خطاب الرئيس الأذري للشعب : لقد تحررت محافظتكم الأم ” كالباجار” من الإحتلال

عروبة الإخباري –

جانب من خطاب فخامة/ إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان الى الشعب
(مدينة باكو، 25 نوفمبر عام 2020)

أيها المواطنون الأعزاء،
اليوم تحررت محافظة كالباجار من الإحتلال، وبهذه المناسبة، أتقدم الى جموع الشعب الأذربيجاني بخالص التهاني.
أهل كالباجار الأعزاء، ألف مبروك! لقد تحررت محافظتكم الأم من الإحتلال. لقد كان الشعب الأذربيجانيينتظر هذا اليوم بفارغ الصبرمنذ السنوات المديدة. قد وقعت محافظة كالباجار تحت الإحتلال في 2 أبريل عام 1993، حيث ترافق الإحتلال مع طرد الأبرياء بوحشية من أراضي آباءهم وأجدادهموإلحاق بمعالم المحافظة التاريخية وطبيعتهاالأضرار الجسيمة.
لقد كان إحتلال محافظة كالباجار، بل وإحتلالكل المحافظات مأساة كبيرة. لقد خلق إحتلال كالباجار إثر إحتلال محافظتي شوشا ولاشين في مايو 1992 إتصالا جغرافيا بين أرمينيا وقره باغ الجبلية. يعلم الجميع أن ولاية قره باغ الجبلية ذا الحكم الذاتي في السابق، ما كانت تتمتع بالحدود مع جمهورية أرمينيا، حيث كانت محافظة لاتشين وممر لاتشين تفصل أرمينيا عن قره باغ الجبلية. لقد خلق وقوع لاتشين وشوشا ثم كالباجار تحت الإحتلال صلة جغرافية بين أرمينيا وقره باغ الجبلية على مساحة كبيرة وهذا ما كان العدو يتطلع اليه. ويمكن القول أن إحتلال كالباجار،قد أقام إتصالا بين رمينيا وقره باغ الجبلية من خلال طرق عديدة، وقبل كل شيء، تم إرسال الأسلحة والمعدات والقوة البشرية. كما وفر هذا الإتصال لارمنيا مزايا كبيرة أثناء تنفيذ سياستها العدوانية اللاحقة.
إن وقوع كالباجار تحت الإحتلال، تعود مسؤوليته المباشرة الى الجبهة الشعبية الحاكمة آنذاك. وبشكل عام، المذنب الرئيسي في إحتلال أراضينا هو الجبهة الشعبية الأذربيجانية. لأنهم إذا ما وصلوا إلى السلطة بشكل غير شرعي في عام 1992، وإذا ما أطاحوا بنظام الحكم، ربما ما وقعت أراضينا تحت الإحتلال. بالطبع، من الصعب للغاية أن نعود الى التاريخ ونتكهن بما كان حدوثه ممكنا أم لا. لكن على أي حال، لهم دور وتورط مباشر في إحتلال أراضينا وهم يتحملون هذه المسؤولية. لأن الصراع على السلطة، قد بلغ ذروته خلال الأشهر الربيعية من عام 1992. وكانت الصراعات الداخلية في أذربيجان والفوضى والأزمة والأزمة السياسية الناجمة عنها تجول وتصول.