في الذكرى ٧٢ للنكبة لـ إكرام الشلالفة

عروبة الإخباري – كتبت إكرام الشلالفة في الذكرى ٧٢  للنكبة:

 

الدنيا مسا الله يمسيكم بالخير ?

في الذكرى ٧٢  للنكبة

قال  الحج ملحم لصالحه 

‎هالارض   اللي  ربت  لحم اكتافي  واطعمت اولادي

 واسقيتها  بتعبي وعرق  جبيني 

            

بتمنى اموت على ترابها 

وان متت امانه عليكي يا صالحه

 تدفنيني فيها 

‎الارض المرويه بعرقنا و بدم ابوي الشهيد  رحمة الحج  جبر

الحج جبر

 اللي قاوم الاحتلال وفدى ارضه بدمه

وبلقمة اولاده

 بتعرفي عند الحزه  واللزه

 الارض  بنفديها  حتى باولادنا يا صالحه

‎بخبر رحمة ابوي اجا يوم لامي وعينيه بقدحن شرار 

ووجهوا مفوخر من الغضب

وقال شفتي  يا خضرا هذول قطعان المستوطنين واليهود بيهاجموا القرى وبيذبحوا اهاليها تايخوفوا الناس وتشرد     ويستولوا همه على الارض  

امي خافت علينا وحظنتنا انا واخوي وصارت تجرر  بالدموع بدها تشرد فينا تاتحمينا

‎صاح ابوي وقلها يا خضرا هاظ مش وقت الدموع فلسطين بدهاش دموع

فلسطين اليوم بدها دم رجال

‎بدي اشتري باروده والحق بمعسكرات المجاهدين

قالت خلينا نهرب زي ما هالناس بتهرب قال نهرب من ايش نهرب من عدو جبان

ونهرب من موت

عشان نقعد بمخيمات اللجوء وينطونا نتفة الطحين والسمنه على كرت المؤن

  لااا والله وراس ابوي ملحم ما بطلع من ارضي

 اموت الف مره فيها اشرف ما أتركها للعدو الغاصب

 الارض مثل العرض ما بيتفرط فيها يا  بنعيش فيها بكرامه ويا بنموت دونها وبنروي ترابها بدمنا

واللي هربوا فكرك نجوا من الموت  اه يا بنت العم

لا والله وحق اقصاها و ترابها الغالي وشجر الزيتون

 ليتمنوا الموت الف مره كل يوم بخيام اللجوء

اللي هرب  من خوفه على اولاده يا خضرا  ظلم حاله   وظلم اولاده لولد الولد

‎

 صفنت امي وقالت صدقت يا جبر ارضنا هيه عزنا وكرامتنا

وبقت الحجه  بتعرف نفسه عزيزه

قامت 

  وجابت جوز الاساور  الانجاصات  وخمس ليرات عصمللي

‎وقالت هاظ كلشي بملكه فدى تراب فلسطين

‎اخذهن وهو يترضى عليها

 وودعنا وهو طالع من الدار شد  العنزتين اللي بقاع البيت واخذهن

‎  قالت امي  وهذول شو بدك فيهن

بصلاة محمد   عليك يا جبر  تترك هالعنزات لهالاولاد يشربوا حليبهن

‎ بقن هنه الحيله والفتيله

 نشرب حليباتهن

و تطعمنا  رحمة امي الخبز  فت باللبن   بعد ما تخظه  بالشكوه  

‎قال ابوي يا خضرا  انت خايفه عليهم ليموتوا جوع

‎اللي عنده ارض  يا بنت عم ما بيجوعوا اولاده

‎واخذهن وراح شرا باروده  وحصان اصيل

وتركنا بودايع الله

 وظل مع رجال البلد يجاهدوا  تايحموا ترابها   وهزموا اليهود باكثر من غاره وصدوهم عن حدود البلد 

وبس رجعوا رجال البلد من الغاره وطلن النسوان يزغردن  للنشامى الابطال

ابوي يا صالحه بقاش يمشي بينهم

‎

بقى محمول على حصانه شهيد ودمه بينقط وبيروي بالارض

وزغردت امي لجوزها الشهيد  والقلب يجرر بحسرته والدموع على الخدين تسيل مثل النهر

‎عرفتي يا صالحه هالارض حقها شو غالي

‎هاي اغلى من الروح والولد

‎بيحسبونا اليهود بدنا نتركها بسهوله منهم  وغاد والله بتطلع الروح قبل ما  عنها نروح

‎ضحكت صالحه وقالت الله يطول بعمرك يا حج وان راحت روحك يا روحي روحي  بتروح

تسلم الارض وراعيها يا ملحم  وانا وانت واولادنا  واحفادنا على طريق عمي الحج جبر ماشيين باذن الله

‎قال ملحم  وانا وياكي يا  صالحه   قديش اخرى تعبنا فيها  وعمرناها وزرعناها وكبرناها

‎كل تعبنا وشقانا  اللي حطيناه بالارض يا صالحه مش خساره بدل الدنم صارت عشره

‎ابتخبري يا صالحه لما بعت قلادتك  تانكبر  وطاة هالارض

‎قديش اهلك زعلوا علي

‎وعللوا البلد علينا انا واهلي

‎بقوش عارفين انه الارض احسنلك  واغلى من الذهب العصمللي

‎الارض يا صالحه مثل الام الحنونه اللي ما بتموت بتضل تعطي وكل ما تكبر بتزيد بركتها وحضنها بيصير ادفى

‎طعمتنا كثير وطعمت اولادنا و احفادنا

‎بتصدقي يا صالحه لما تبقى الخابيه مليانه كمح

‎ونجد الزيتونات  وتبقى جرار الزيت مليانه

‎بنام الليل كله وما بخاف لا عليكي ولا عالاولاد

‎لا من فقر ولا قلله وذله

‎انتي يا صالحه لما بتطولي قمحاتك من الخابيه وبتطحيهن على الرحى وبتعجنيهن وبتخبزيهن

‎انتي بتبقي حرره وما حد بيغدا اله عليكي سلطان

‎اللي رغيف خبزه وغماسه من تعب  ايديه هو انسان حر

‎هالارض يا صالحه  هيه كرامتنا وعزنا وتاريخنا

‎اتطلعي حواليكي هذيك شجرة الزيتون اللي زرعها ابوي  وهاي التينه والبلوطه من ايام جدي  وشجرة اللوز والجميزه  كله بتشهد على وجودنا وتعبنا وعرقنا وذكرياتنا

‎بتعرفي يا صالحه

‎بيفنى الجسد والذهب وحتى الولد

‎وتبقى  الارض