عامان ويومان مرا على اندلاع الثورة السورية العظيمة التي فجرها أطفال درعا.. ثورة علم السوريون خلالها العالم معنى الاصرار والتصميم والقتال بلا هوادة ضد واحد من أشرس الأنظمة الحاكمة في تاريخ البشرية.
عامان من القتال ضد الآلة العسكرية الأسدية الطائفية العلوية البعثية الدموية الارهابية .. لم يكل خلالها أبناء سوريا عن تقديم الغالي والرخيص، قدموا الأرواح والأموال رخيصة في سبيل الحرية والعدالة والكرامة وحق تقرير المصير وحكم الذات.
عامان من المعاناة والدماء والدموع والتشريد والنزوح والجوع والعطش والبرد.. عامان طويلان لكنهما دخلا تاريخ البشرية كأكثر الثورات الشعبية كلفة .. 100 ألف شهيد .. 200 ألف جريح .. 160 ألف معتقل .. 20 ألف امرأة حرة تعرضت للاغتصاب .. مليون مهجر خارج سوريا .. 4 ملايين نازح داخل سوريا .. 5 ملايين سوري يعانون من الجوع .. مدن دمرت وأحياء أزيلت عن الأرض .. حي بابا عمرو في حمص ..واحياء في حلب وحماة ودرعا ودير الزور وادلب وجسر والشغور وريف دمشق واللاذقية وغيرها من المدن والأحياء.
عامان على الثورة السورية والشعب يقاتل ويتقدم إلى الامام رغم كل التحديات والمؤامرات الإقليمية والدولية، ورغم التجاهل العربي والدولي ومحاولة تفكيك الثورة من الداخل لإفشال اعظم حركة شعبية تطالب بالحرية في العالم العربي على مر التاريخ وفي العصر الحديث على وجه خاص.
عامان ونظام الأسد الإرهابي أو عصابة المافيا الأسدية تمارس القتل وترتكب المذابح والمجازر وتسفك الدماء بدون توقف، وتستخدم كل أدوات الموت الشامل، دبابات وطائرات ومدافع وراجمات صواريخ وبراميل متفجرة وصوارخ سكود البالستية والغازات السامة، ليرتكب أكثر من 500 مجزرة سفك خلالها نظام الأسد الإجرامي شلالا من الدم الذي لا يتوقف.
عامان من الثورة السورية والعرب يتفرجون على المذبحة المستمرة، ولا يلوون على شيء وهم يشاهدون إيران وحزب الله وحكومة المالكي والمليشيات الشيعية العراقية يقاتلون إلى جانب نظام الأسد الارهابي كتفا بكتف.. إنه “تحالف الشر المدنس للأقليات” ضد الغالبية السورية العربية المسلمة .. تحالف يقدم المال والرجال والسلاح ويقاتل دفاعا عن “مشروع اقلوي طائفي” ضد رغبة الشعب السوري بالانعتاق من الدكتاتوري والتسلط والظلم.
عامان من الثورة السورية وروسيا تدعم نظام الإرهاب الأسدي سياسيا وعسكريا وتقدم له الغطاء الدولي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل المؤسسات الدولية الأخرى التي تملك فيه تأثيرا، مما أطلق يد نظام الأسد الإجرامي لقتل المزيد من الأبرياء السوريين.
عامان من الثورة السورية وأمريكا مستمرة في ممارسة سياسة الخداع والنفاق والكذب والقفز على الحبال وانتهاج استراتيجية “اللف والدوران والتشكيك”، وهي استراتيجية لا تزال تستخدمها حتى الآن، بل ذهبت خطوة إضافية إلى الأمام بعد تسريب انباء ان الإدارة الأمريكية ستتدخل في الحرب ضد الشعب السوري لصالح بشار الأسد، حسبما ذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز، التي قالت إن وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي ايه”، تجمع معلومات حول “الإسلاميين المتطرفين” في سوريا، لإمكانية توجيه ضربات إليهم بطائرات بدون طيار في مرحلة لاحقة، وان “السي آي ايه” قامت بتغييرات في صفوف الضباط ، لتحسين جمع المعلومات حول الناشطين في سوريا، ويتمركزون هؤلاء في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي في ولاية فرجينيا.
عامان من المجزرة المذبحة المفتوحة والمنقولة على الهواء مباشرة، لم تحرك الأخوة العربية ولا انسانية المتشدقين بحقوق الإنسان.. مجزرة مستمرة ومع ذلك يجتمع الغرب، اوروبا الغربية والشرقية سابقا، ليناقشوا: هل يزودون الشعب السوري بالسلاح؟ وهل ستصل السلاح إلى المعارضة المعتدلة؟ وهل سيصل السلاح إلى ال\أيدي الصحيحة؟ وهل ستقطع الأيدي الخطأ في الثورة السورية؟.. يتناقشون ويتناقشون بينما تسيل الدماء السورية الطاهرة كالأنهار دون ان يثير كل هذا الدم المسفوك ما دام البحث عن “الأيدي الصحيحة” جاريا.
عامان من الثورة السورية المجيدة والغرب، أمريكا وأوروبا، معهما روسيا والصين، ومن خلفهم أطراف عربية تمول الثورة المضادة، وهم يبحثون عن تكسير الثورة السورية أخلاقيا ونزع الغطاء الأخلاقي والقيمي عن ثورة الشعب السوري، وتحويلها من حركة شعبية تطالب بالحرية إلى “حرب اهلية” واقتتال داخلي وصراع على السلطة ليس أكثر.
لكن وعلى الرغم من كل ذلك ستنتصر الثورة السورية المجيدة، فالشعب السوري العظيم يواصل القتال من أجل أهدافه بإسقاط نظام الأسد الإرهابي وفتح سوريا على فضاء الحرية.. ستنتصر الثورة السورية رغم المؤامرة .. ستنتصر الثورة السورية رغم خذلان العرب .. ستنتصر الثورة السورية رغم منع السلاح .. ستنتصر الثورة السورية رغم النفاق الغربي .. ستنتصر الثورة السورية رغم الدعم الروسي والإيراني وحزب الله .. ستنتصر الثورة السورية رغم النفاق الأمريكي والغربي..ستنتصر الثورة السورية رغم الدم المسفوك .. ستنتصر الثورة السورية رغم تدمير المدن والقرى والأحياء .. ستنتصر الثورة السورية رغم الألم والمعاناة وضنك العيش .. ستنتصر الثورة السورية لو وقف العالم كله ضدها .. فإرادة الشعب السوري لا تقهر ولن تقهر بإذن الله تعالى.