أنجبت مواطنة قطرية في إحدى المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية، طفلة بصحة جيدة، بعد أن خضعت لعمليات زرع 5 أعضاء في جسمها، في واقعة هي الأولى من نوعها بالعالم، وصفها البعض بأنها “معجزة”، فيما اعتبرها أطباء بمثابة تحدي لكل الحقائق العلمية.
وكانت فاطمة الأنصاري (26 عاماً) أتت إلى ميامي برفقة زوجها للعلاج بعد تشخيص إصابتها قبل 6 سنوات بالقصور المساريقي، وهو مرض نادر حيث تعيق خثرة تدفق الدم في الشريان نحو الأمعاء، ما تسبب لها بفشل بالأعضاء وكاد يتسبب بوفاتها. وكانت الأنصاري حاملاً آنذاك بشهرها الثاني، ولكنها اضطرت إلى إنهاء الحمل لأنه كان يهدّد حياتها.
وقد خضعت بعدها إلى عمليات زرع كبد وبنكرياس ومعدة وأمعاء دقيقية وأمعاء غليظة في مستشفى جاكسون التذكاري في ميامي، ثمّ اتخذت قراراً جريئاً بتوسيع عائلتها على الرغم من المخاطر.
وقال الطبيب صالح ياسين، وهو طبيب في قسم النساء بالمستشفى ساعد الأنصاري على الحمل عبر التلقيح الاصطناعي، إن القلق كان حيال قدرة جسمها على تحمّل الحمل.
وأنجبت الأنصاري مولودتها الأولى قبل أسبوعين من دون مضاعفات كبرى، وقال الأطباء أنهم سيستمرون في مراقبتها لأسبوع إضافي، قبل أن تتمكن العائلة من العودة إلى قطر.
وأعربت فاطمة الأنصاري عن سعادتها بالإنجاب بعد إجراء 5 عمليات زرع أعضاء لها، ووصفت ابنتها بـالهبة من الله والمعجزة، لافتة إلى أنها تنوي الإنجاب مرة أخرى في المستقبل ملمحة بأنها بصحة جيدة وليس هناك ما يعيق حملها مرة أخرى .
وقالت الأنصاري خلال مؤتمر صحفي بمستشفى “جاكسون التذكاري ” شارك فيه زوجها والفريق الطبي : “أشكر الله تعالي على نجاح عمليات النقل وإنجابي الطفلة.. ثم اشكر زوجي الذي وقف معي طيلة فترة مرضي خلال 6 سنوات إلى الآن و أشعر حاليا بأجمل إحساس بالدنيا “.
وأضافت الأنصاري: لم أكن أفكر في الإنجاب قبل إجراء عمليات النقل لان صحتي لم تكن جيدة ولذلك ما كنت أظن أنني سأنجب ولكن بفضل الله شفيت وأنجبت طفلتي وقالت تغمرني سعادة كبيرة لا استطيع التعبير عنها بالكلمات.
وحول سؤال لها عن إحساسها باعتبارها الأولى في العالم تنجب بعد إجراء 5 عمليات زراعة أعضاء أجابت بالقول : ” ذلك فضل من الله تعالي” .
من جانبه قال زوج فاطمة الأنصاري: أشكر الله تعالى وحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى و سمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الدعم الكبير الذي قدموه ، كما أشكر الفريق الطبي بقيادة الدكتور ساكس والذي قام بعملية النقل في العام 2007 والدكتور صالح ياسين .
من ناحيته أكد اعضاء الفريق الطبي من مستشفى جاكسون أن حالة فاطمة الأنصاري تعتبر الحالة الأولى على مستوى العالم حيث خالفت حالة فاطمة كل التوقعات الطبية حيث أجرت الأنصاري خمسة عمليات نقل أعضاء ومع ذلك تم لها الحمل وأنجبت مشيرين بان هناك عمليات نقل أعضاء تتم لعدد من النساء ولكنها لم تكن بهذا العدد كما أن نتائجها مغايرة تماما لحالة الأنصاري.
وقالوا : الحمل والإنجاب يعتبر تحدي في حالة فاطمة لان هناك خطورة على الأم والجنين حيث تشير الحقائق العلمية انه في حالة فاطمة لن ينمو الجنين كما أن هناك خطورة كبيرة على الأم ولكن ما حدث أن فاطمة أنجبت جنينا في صحة جيدة كما أنها لا تعاني من مضاعفات لافتين بان هذا معاكس الحقائق الطبية.
وأشار الأطباء إلى المجهود الكبير الذي بذله الفريق الطبي ومستشفى جاكسون حيث أن الأم وجنينها في صحة جيدة، مشيرين بان هذا يمثل عنصر ايجابي .