دائرة إسمها الشؤون الفلسطينية..

 عروبة الإخباري-  كتب سلطان الحطاب  

 لماذا هذه الدائرة؟ وكيف تعمل؟ البعض يعتقد انها دائرة فلسطينية دون ان يدرك انها احدى الدوائر الاردنية النشطة التي قامت من اجل متابعة ورعاية الشؤون الفلسطينية لكثير من اللاجئين الفلسطينيين، حيث يقيمون في الاردن لمساعدتهم وحل الكثير من مشاكلهم ، فمنذ عام 1948 والاردن يولي هذه المسألة اهمية في رعاية شؤون هذه الفئات التي سكنت المخيمات العديدة المنتشرة على ارضه وخارج هذه المخيمات في المدن والقرى..

 في البداية كانت وزاره شؤون اللاجئين عام 1949 هي حجر الأساس لذلك، ثم جاء من بعدها وزارة الانشاء والتعمير عام 1950 التي رعت واهتمت بشؤون اللاجئين، وقد ساهمت في انشاء مخيمات اللاجئين في الضفتين الغربية والشرقية، وغطى اهتماماتها قضايا التعليم والصحة والقضايا الاجتماعية في تعاون وثيق مع المؤسسات الرسمية الأردنية و وكالة الغوث الدولية “الاونروا”..

 ثم استبدل الاسم باللجنة الوزارية العليا لشؤون الاراضي المحتلة وذلك بعد حرب عام 1967 وما تركته من اثار، وقامت بالاشراف على شؤون الضفة الغربية وشؤون النازحين بعد حرب عام 1967، وقد أعقب ذلك ما سمي بالمكتب التنفيذي لشؤون الارض المحتلة الذي نشأ عام 1971 وكان جهازا سكرتاريا للجنة العليا لشؤون الارض المحتلة، وألحق هذا المكتب برئاسة الوزراء..

 وبعد سنوات من عمله جاءت وزارة شؤون الارض المحتلة حيث انشئت عام 1980 لتحل محل كل التسميات السابقة في رعاية شؤون اللاجئين والنازحين..

 ومع التطورات اللاحقة وخاصة قرار فك الارتباط القانوني والاداري مع الضفة الغربية والذي تم عام 1988 جرى الغاء الوزارة (شؤون الارض المحتلة) واستبدلت بـ “دائرة الشؤون الفلسطينية” لتتولى الاشراف والرعاية على شؤون اللاجئين والنازحين.

 لقد دأبت هذه المسيرة منذ تأسيسها لتقدم ادارة مميزة فضلى لخدمة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، و لخدمة القضية الفلسطينية بما يتوافق والمصالح الاردنية ويحافظ عليها ويحميها..

 وقد لعبت هذه الدائرة وما زالت في سنواتها الاخيرة بنشاط ملموس – اذ توفرت لها ادارة كفؤة مميزة وطواقم عمل خبيرة ونشطة- من ابراز الدور الأردنيي الداعم للقضية الفلسطينية حيث تقدم خدمات أفضل لمجتمعات اللاجئين الفلسطينيين في الاردن حسب الموارد المتاحة، آخذة بعين الاعتبار المساعدة القائمة على احترام كرامة الانسان والعمل كفريق واحد متكامل يصون المسؤولية الاجتماعية بأسلوب من المساءلة والشفافية وبمبادرة واعية وابداع..

 ان الاهداف التي تخدمها دائرة الشؤون الفلسطينية كما يشرحها مديرها النشط تتجلى في خدمة القضية الفلسطينية بما يعظم الدوري الاردني ويظهره كداعم لهذه القضية وخاصة دعم ومتابعة انشطة وكالة الغوث الدولية التي بدأت مستهدفة في السنوات الاخيرة امام استهدافات حلها وتصفيتها كما حاولت صفقة القرن التي تبنتها ادارة ترامب الامريكية السابقة..

