في الشارع العراقي الشيعي وغيره أن “القاعدة” وراء كل عمل من هذا النوع, ومن هذه النقطة بالتحديد جاء الموقف الإيراني المتحامل ضد الصحوات السنية؛ لأن عملها قضى على التنظيم إلى حد كبير وبالتالي أصيبت الخطة الإيرانية المتعلقة بالعنف واتهام “القاعدة” بها بكثير من الإرباك”.
وكشف المنشق أن بعض الجماعات السياسية الشيعية تحيط علمًا بالدور الإيراني في تنفيذ عمليات إرهابية واسعة داخل المدن العراقية, وقال: “لذلك فإن بعض قيادات هذه القوى الشيعية ومنها أنا شخصيًّا تفاجئنا بما يفعله الإيرانيون؛ لأن السنوات الطويلة التي قضيناها في طهران إبان معارضة نظام صدام قد أظهرت الإيرانيين على أنهم متعاونون ومؤمنون بقضية المعارضة العراقية, غير أن الأمور تغيرت تمامًا بعد العام 2003، واتضح لنا أن وراء هذا الدعم الإيراني ليس مجرد مصالح ونفوذ, بل إن العراق جزء حيوي من إستراتيجيات بالغة الخطورة للأمن القومي الإيراني والمشروع السياسي الإيراني في المنطقة, بمعنى أنه ليس مطلوبًا ولا كافيًا من العراق أن يكون صديقًا وحليفًا لإيران فحسب, بل يجب أن يقوم بأدوار تحددها هذه الإستراتيجيات الإيرانية الأمنية, وأن يطيع ما يقرره المرشد الأعلى علي خامنئي في طهران”.