أفرزت إنتخابات البرلمان الإسرائيلي يوم 22 / كانون ثاني 2013 ، مجدداً حكومة عنصرية يمينية يقودها نتنياهو رئيس الليكود المتحالف مع حزب ليبرمان « إسرائيل بيتنا « ، الأكثر تخلفاً وعداء للعرب ، ولا تقل سوءاً إن لم تزد عن سابقتها .
حكومة نتنياهو ، مع يائير لبيد ، مع نفتالي بينيت ، تتميز بمواصفات محددة أبرزها :
أولاً : غياب الأحزاب الدينية ، شاس حزب المتدينين الشرقيين ، ويهدوت هتوراة حزب المتدينيين الغربيين . ثانياً : حضور قوي لحزب المستوطنين الذي يقوده نفتالي بينيت ( البيت اليهودي ) . ثالثاً : مشاركة الحزب الثاني « يوجد مستقبل « برئاسة يائير ليبيد ، بدون برنامج سياسي يهتم بحل القضية الفلسطينية أو الإنسحاب من الجولان ، أو بحسن الجوار مع العرب . رابعاً : الليكود في ذروة جموحه نحو اليمين والتطرف ، فقد نجح رئيسه نتنياهو خلال دورة حكومته الماضية العمل على تحقيق ثلاثة أهداف ، أولها تهميش القضية الفلسطينية لأدنى مستوى ممكن ، وثانيها تكثيف الأستيطان في قلب الضفة الفلسطينية وتهويد القدس وعزل الغور، ومواصلة حصار قطاع غزة ، وثالثها توجيه الأهتمام المحلي والعربي والدولي نحو إيران ، بإعتبارها الوحش الكاسر المؤذي ، وعنوان المتاعب لشعوب المنطقة ، وغياب الأمن والأستقرار عنها ، وأن إيران وليس الأحتلال الإسرائيلي سبب كل هذه « البلاوي « وسياسة التوسع الإستعماري والتهويد والأسرلة ، وما تسببه لشعوب المنطقة من توتر وإحتقان وحروب .
تشكيل حكومة نتنياهو ، ليس مبشراً بالخير ، ولن تأتي به ولا تسعى إليه ، بل ستكون عنواناً للتهرب من إستحقاقات تسوية الصراع العربي الإسرائيلي ، وعنواناً فاقعاً للتجاوب مع التوسع وتكثيف الأستيطان ، وإستكمالاً لخطوات تهويد القدس والغور وأسرلتهما ، وبقاء الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة ، ومواصلة سياسة التمييز العنصري ضد الوسط العربي الفلسطيني الذي يُمثل خمس السكان ، ومظاهره الفاقعة في مناطق 48 ، ضد فلسطيني الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة ، وتشريع القوانين العنصرية ضدهم .
رئيسة حزب العمل شيلي وعدت أن تقود المعارضة « بشكل فاعل ، بلا تمييز في الدين أو العرق أو الجنس « لأنها تدرك مدى التمييز الذي تسببه حكومة نتنياهو ، وقالت زهافا غالون رئيسه حركة ميرتس اليسارية « إن المستوطنين سيطروا على المراكز الأقتصادية في هذه الحكومة عبر وزارة التجارة والصناعة والأسكان مما يعني إهتمامهم بتوسيع المشاريع الإستيطانية « ، وعليه خلص النائب إيتان كابل إلى القول « أن هذه الحكومة لن توفر أي فرصة للسلام بسبب تبنيها للإستيطان وللمستوطنين « ، ولذلك وصفها النائب الشيوعي دوف حنين على أنها « حكومة خطرة « .
h.faraneh@yahoo.com
حمادة فراعنة/حكومة إسرائيلية خطرة
25
المقالة السابقة