خيار “نموذج أبولوم” في التعليم … لايزال ممكنا ً * محمد موسى المرقطن

خيار “نموذج أبولوم” في التعليم … لايزال ممكنا ً
* محمد موسى المرقطن

تحدثت في مقال سابق نشر بتاريخ 1/7/2021 عن ضرورة الاهتمام بما طرحه الأستاذ الدكتور خالد أبو لوم من نموذج تعليمي يقوم على أساس التعلم المدمج ” blended learning ” وسط هذا الاضطراب جراء جائحة كورونا ومتحوراتها، إذ كان يمكن أن نتلاشى حالة التخبط والتشكيك التي نعيشها اليوم.
التعلم عن بعد ليس جريمة ولا مؤامرة كونية،فما شهدناه خلال الأيام الماضية من هجوم شرس على هذا النمط من التعليم لا مسوغ له بعد كل ما مرّ بنا من تغيّرات ميتافيزيقية،ثقافية واجتماعية…فعلينا أن نسلّم أن ما بعد كورونا ليس كما قبلها وينبغي أن نستجيب لتلك التغيّرات ونتكيّف معها بمرونة عاليةجداً.
إنّ قرار تأجيل بداية الفصل الدراسي بصورته التي خرج بها شابه القصور الذي زاد من معاناة المتعلمين وذويهم، إذ كان يمكن أن يتضمن القرار تحديد مادة تعليمية تتناول مفاهيم ومعارف ومهارات أساسية تناسب كل مرحلة تعليمية تراعي مقدرة المتعلمين وتوازي ما فقدوه خلال الفترة الماضية، وأن تتابع عبر المنصات التعليمية ضمن أسس يعلن عنها؛ لِتُقَدم لهم كتهيئة لحين العودة الوجاهية ضمن الضوابط المقترحة التي تحافظ على سلامة الجميع.
لازلت منحازاً لما طرحه أستاذنا القدير البروفيسور خالد أبو لوم؛ لما فيه من أفكار إبداعية ابتكارية خلّاقة يمكن تطويرها بعد إجراء عمليات مسح ميدانية لتحديد “جيوب الفقر التكنولوجي” وإيجاد السبل الناجعة لدعمها، وضمان وصول أدوات التعلم والتواصل لها .
كما نستطيع البحث في إمكانية توفير “المدرسة/الصفوف المتنقلة” التي يمكن أن يتم تجهيزها بمختلف الاحتياجات التعليمية والمعينات اللازمة التي تغطي النقص الموجود في تلك الجيوب، الأمر الذي يحدث ما يشبه التساوي في فرص التعلم ويحقق الشروط المطلوبة لوصول التعليم للجميع.
إنّ النموذج المقترح يقدم إمكانية العودة الوجاهية للتعليم بنسب متفاوتة حسب المرحلة التعليمية، ويحقق نتائج إيجابية أكثر من العودة العرجاء للتعليم الوجاهي أو الإلكتروني، كما يمكن من خلاله بحث قضية “المعارف المعزولة” التي طرحها الدكتور «باسي سالبرغ»، المبشر الأبرز بالأساليب التعليمية الجديدة في كتابه «Finnish Lessons» فمن الجدير مناقشتها وبخاصة في هذا الظرف الاستثنائي الذي نعيشه الآن.
مهما يكن من أمر؛ فإن خيار التعلم المدمج ينبغي أن يكون حاضرا ً على الدوام، وأن يتم تطويره بشكل مستمر حتى نصل إلى صيغة مناسبة تعالج مختلف الثغرات التي ظهرت خلال الفترة الماضية، وبخاصة في مثل الظروف الجوية السائدة حاليا ً فخيار تعليق الدوام والدراسة الوجاهية أخف ضرراً من تعطيل الدراسة أو تأجيلها في أجواء مرتبكة ولا تحقق أي هدف.

شاهد أيضاً

ما أحوجنا في هذا الوقت لأن نحتفل بكلّ عمّال هذا الوطن* معالي العين خولة العرموطي

عروبة الإخباري – ما أحوجنا في هذا الوقت لأن نحتفل بكلّ عمّال هذا الوطن.. نذكّرهم …