“عزل السوق”

عروبة الإخباري – د . خلود الصالح

تحية تقدير نبدؤها أولاً لمخرج مسرحية عزل السوق وهو المرحوم عبد العزيز المنصور طيب الله ثراه، فمن خلال رؤيته لأعباء ومشقات الحياة، رسم هذا العمل الفني الذي مازلنا نعيشه إلى يومنا هذا رغم الآمال التي تطمئن المواطنين في توفير وتحسين معيشتهم .

وفي قالبٍ كوميدي، عرضت مشاهد ممتعة مليئة بالنقد البناء لقضايا مجتمعنا وأهمها غلاء الأسعار الذي نال نصيب الأسد بل واحتل الصدارة على خشبة المسرح في توليفة كوميدية ساخرة جمعت كل اطياف المجتمع الكويتي من مواطنين ووافدين بلهجاتهم المختلفة وردود أفعالهم .

يتوج هذا العمل بطل” بس يا بحر” محمد المنصور.

اسم لا يمكن أن تنساه وهو مساعد الذي سرقه البحر من أبويه. لكنه تفرد بشخصية كبير السن في عزل السوق والذي أخذ منه الدهر ما أخذ فلا حول له ولا قوة الا أن يظهر بين صفوف المواطنين ” بالدور” الممل.  وهانحن اليوم كلنا ننتظر” بالدور”!

فالغلاء المستفحل منذ ان عرض هذا العمل وهو من انتاج مسرح الخليج العربي في بداية الثمانينيات وإلى اليوم باقٍ لا محال بسبب جشع التجار ونبذ المنتج المحلي الذي ظهر بشكلٍ أكبر خلال جائحة كورونا .

الطريف هو أن العمل استعراضي من دون أداء رقص حركي، على الرغم من ذلك، رقصت الكلمات على أجمل ألحان أغنيات المشاهد : ” كوساية كوساية،    يا عيال بيعونا رخيص، لا تخلونه بالچبرة يخيس….”

كل ذلك وأكثر في موضوع الغلاء المعيشي وما يجب على حكومتنا الرشيدة من حسن الادارة والتدبير.

سنواتٌ ثِقال مرت عليك يا أجمل الأوطان ، اختُطِفت ولم ترحل صورك الجميلة من مخيلتنا أيام الغزو الصدامي الذي يتم الأسر ومارس أبشع جرائمه في حق شعب طيب جُبن على العطاء والكرم وإغاثة الملهوف.

كلنا يقول اليوم ” لماذا كل هذا الحقد؟”   رغم أن العديد من الصامدين ومنهم والدتي خلال الاحتلال كانت تقول : كلما احتجنا الخبز وغيره، طرق علينا الباب بعض من الجنود في منتهى الاخلاق : ” تريدين اي شي خالة بلغينا. احنا نحميج”.

أيام قاسية وذكريات مرة سجلت الكويت بمخلصيها في سجل التاريخ.

طاب حالك يا وطني الحبيب، يا وطن ابي الذي مات على حبك وطابت انفاس الشعب الكريم.

ودمتم…

 

جامعة الكويت كلية الاداب قسم اللغة الفرنسية وثقافاتها

 

 

شاهد أيضاً

تحية للشرفاء في عيدهم

عروبة الإخباري – رانية مرعي – تحية للشرفاء في عيدهم .. الذين يتوضأ النور من …