مسيحيـو غـزة للملك وولي العهد: لولا المساعدات الأردنية لعانينا الجوع والعطش

عروبة الإخباري –

الصوت من غزة مختلف، والكلام من أهلها هو صوت الحقيقة والحق، والقول من الغزيين هو قول الصواب وحقيقة المواقف، فعندما يقولها الغزيون الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني معنا، فهي الحقيقة المطلقة، والواقع الذي تحكيه مشاعر وقلوب وعقول أهلنا في غزة، قبل حناجرهم، مؤكدين أن مواقف الأردن تدعم صمودهم وثباتهم وتعينهم في تحمّل ويلات الحرب التي دخلت يومها الثمانين، حسب ما نشرته الزميلة، نيفين عبدالهادي، في جريدة الدستور.

وكان لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بتنفيذ القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، عشية عيد الميلاد المجيد إنزالاً جوياً إغاثياً لمساعدة المحاصرين داخل كنيسة القديس برفيريوس، الواقعة بحي الزيتون شمالي قطاع غزة، أثرا كبيرا في الكنيسة بغزة، ودعما لا يوصف لثباتهم وصمودهم، وشكّل الإنزال الإغاثي دعما إنسانيا لا يمكن وصفه عند المحاصرين في الكنيسة الذين يصل عددهم لقرابة (800) مواطن غزي، تحديدا من الأطفال، الذين تعلّقت أعينهم في أبواب الكنيسة بانتظار «بابا نويل» الذي لم يأت بهدايا العيد، لتأتي المساعدات الأردنية هدية بكل هدايا الأرض لدلالاتها ووقتها ومكانها الأمثل.

الطائرة التابعة لسلاح الجو الملكي قامت بإنزال مساعدات إنسانية ومواد غذائية، لإغاثة المحاصرين بداخل الكنيسة التي تعدّ إحدى أقدم الكنائس على مستوى العالم، ويعانون من شح في الطعام ونقص حاد في مستلزمات الحياة الأساسية وسط أوضاع إنسانية صعبة، وتم إنزال صناديق المساعدات بواسطة مظلات على الكنيسة التي تعد ملاذاً آمناً للمسيحيين ولأطفالهم مع استمرار محاصرتها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة أردنية حقيقية لدعم الأهل في غزة وتحديدا المقيمين في الكنيسة منذ قرابة ثلاثة أشهر، في خطوة تضامنية إنسانية تعزز من صمودهم وتمنح الأطفال فرحة العيد التي انتظروها وسط ركام الأحزان التي تراكمت خلال ثمانين يوما من حرب مدمّرة.

جريدة «الدستور» من داخل كنيسة القديس برفيريوس، في مدينة غزة، استمعت للأطفال داخلها ممن يقضون أياما لم تعد لها بدايات ولا نهايات، تشبه بعضها بحزن يخيّم على تفاصيلها، لتأتي المساعدات الأردنية تنقلهم لمكان آخر من الفرح والسعادة، والاختلاف بأن يوم أمس كان عيدا تلقوا به هدايا وحصلوا على ما يحبون ويحتاجون.

وقال مقيمون في الكنيسة وهم يتحدثون عن الأردن، نشكركم الأردن ونشكر جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد بكل فخر وشموخ، معتبرين الإنزال رسالة أردنية هامة يحتاجها الغزيون بأن يجدوا من يؤكد لهم أن الأردن يقف معهم ويساندهم ويدعم صمودهم وثباتهم.

بدأنا أحاديثنا مع عدد من الأطفال في الكنيسة، أحاديثنا الهاتفية بالطبع والتي لم تكن سهلة بل عسيرة جدا، لصعوبة الاتصال في أهلنا بغزة، فأكد ياسر أنه لم يشعر بالفرحة التي شعر بها وهو يرى الإنزال والمساعدات تصلهم منذ أشهر، فهي فرحة أشعرتنا بالعيد الحقيقي، رغم أننا فقدنا الأمل بأن نحيا عيدا، شاكرا الأردن بقيادة جلالة الملك على هذه الخطوة.