وأدى الصراع على السلطة إلى العواقب الوخيمة جدا. وظلت ارمينيا تستمر في إستغلال هذا الوضع لإحتلال أراضينا. وبعد إحتلال شوشا ولاشين، وصل الوضع إلى مستوى حرج. وإستغلالا لهذا الوضع، أطاحت الجبهة الشعبية الأذربيجانية بنظام الحكم وصعدت إلى السلطة. لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟ بعد ذلك، ركزت كل جهودها على تعزيزسلطاتها المتخلخلة، والقيام بالإضطهاد، وفرض الرقابة، وإتخاذ الخطوات الأخرى المناهضة للديمقراطية في بلادنا. وكانت الجبهة الشعبية الأذربيجانية وقيادتها تستهدف إلا ملء جيوبهم وتعيين أقاربهم وإطالة عمر سلطاتهم، بينما كانت أراضينا تقع تحت الإحتلال واحدة تلو الأخرى وكان سكاننا المدنيون يتعرضون لطرد من أراضي آباءهم وأجدادهم. لقد تسببت هذه الخطوات القذرة في إحتلال كالباجار.وما كان مفر منه. الجيل الشاب لا يتذكر، لكن عليهم أن يعرفوا من قاد أذربيجان في ذلك الوقت، وما كان مدى معرفتهم وقدراتهم. هؤلاء الناس ما كانوا يملكون خبرة. هؤلاء الأشخاص الذين قادوا البلد في ذلك الوقت، ما شغلوا ولو يوما المناصب الإداريةوحتى في مؤسسة صغيرة ما. كيف كان ممكنا لهم أن يديروا البلاد، وبخاصة في الحالة المتأزمة؟ لكن حرصهم على المناصب وجشعهم ونهمهم، قدأدى بأذربيجان أدى إلى هذا الوضع. انظروا الى من حكم أذربيجان حينذاك؟! رئيس البرلمان كان باحثا مساعدا وفاشلا في الوقت ذاته. أما وزير الخارجية، فكان وصوليا من الكومسومول الذي خان زعيمه في المرحلة اللاحقة، وطمع في كرسيه، وفرح بوفاته أكثر من أي شخص آخر، وعاش حياته اللاحقة تحت سيطرة الدوائر الأجنبية. ما هي كيفية الإدارة التي كان يمكن توقعها منهم؟ ما هي الوطنية التي كان يمكن توقعها منهم؟ ما هي الإحترافيةالتي كان يمكن توقعها منهم؟ وزير الخارجية. شخص الصدفة الذي ما كان يتحدث أي لغة أجنبية، مدرس الفيزياء الذي ما كان يفهم بشكل عام ما هي العلاقات الخارجية ، ما هي الأحكام والمبادئ الدولية؟ لقد كان يتجول مثل السائح فقط ويتفوه ما يشاء. أما وزير الدفاع،فكان مدرس الرياضيات. هل يمكن لمدرس الرياضيات أن يصبح وزيرا للدفاع؟ لقد سلم مدرس الرياضيات هذا شوشا للعدو. كان يقول إنه سيطلق النار على رأسه لو فقدنا شوشا. لا يزال يتسكع هنا وهناك. نحن من إستعاد شوشا، نحن. ايها الخونة، أنتم بعتموها. وزير الداخلية. السطو والبطش كان يجول ويصول والصحفيون تعرضوا للإعتقال والضرب والإلقاء صناديق السيارات أثناء البث المباشر. هكذا كان قادة الجبهة الشعبية الأذربيجانية. كان رئيس الوزراء باحثا مساعدا في الشيوعية العلمية. انظر، انظر إلى هذه المفارقات.
كان الرجل المسؤول عن النهوض بإقتصاد البلاد على أساس مبادئ إقتصاد السوق باحثامساعدا في الشيوعية العلمية. أي حوكمة، وأي إصلاحات، وأي دفاع كان يمكن توفيره؟ وكان بؤسنا ومأساتنا ينحصر في أن أشخاص الصدفة وصلوا إلى السلطة، وإغتصبوها بشكل غير قانوني وأخذوا بلادنا إلى الهاوية.
