هل يصلح أوباما ما افسدته السياسة الاسرائيلية في المنطقة؟ وهل يستطيع فعلاً أن يوقف بعض هذه السياسة وخاصة ما يتعلق بالاستيطان وتهويد القدس؟ هل يستطيع أن ينقد السياسات اليمينية الاسرائيلية المتطرفة التي تأخذ في الزيادة والاتساع وتنذر بعواقب وخيمة بما تفكر فيه وتقترفه يومياً..
عشية زيارة أوباما للمنطقة فإن اسرائيل لم تكن ترحب بهذه الزيارة وهي لا تتمنى وقوعها رغم أنها قادرة على اجهاض الكثير من مضامينها ليس بفضل قوتها ومناصرة اللوبيات الصهيونية والمؤيدة الأميركية لها وانما بفضل غياب الثقل العربي وتشتيته وانصرافه إلى قلع أشواك الأنظمة القديمة والجديدة التي ما زالت لم تصمد بعد..
اسرائيل عشية زيارة أوباما تشكل حكومة يمينية متطرفة تريد أن تضع زيارته امام أمر تقرره اسرائيل في أنها ماضية في الاستيطان في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وخاصة القدس وفي أنها تواصل ضمها للقدس وتعديها على الحرم القدسي وقد تجعله أي العدوان ورقة لافشال الزيارة حين تدخل إلى الحرم القدسي كما اظهرت المقدمات أمس الأول في عملية استفزاز واضحة.
لم يعد لحديث اسرائيل عن السلام أي معنى فاسرائيل التي ما زالت ترقب الوضع في سوريا ليكون لها دور فيه بعد سقوط الأسد ما زالت تتربص بلبنان أيضاً، وما زالت تدير الظهر للمصالحة مع تركيا أو الاعتذار العملي لها..وهي تريد من هذه الزيارة أن توظفها لافشال المصالحة الفلسطينية التي ما زالت إدارة أوباما وبتأثير اسرائيل ترى فيها موقفاً سلبياً رغم أنها لم تساعد الرئيس محمود عباس ووقفت في وجهه في الأمم المتحدة وحرضت ضد عضوية فلسطين الكاملة.
لماذا الزيارة ؟ وهل من رهان عليها؟ هل يمكن لأوباما الذي هو الأن أكثر قدرة على الحركة في ولايته الثانية أن يترجم المواقف التي ابتدأ فيها ولايته الماضية قبل أربع سنوات، حين زار القاهرة وتركيا وخطب للعرب والمسلمين لتحسين صورة الولايات المتحدة واظهار رغبتها في مساعدة المنطقة .
أوضاع المنطقة جد خطيرة كما قال الملك عبدالله الثاني، فهل ستحاول هذه الزيارة تخفيف التوتر الذي تلعب اسرائيل الدور الأساس في احداثه باستمرار رفضها لعملية السلام وتعديها المستمر على الشعب الفلسطيني..
هل تدرك الادارة الاميركية أن تعطل الحل ورهنه أو المماطلة فيه لارضاء اسرائيل ولوبياتها الضاغطة من شأنه أن يدفع المنطقة كلها لمزيد من الانفجار وأن يغلب القوى المتطرفة لتأخذ مكانها في الواجهة رداً على التطرف الاسرائيلي.
ان استمرار احتلال القدس والمقدسات واستمرار السياسة العنصرية الاسرائيلية من خلال الاحتلال الذي ما زالت اسرائيل تقيمه وتريد تأبيده بل انها تنكر على أصحاب الحق حقهم وهو الشعب الفلسطيني .
ان من شأن ذلك أن يعطي المزيد من الذرائع لازدياد التطرف في المنطقة حين لا تقوى الانظمة القائمة وقوى الاعتدال على انجاز أي شيء وهذا ما حدث في مصر وما يحدث في سوريا ومن قبل في العراق وما زال الحبل على الجرار..
في تأزيم المنطقة المستمر والعمل على اشعالها توفر الولايات المتحدة الامريكية الحماية لاسرائيل وتدعمها وتعمل على كل المستويات من اجل الدفاع عنها وحفظ مصالحها وفي نفس الوقت لا تقدم شيئا لقوى الاعتدال .فهي لا تقدم للرئيس محمود عباس ما يمكنه من أن يلعب دورا أكبر في احداث اختراقات في عملية السلام المجمدة، حين تأخذ بالموقف الاسرائيلي وهي لا تقدم للاردن ما يكفي من ضمانات وتطمينات بأن الادارة الامريكية الحالية ستضغط على اسرائيل لجعلها تنصاع لقرارات المجتمع الدولي.لأن بقاء السياسات الاسرائيلية الحالية ونهجها يؤثر على استقرار الاردن وأمنه الوطني الذي يقويه اقامة دولة فلسطينية على ارض فلسطين حتى لا تظل الاطماع الاسرائيلية تتطلع الى ما وراء الارض الفلسطينية..
لا بديل الان عن زيارة اوباما والتي لا تريدها اسرائيل وفي نفس الوقت ندعو أن تكون مثمرة حتى لا تدخل في باب السياحة وحتى لا نقول كأنك يا أوباما ما غزيت. فنحن حتى الان لا نريد ان نقرأ المكتوب من عنوانه ونقول تفاءلوا بالخير تجدوه!!
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/زيارة أوباما..هل يصلح العطار؟!
14
المقالة السابقة