ومهند أشار إلى أن الإنزال أوجد في نفسه فرحة كبيرة، رغم الحزن الذي يعيشه منذ أشهر، سيما وأنه سمع بعدد من أصدقائه قد استشهدوا نتيجة لحرب الاحتلال على غزة، وكذلك شوقه للمدرسة وأصدقائه للمدرسة، وانتظاره لتفاصيل العيد التي افتقدوها تماما هذا العام، ليأتي الإنزال يحمل لنا الأمل، وهو ما جعلنا سعداء فرحين وبدأنا نحيا عيدا ظننا أنه غير آت، فشكرا للأردن ولجلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده.

جورج الذي ملأه الحنين للحياة الطبيعية، والمدرسة، وأصدقائه، قال فرحت كثيرا بالإنزال الذي أعاد لي فرحا كدت أنساه من مشاعر طغت عليها الأحزان، فشكرا للملك عبدالله على هذه المساعدات التي أسعدتنا جميعا.

وتعددت أحاديث الأطفال في الكنيسة، لكنها في المجمل أجمعت على أن الإنزال أعاد لهم أملا كادوا يفقدوه بالفرح والعيد، وانتظار الهدايا، فلم يتوقعوا أن يحصلوا على هدايا عيد الميلاد المجيد هذا العام، فحرب الاحتلال لم تترك لهم مساحات فرح في تفاصيل حياتهم، وأعيادهم، حتى في الكنيسة التي تعرضت قبل وقت لقذائف الاحتلال.

الصحفي في تلفزيون فلسطين فيليب جهشان، قال طالما تلمّس الأردن احتياجات الغزيين وأوصل المساعدات في الوقت والمكان المناسب، معتبرا إيصال مساعدات للكنيسة في الإنزال السابع أمس الأول خطوة غاية في الأهمية والإنسانية، خطوة متقدّمة لدعم الغزيين وتوفير كل ما من شأنه دعم صمودهم.

وقال جهشان الوضع الذي نعيشه سيئ جدا، فلا يوجد أي شيء من مقومات الحياة ومستلزماتها، ولا يوجد نت ولا أي شيء من الاحتياجات الأساسية، مبينا نحن الآن قرابة 950 شخصا مسيحيا، نعيش في الكنائس أو المناطق التي في محيطها طلبا للأمن والطمأنينة، علما بأن الاحتلال لم يترك حتى الكنائس كما المساجد تنعم بالأمن والسلام.

وشدد جهشان على أهمية المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك ومتابعة سمو الأمير الحسين ولي العهد بدعم الأهل في غزة، وقال فخرنا وانتماؤنا لشرف الأمة العربية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، معتبرا مواقف جلالته هي السند والداعم الأساسي لصمودهم، وإجراءات وكلمات جلالته في كافة المحافل العربية والدولية، وجهود جلالته لدعم الكنائس والمسيحيين وتوفير ما يثبتهم في أرضهم ويجعلهم أكثر قوة.

واستمعت «الدستور» لآراء عدد من الأشخاص في الكنيسة بأهمية الإنزال وأن ما قام به الأردن بقيادة جلالة الملك خطوة هامة جدا، ومتقدّمة لصالح مسيحيي غزة، الذين يعيشون اليوم فترة هي الأسوأ والأكثر خطورة.

يشار إلى أن الكنائس في غزة يبلغ عددها 3 هي: كنيسة القديس برفيريوس، وكنيسة دير اللاتين التي يطلق عليها اسم كنيسة العائلة المقدسة أيضًا، والكنيسة المعمدانية، وجميع هذه الكنائس لم تسلم من الأضرار جرّاء الحرب على قطاع غزة، كما تعرض عشرات المواطنين الذين لجأوا للكنائس طلبا للحماية، لإصابات مختلفة نتيجة لقصف الكنائس، منتزعة بذلك حرب الاحتلال الإسرائيلي على الأهل في غزة، حُرمة وقدسية المواقع الدينية والكنائس، التي تضرب بجذورها آلاف السنين.

شاهد أيضاً

وزير الخارجية يلتقي نظيره الأميركي الثلاثاء في عمّان

عروبة الإخباري – يلتقي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الثلاثاء، وزير …