إذا لم يأت حيدر علييف تليبة لطلب الشعب في عام 1993، فلا تفقد أذربيجان أراضيها المتبقية فحسب، بل ودولتها بشكل عام. قد بدأوا حربا أهلية للحفاظ على سلطاتهم المتخلخلة. وأسروا جنودا من جنودهم. وقصفوا مدينة كنجة. لا على أحد أن ينسى ذلك! ليعرف من لا يعرفون وليعلم الجيل الصاعد من الذي سبب لنا هذه المأساة؟ من تسبب في هذه المأساة؟ من تسبب في محن مليون شخص؟ حكومة الجبهة الشعبية الأذربيجانية آنذاك. في الحقيقة، إذا قمنا بالتوازي الآن، فنرى إن صورتهم بمثابة صورة باشينيان وهو أمي وجاهل وضعيف الإرادة وجبان وهارب وعديم الخبرة في الإدارة وتحت تأثير الدوائر الأجنبية التي تحكمه وتدمر بلاده بيده. أنظروا، إنهم كانوا مثل باشينيان اليوم. أولئك الذين لا يعرفون أعضاء حكومة الجبهة الشعبية الأذربيجانية آنذاك، يجب أن ينظروا إلى باشينيان لو أرادوا أن يتصوروهم. فلينظروا إلى خطواته وسيرون في وجهه صورة الجبهة الشعبية الأذربيجانية وقيادة البلادفي ذاك الوقت.
كالباجار هي أرضنا القديمة. إنها أرض أذربيجانية قديمة. وتعد كالباجار إحدى أكبر مناطقنا من حيث المساحة ومعالمها التاريخيةومساجدها وكنائسها كلها هي ثروتنا الكبيرة. يعرف الشعب الأذربيجاني جيدا وعلى العالم قاطبة أن يعرف أن الكنائس في كالباجار تنتمي إلى الدولة الألبانية القوقازية القديمة. يؤكد ذلك العديد من الوثائق التاريخية. ولا يخقى ذلك على أحد. لقد قام “المؤرخون” الأرمن والمزورون بأرمنة الكنائس الألبانية القديمة عن طريق التزوير والتلفيقبحيث أضافوا كتاباتهم على هذه الكنائس، كي يستولوا عليها. يكفي إلقاء النظر في التاريخ، ليرى الجميع أنه في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، ألغت روسيا القيصرية الكنيسة الألبانية ونقلت كافة ممتلكات الكنيسة الألبانية لصالح الكنيسة الأرمنية الغريغورية وأخذالرهبان الأرمن ورعاتهم في الإستيلاء على هذه الكنائس. وكانت مهمتهم الرئيسية تتلخص في محو وتنسية تاريخ ألبانيا القوقازية. لكننا ما سمحنا بذلك. وتمتلك أذربيجان القاعدة العلمية الضخمةبما فيه الكفاية والمؤلفات بشأن هذا الموضوع، حيث يتم إيصال هذه المؤلفات الى المجتمع العلمي، بل والمجتمع الدولي ككل ويتعين الإستمرارفي هذا الإتجاه. لقد كانت ألبانيا القوقازية دولة كبرىمع العاصمةهي مدينة قابالا. ونعتبر المعالم التاريخية والكنائس العائدة لألبانيا القوقازية بمثابة تراثنا التاريخي-الثقافي. ونحمي هذه الكنائس التي سبق لي أن زرتها عدة مرات في محافظة شاكيومحافظة قابالاومن بينها كنيسة أودي. كما تعلمون، فإن أعمال الترميم بكنيسة أودي القوقازية الألبانية القديمة في بلدة نيج تلبية لمبادرة مؤسسة حيدر علييف، أستكملت خلال فترة الحرب وأفتتحت الكنيسة أثناء هذه الفترة. ونحمي هذه الكنائس باعتبارها تراثنا الثقافي. فلذا، ينبغي ألا يقلق أحد. وستظل هذه الكنائس محمية من قبل الدولة. وتلقى سياسة أذربيجان تجاه التعددية الثقافية والعلاقات بين الأديان ترحاب وتقدير العالم برمته وقادة العالم. وعلى بعض الدوائر الغربية القلقة أن تلقي النظر في مساجدنا المدمرة وهي مساجد أغداموشوشاوزانجيلان وجبرائيل وفضولي وغيرها.وتعرضت تلك المساجد إما للتدمير أو التدنيس من خلال تربية الخنازير فيها. لماذا هذا لا يثير القلق؟ لماذا لم يطرح أحد هذه القضية منذ ثلاثين عاما سوانا؟ لقد أثرت هذه القضية مرارا وتكرارا من أعلى المنابر الدولية والمنصات الدولية وأثناء الإتصالات مع زملائي الأجانب. لماذا ما كان أحد يعرب عن قلقه إزاءهذا الموضوع؟ لماذا ما كان أحد يرغب في إرسال وفد دولي بشأن هذا الموضوع؟ يريد الشعب الأذربيجاني تلقي ردا على هذه التساءلات. ونحن نعرف هذا الرد. فلذلك، أنوي أن أقول مجددا أن أولئك الذين يريدون التدخل في شأننا أو يريدون إتهامنافي شيء ما، يتوجب عليهم أولا أن ينظروا إلى أنفسهم في المرآة.
