رحيل انجلا.. المصري!!

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب   
هوت نجمة من سماء نابلس.. رحلت المرأة المميزة التي أحبت شعب زوجها ورافقته في السنوات الطويلة، و انتبهت للمأساة التي عاشها هذا الشعب ومازال، فانخرطت في العمل الى جانب شريكها منيب رشيد المصري “ابو ربيح” وكانت صاحبة افكار وعطاء وعمل، وقد زرعت ذلك في افراد العائلة، فآل المصري يعرفون من هي انجلا وكذلك اهل نابلس وفلسطين وفي بلاد عربيه كلبنان..
جاءت انجلا من الولايات المتحدة بلدها الاصلي بعد زواجها من ابو ربيح لتعيش او ترتحل وتسافر معه وقد عاشت حلو الحياة ومرّها، و اعطت الكثير و كانت تتمتع حين تعطي وتتبرع وتنشئ مدرسة او مؤسسة او تسند هيئة او بحثا..
هناك اسماء كثير من المشاريع والافكار والمواقف الحيّة والشاهدة على دور هذه المرأة العظيمة التي احبها منيب المصري، وقطع معها رحلة اليوبيل الماسي من العمر، وظل دائم الذكر لها لما تميزت به من عطاء غطى مسيرة حياتها..
كانت من الاخلاص انها اعطته البنين والبنات وترجمت الكثير من افكاره و اثنت عليها وايدتها، فهي لم تمل من تبرعاته ومن انصرافه للشأن العام، وقد تعبت وتكبدت الكثير ولكنه كان يرى فرحتها للنجاح ويقرأ احيانا ما تدونه في اوراقها وما تذكره لأصدقائها وصديقاتها اللواتي اصبحن صديقات للشعب الفلسطيني، اتقنت انجلا أشياء كثيرة حتى كلمات خاصة في اللهجة النابلسية، صحيح انها لا تتحدث العربية بطلاقة ولكنها تفهمها وتفهم الغضب والحزن الذي يقترن وجوه الفلسطينيين، وتستطيع ترجمته بعفوية ودقة حتى الاكلات النابلسية اتقنتها و تستطيع ان تقدم افضلها..
في السنوات الاخيرة بنت مع شريكها مؤسسة انجلا و منيب المصري التي احترفت اسناد الكثير من المشاريع الخيرة في جمعيات و جامعات ومراكز بحوث..
لقد كسب الشعب الفلسطيني الكثير من امثال انجلا ممن انخرطوا في معاناته وتحملوا الكثير وكانوا رموزا واعلاما.. وستذكرها الاجيال التي وصلها عطاء اياديها البيضاء ومواقفها النبيلة..
و بهذه المناسبة فإنني ومن موقع معرفتي بهذه السيدة واعمالها فإنني اتقدم لشريكها الذي كسرت في رحيلها عكازته وقد تجاوز الثمانين بأحر التعازي، وادرك ان منيب المصري الذي يؤمن بالقضاء والقدر سيمضي يواصل رسالة انجلا شريكته، وسيظل يحرص على سيرتها بمزيد من العمل الذي لم تستكمله فما زالت اجندتها مفتوحة في المكتب الذي تجلس عليه، وما زالت الابنة الصالحة مستودع اسرار امها التي خبرتها في الميدان وخبرت عملها..
فطوبى للصالحات المحسنات.. طوبى السيدة الفاضلة ، والعزاء كل العزاء لأبي ربيح و ربيح وعمر وبقية افراد العائلة جميعا.. كذلك لمازن وليث ولمى ودينا..
لقد كان تأثير انجلا قويا على العائلة وفي العائلة، فقد صنعت توازنا انسانيا مدهشا وحافظت على منسوب الوطنية العالي داخل اسوار العائلة وفي معاملاتها وفجرت مكامن الخير والعطاء.. فاستحقت الدعاء لها بالمغفرة والرضوان ولافراد اسرتها بوافر العزاء والصبر..
ولها فيما تركت اعظم الأثر.
وانا لله وانا اليه راجعون

شاهد أيضاً

احتجاجات الجامعات الأميركية إلى أين؟* د.منذر الحوارات

عروبة الإخباري – منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية في العام 1948 وقبل ذلك بحوالي 6 عقود …