 لقد كان للجهد الاردني الكبير الذي بذلته الدولة الاردنية من خلال مؤسساتها وخاصة على مستوى القيادة و وزارة الخارجية و دائرة الشؤون الفلسطينية الدور الملموس في الابقاء على دور الوكالة والدفاع عن هذا الدور وتعزيزه ودلالاته على المستوى الدولي ولدى المحافل الدولية التي ما زالت ترى هذا الدور وتعمل على المحافظة عليه..

 لقد ظل الاردن يحرص وظلت هذه الدائرة “دائرة الشؤون الفلسطينية” المنوط بها العمل وهي الذراع الاردنية لذلك تحرص على تحسين الخدمات المقدمة لمخيمات اللاجئين بتطبيق الحاكمية الرشيدة والاستغلال الامثل للموارد المتاحة بشرية ومالية وتقنية..

 لدى الدائرة اجندة واسعة للعمل المستمر والدؤوب وهو عمل تزداد اعباؤه خاصة وان وكالة الغوث شهدت تراجعا في ادوارها التمويلية و موازناتها ومحاولة تهميشها وتقليل مواردها ومحاصرة دورها باعتبارها أحد عناوين وجود مشكلة اللاجئين الى ان تحل هذه المشكلة بعودة وتسوية شؤونهم، وحتى يتحقق ذلك فإن الاردن يحرص على ان يستمر العمل مع المجتمع الدولي استمرار قيام الوكالة بدورها..

 لقد اطلعني المهندس رفيق خرفان مدير عام الشؤون الفلسطينية على مجموعة كبيرة من المهام والبرامج والتطلعات التي تقوم بها الدائرة بمواظبة ونشاط ، وهذا العمل المنجز او الذي مازال في مراحل الانجاز هو عمل متكرر وبعضه يقوم من المبادرة والابداع..

وفي الشرح تعرفت على المحاور الاساسية التي ما زالت تنبض وابرزها محور المبادرات الملكية السامية والمشاريع الخدمية للاجئين.. ومحور وكالة الغوث نفسها، ومحور التمويل والمنظمات الدولية، ومحور متابعة تطورات القضية الفلسطينية، ومحور العمليات التي تقدمها الدائرة ومحور الموارد البشرية..

 ان ميزة العمل الراهن في دائرة الشؤون الفلسطينية الآن هو التناغم والعمل بروح الفريق والتنافسية في الانجاز والاجابة على اسئلة وحاجات المراجعين بالقدر الممكن الذي يحفظ لهذه الدائرة المهمة دورها ونشاطها ورسالتها..

 قد لا يعرف الكثيرون حاجة وحجم العمل والاعباء الكثيرة المترتبة عليها، ويكفي ان ينظر المتابع على جغرافية العمل ليدرك العدد الكبير لمخيمات اللاجئين الموزعة بين مخيم الزرقاء عام 1949 و مخيم اربد عام 1951 و مخيم الحسين عام 1952 ، و مخيم الوحدات عام 1955 و مخيم مادبا عام 1956 ، وهذه المخيمات ضمت اللاجئين الذين تعرضوا للاقتلاع والتهجيرعام 1948 وما بعده..

 في حين قامت مخيمات اخرى بعد عام 1967 ضمت الذين نزحوا من الضفة الغربية بعد عام 1967 وهي مخيم حي الامير حسن عام 1967 و مخيم الطالبية عام 1968  ومخيم البقعة عام 1968 ،و مخيم سوف العام 1968 و مخيم جرش عام 1968 ، ومخيم الشهيد عزمي المفتي عام 1968 ومخيم حطين عام 1968 و مخيم السخنة عام 1969، وكل هذه المخيمات تشهد رعاية و مشاريع ترميم نشطة وعناية و لفت انتباه المجتمع الدولي للاصرار على حل هذه المشكلة بعدالة..

شاهد أيضاً

المراهقة السياسيّة لا تخدم المرحلة* سيمياء إبراهيم الشطرات

عروبة الإخباري – المراهقة السياسيّة لا تخدم المرحلة لا يضر الاصلاح من خرج من حزب …