إن محافظة كالباجار، تتمتع بالطبيعة الخلابة والتراث الثقافي الثري.وينبع العديد من أنهارنا الكبيرة من المصدر في الكحافظة. وأكبر الأنهارهو نهر تارتار الذي يبلغ طوله 200 كيلومتر الى جانب نهري بازارشاي وخاتشينشاي الذي يصل طولهما حوالي 200 كيلومتر. وتغذي هذه الأنهار مساحة شاسعة. لكن العدو البغيض،قد حرمنا من هذه الإمكانات. لأن نهر تارتار يصب في خزان سرسنك للمياه الذي تم بناءه في السبعينيات بمبادرة من القائد العظيم حيدر علييف والذيبني في ذلك الوقت بغية توفير الري في 6-7 محافظات في منطقة آران لدى قره باغ. وعلى أثرالإنتهاء من بناء خزان سرسنك، شهدت 100 ألف هكتار من الأراضي التي لم تُروى من قبل، شهدت التروية. وكانت أغدام وجورانبوي ويفلاخ وباردا وتارتار ومناطق أخرى تتروى منه. وقطع العدو البغيض مياهنا. وكان يثبط المياه في الصيف ويفتحها في الشتاء حتى تغمر كل الأراض. أنظروا، كننا تعرضنا للإرهاب البيئي. أرمينيا هي دولة إرهابية والكثير من المؤشرات، يدلل على هذا الإرهاب مثل تدمير آثارنا التاريخية والمجزرة بحق السكان المدنيين وقطع الأحراج وتحويل مجاري الأنهار وغيرها. كما ترون، فإن مياه نهر تارتار التي بنبع من كالباجار، كانت تخزن في خزان سرسنك وثم في خزان سوقوفوشان الأمر الذي وفر مصالح المحتل، بينما كنا نعاني من إنقطاع المياه. وبعدماحررنا بلدة سوقوفوشان، إنطلقت بالفعل إمدادات المياه ومن المخطط توفير المياه لـ 100.000 هكتار.
كما تتوافر في محافظة كالباجار المناطق الحرجية الكبيرة التي تبلغ مساحتها 24.000 هكتار. هذه هي ثروتنا الضخمة. قام العدو البغيض بقطع هذه الأحراج ونهبها وبيعها. أنظروا إلى الأفعال القذرة التي كانوا يقومون بها في الأيام الأخيرة. إذ أنهم حرقوا الأحراج لإحداث الكارثة البيئية. هؤلاء اللصوص يقطعون الأحراج ويحملونها الى ارمينيا للبيع. ويحرقون البيوت التي لم يبنوها. ودخلوا بيوت أهل كالباجار وإقتحموها وسكنوا فيها. ويحرقون المدارس ويقتلون الحيوانات الأليفة التي يضطرون أن يتركوها. أنظرواالى المتوحشين الذين كنا نواجههم! أكرر وسأقول عند كل فرصة أن إنتصارنا ليس مجرد الإنتصار على الدولة الأرمنية. لقد دمرنا الفاشية الأرمنية.
سوف نعيد بناء كالباجار بدون أدنى شك من أحد وسوف تعود الحياة. سوف تتطور الزراعة في كالباجار وبخاصة تربية المواشي. ونمتلك هناك مراعي كبيرة. كالباجار غنية بالمصادر والإحتياطيات الطبيعية. لقد إستغل العدو هذه الإحتياطيات بوحشية. في الحقبة السوفيتية، كانت مياه إستيسو ذائعة الصيت في جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي، تُنتج في كالباجار. الآن عادت إستيسو هي الأخرى تحت سيطرتنا. كانت منطقة منتجعية كبيرة حينها. لقد دمر العدو البغيض كل جهاتها. الآن تتوفر الصور التي يمكن للجميع أن يراها. سوف نعيد بناء كل شيء والقرى ومدينة كالباجار. أصدرت التوجيهات بإعداد مخطط رئيسي لإعادة إعمار المدينة، بل وكل المدن وسوف تعود الحياة.
لقد إرتكب العدو البغيضفي كالباجار جريمة أخرى المتمثلة بتنفيذ التوطين غير الشرعي، حيث إستوطنالأشخاص سواء من أرمينيا أوالدول الأجنبية هناك بشكل غير قانوني، ما يعد جريمة حرب بموجب إتفاقيات جنيف. سوف نقدم العدو إلى العدالة وسوف يتم محاسبته على جرائم الحرب بأكملهاوعلى كل الدمار. عندما كنت في أغدام، لم أعثر على مبنى سليمونفس المشهد في فضولي وجبرائيل أيضا. لقد دمروا كل شيء، كأن قبيلة متوحشة قد عبرتها.
أما نحن،فنبدع. سوف نعيد إنتعاش هذه المدن والمحافظات. ولدينا خطط كبيرة لإعادة إعمار هذه المحافظات. قد إنطلقت عملية تنفيذها ويجري حاليا تحقيق مشاريع البنية التحتية. وقد بدأ مد الطريق الجديدة إلى شوشا. في العهد السوفييتي، كان طريق إلى شوشا يستهل بأغدام مرورا بخانكيندي. الآن نقوم بمد الطريق الجديد من محافظة فضولي الذي سوف يمر جزءه عبر محافظة خوجافيند. لقد أصدرت التوجيهات بأن يتحقق ذلك على وجه سريع. مع أن هذاالعمل كبير بحكم عدم وجود الطريق في هذا الإتجاه قط وأنه يتم بناء الطريق العابر للغابات والوديان والتلال وكلمة واحدة، هناك التضاريس العسيرة للغاية. غير أننا سوف ننفذ المشروع. وسوف نقوم بترميم السكك الحديدية، بما فيهاخط السكك الحديدية الى جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي، حيث أصدرت التوجيهات الأولى. وقد تم إتخاذ الخطوات العملية من أجل إعادة إصلاح خط السكك الحديدية من باردا الى أغدام الذي يحمل الأهمية من حيث تنفيذ الأعمال الخاصة بإعادة إعمار محافظة أغدام وتوفير راحة الناس الذين سوف يعيشون هناك في المستقبل. ويعني أن كل هذه الأعمال،سوف تتنفذ بطريقة مخططة وسوف يتلقى مواطنو أذربيجان بإنتظام المعلومات حول الأعمال المحققة. وعلينا بتحقيق الأعمال بأسرها بصورة مخططة. أود القول مجددا أنه قبل كل شيء، سيتم حصر كل الضرر بمشاركة خبراء دوليين. وسوف تتبعه الدعاوى القضائية وثم سوف يتم إتخاذ الإجراءات والتدابير المتصلة بإعادة إعمار مدننا وقرانا على أساس الخطة العامة وتلك المقترنة بالزراعة ومشاريع البنية التحتية الأخرى والمياه والكهرباء. وبعد ذلك تأتي الطرق. وحينما طردنا العدو من شوشا،دمر خط المياه المؤدي إلى هناك. الآن لا يوجد ماء في شوشا. ها هو هذا العدو.
عندما رأى جنودنا أن السكان الأرمن في إحدى قرى محافظة أغدام،تأخروا عن المغادرة في الوقت المحدد، فأعدوا الظروف لخروجهم. لم يلمهم أحد. بيد أن العدو البغيض، يحرق غاباتنا وبيوتنا ويعطل خط المياه، معتقدا أن هذه الأعمال، ستوقفنا. لقد مددنا خطوط المياه الى كل مكان، إلى الجبال النائية والقرى الجبلية. سوف نعيد بناء كلا شيء، كل شيء. وقد تم إعطاء التوجيهات المتصلة وتحدوني الثقة بأننا سوف ننفذ هذه الأعمال في موعدها.
لقد أسمى العدو كالباجار بمسمى قبيح جديدوقاموا بإعداد خرائط “جمهورية قره باغ الجبلية”. أين تلك الخرائط؟ لقد إندثرت جمعاء. هذه الخرائط ليست سوى قطعة من الورق. وضمنوا كامل أراضي ولاية قره باغ الجبلية ذات الحكم الذاتي وشوشا وكذلك جميع المقاطعات السبعة المحيطة بها في “جمهورية قره باغ الجبلية”. كانوا ينشرون هذه الخرائط ويدرجونها في الكتب المدرسية ويعرضزنها في المعارض. وكانوا يقدمون هذه الخرائط بإسم “جمهورية قره باغ الجبلية”. الآن ماذا تبقى على تلك الخرائط؟ لا شيء. قد إتخذت أذربيجان الخطوات اللازمة لإستعادة وحدة أراضيها.
أريد أن أعود مرة أخرى الى فترة المفاوضات. في ذلك الوقت، قيل لي مرارا وتكرارا أنه لا ينبغي حل النزاع إلا بالطرق السلمية. أستطيع القول أن كافة المنظمات الدولية وقادة كل الدول الكبرى التي كنت على التواصل معهم، أكدوا دوماأن الصراع لا يحتمل حلا عسكريا. هذه المفردات واردةفي الصحافة المفتوحة أيضا. ماذا كنت أقول؟ قلت أن حلا عسكريا قائم! قلت إننا سوف نحرر أراضينا بطريقة عسكرية إذا إقتضى الأمر. قلت أن الحرب لا تستبعد أبدا. كانت المراحل المختلفة من المفاوضات تشهد مرارا طرحا على أذربيجان ضرورة الإمتناع عن الحرب الذي كنت أرفضه الأمر الذي أدى الى أنهم باشروا يتهمون إلهام علييف في حرصه على شن الحرب. كنت أقول إنني أتطلع لتسوية القضية سلميا. وأريد حلها. ماذا أرادت أرمينيا؟ الحفاظ على الأمر الواقع وتخليده. كانتتعتقد أنها إذا نالت ذلك في غضون 26-27 عاما، فسيستمر فيه حتى فيما بعد. كانوا يعتقدون أن رعاتهم سيدافعون عنهم دائما ويقفون وراءهم ويحاربون عوضا عنهم. وإنهم يعتقدون عموما أن العالم كله مدين لهم. ويريدون أن يحكموا بلادهم بهذه العقلية المضرة والمريضة التي تتطلب ضرورة مجيء أحد ومساعدتهم بشكل مطلق. إذن، أنتم أنفسكم ما الذي تقدرون عليه؟ ولو كنتم تتشبثوندوما بأدنى سروال شخص ما وتأملون في مزية ما، فما الذي تقدرون عليه؟ ويمكن القول أن هذه العقلية، قد أخذت مجتمعهم في الاتجاه الخاطئ. وحتى اليوم، يستاءون من الجميعويتساءلون بتحد عن سبب عدم الدفاع عنهم من قبل اي أحد. من يجب أن يحميكم؟ أنتم بلد مستقل، إذا جاز التعبير،فعيشوا كدولة مستقلة. هذه هي النقطة الأولى. ثانيا، لقد غزوتم أرض الآخروشردتم مليون شخص تاركين إياهم بلا مأوى وهدمتهم كل الأبنية والبيوت والمدن وتصرفتم تصرفامتوحشا. الحق والعدالة ليس معكم، والقانون الدولي ليس معكم والحقيقة التاريخية ليست معكم.غير أنهم كانوا يعتقدون أنهم سيحتفظون بهذه الأراضي إلى الأبد. وكانوا يتعقدون أن الوقت سيفوت وأن الأجيال ستتغيروأن الشعب الأذربيجاني سوف ينسى هذا ويتصالح مع هذا الوضع.لقد أخطأوا. لم نكن نحمل فكرة التصالح مع هذا الوضع. وبصفتي رئيسا، كنت أتهالك أثناء هذه السنوات علىإبقاء قضية قره باغ الجبلية على جدول الأعمال دائما، بل وتوفير مركزيتها في جدول الأعمال وأن ترتقي مشاعر الوطنية والكبرياءوالتضامن الوطني إلى مستوى أعلى داخل البلاد وأن تطفو هذه القضية على جدول الأعمال دوليا على وجه الدوام. ليعرف الجميع ما هي الحقيقةومن هو المعتدي ومن هو الضحية وقد توصلنا لذلك. الآن يلم كل شخص في العالم بذلك. إذا ألقينا النظر في منشورات الصحافة الأجنبية التي كانت تصدر خلال الحرب الوطنية، فسنرى بالطبع أن المقالات والتقارير الصحفية المغرضة والمعادية للإسلام والمعادية لأذربيجان والموالية للأرمن،قد حازت الأفضلية. ومع ذلك، في الوقت نفسه، على عكس الفترة السابقة، تم نشر العديد من التقارير الصحفية والمقالات التي تعكس الحقيقة أيضا. وأستطيع القول أننا إنتصرنا في الحرب الإعلامية. لقد إنتصرنا في ميدان القتال وإنتصرنا في الساحة الإعلامية وإنتصرنا في المجال السياسي. وأصبحت نتائج الحرب تماشيا مع كلامي. إذ أنني قلت منذ الأيام الأولى إن هذه القضية يجب أن تجد حلها بطرق عسكرية وسياسية. وكنت أقول أننا نقدر على وقف الحل العسكري للقضية في أي لحظة وأننا نستعد لذلك بشرط واحد وهو أن باشينيان يصرح بنفسه بموعد إنسحابه من أراضينا وأن يتعهد وأن يقدم موعدا وأن يصرح بموعد إنسحابه من أراضينا.وبمجرد حدوث ذلك، أوقف كافة عملياتنا الهجومية. لقد سبق له أن يتلقى عقابا. وحينما قدم لنا في ذلك الوقت 7 شروط، قلتأنني أرمي شروطك السبعة في سلة المهملات وأنني لا أملك سوى شرط واحد الا وهو إنصرافك عن أراضيناوإنسحابك منها. إنسحب رغبة منك. لو كان قد إستمع، لما وقع في هذا الوضع المشين. وصارت نتائج الحرب أيضاتماشيا مع كلامي. لقد حررنا جبرائيل وفضولي وزانجيلان وقوبادلي وموروفداغوسوقوفوشان وحدروت ومعظم محافظة خوجافيند وشوشا بالطرق العسكرية. لقد قصمنا ظهر العدو في ساحة المعركة. بعد يوم واحد من تحرير شوشا وتحرير أكثر من 70 قرية، جثا العدو على ركبتيه ووقع على وثيقة الإستسلام. ما زلت لا أعرف أين وقع عليها. يخفون هذا. ربما سيخبروننا يوما ما. باشينيان ، أين وقعت على وثيقة الإستسلام هذه؟ لكنه أضطر الى قبول شروطنا.
لقد أظهرت الحرب مجددا من هو من. أرمينيا بلد مهزوم. أذربيجان بلد منتصر. كالباجار لنا! قره باغ هي أذربيجان!

شاهد أيضاً

الملك والرئيس الفرنسي يبحثان ضرورة تكثيف الجهود لخفض التصعيد لتجنب توسيع دائرة الصراع

عروبة الإخباري – تلقى جلالة الملك عبدالله الثاني، الخميس، اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل …