9 نيسان. …محطات ثلاث ؟ ؟ د فوزي علي السمهوري

fozi-smhori66

9/4 يوم كان وسيبقى راسخا في ذاكرة الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي الذي ناضل ولم يزل يناضل من أجل الحرية والاستقلال.
وفي التاسع من نيسان لهذا العام نتوقف أمام ثلاث محطات تتمثل في :
أولا : المحطة الأولى :
مجزرة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في 9/ 4/1948 لم تمثل إلا نموذجا وترجمة للفكر الصهيوني القائم على العدوان والقتل والوحشية كوسيلة لتحقيق أهدافه التوسعية عبر الامعان في ارتكاب المجازر دون مراعاة لأي أبعاد إنسانية أو لحق الإنسان بالحياة ما عدا بالطبع ” اليهودي الصهيوني” .
هذه المجزرة التي خلدها التاريخ ستبقى عارا في جبين وسجل الحركة الصهيونية كما هي في جبين وسجل وتاريخ بريطانيا الاستعمارية التي سهلت ودعمت بالسلاح والعتاد عصابات الهاجناة ومثيلاتها لارتكاب هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني المستمرة منذ قرن بهدف طرده من وطنه التاريخي.
ثانيا : المحطة الثانية :
” الإنتخابات الإسرائيلية ” المزمع إجراءها في 9 نيسان في مباراة يفوز فيها ألاكثر تطرفا وعنصرية ودمويا وقدرة على مصادرة الاراضي والتنكيل واضطهاد الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح المؤمن بحقه في الحرية والاستقلال والتحرر من الإحتلال والاستعمار الصهيوني.
إختيار التاسع من نيسان لإجراء “الانتخابات الإسرائيلية ” لم يكن اختيارا عشوائيا بل مقصودا وفي ذلك رسالة للمجتمع الاعظم عنصرية ويمينية وتطرفا مفادها أن بالقوة والعنف وارتكاب المجازر والقتل هي السبيل الوحيد لضمان طرد الشعب الفلسطيني من وطنه وأرضه وللحفاظ على سيطرته للأرض الفلسطينية والعربية المحتلة تمهيدا لبسط ومد نفوذه وهيمنته السياسية والاقتصادية التدريجية على باقي أرجاء الدول العربية.
ولتحقيق ذلك مطلوب إنتخاب الحزب ” أي نتنياهو ” المؤهل والقادر الوحيد على ترجمة الفكرة الصهيونية ومشروعها العدواني والعنصري إلى واقع عملي بالرغم مما يتعرض له من تهم فساد.
كما في ذلك رسالة مفادها انه بالقوة والتهديد قادر على فرض التطبيع مع دول عربية وإسلامية دون أن يدفع ثمن ” السلام ” أي إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عدوان حزيران 1967 في ظل الدعم اللامحدود من الرئيس الأمريكي ترامب.
ثالثا : المحطة الثالثة :
التي تتمثل في لقاء القمة بين الرئيسين الأمريكي ترامب والمصري عبد الفتاح السيسي المزمع عقده أيضا في 9 نيسان أي في نفس يوم ذكرى ارتكاب مجزرة دير ياسين ومجزرة الفردان التي نفذتها القوات الإرهابية الإسرائيلية ” متزامنة مع اجواء مجزرة دير ياسين” في العاشر من نيسان عام 1973 وفي ذات يوم إجراء ” الانتخابات الإسرائيلية ” .
اختيار هذا اليوم من قبل الإدارة الأمريكية ورئيسها يحمل دلالات لا تقل خطورة واهمية عن دلالات دعوة نتنياهو للانتخابات في ذكرى المجزرة فهي تعني أن على مصر ورئيسها الانصياع بشكل كامل للاملاءت النتنياهوية التي يمثلها ويعبر عنها ويتبناها الرئيس ترامب دون تردد فيما يخص:
أولا :الموافقة على تنفيذ صفقة القرن المرفوضة من القيادة الفلسطينية الشرعية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية
ثانيا : تقويض حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفقا للقرارات الدولية.
ثالثا: العمل على ترسيخ الإنقسام بما يتطلبه من إجراءات سياسية وجغرافية على الأرض تمهيدا لإعلان دويلة في قطاع غزة.
رابعا : الاعتراف بالسيادة الصهيونية على كامل الضفة الفلسطينية بدءأ بالاعتراف بمنطقة ” ج ” .
خامسا : التنازل عن جميع الحقوق الفلسطينية والعربية ( الجولان وشبعا ) التي كفلها ميثاق الأمم المتحدة كما كفلتها القرارات والعهود والمواثيق الدولية.
سادسا : التساوق مع جميع المخططات النتنياهوية الترامبية المرسوم لها لمنطقتنا العربية خدمة للكيان الصهيوني الغاصب وللمصالح المشتركة التي تجمع ترامب ومجرم الحرب نتنياهو .
ما تقدم يستدعي من القيادة المصرية رفض المؤامرة ممثلة بصفعة القرن متسلحة بالقرارات الدولية وبمقررات القمم العربية وبعدم إمكانية تجاوز منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها صاحب الحق الأصيل .
من هنا جاء خطاب السيد محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في قمة تونس محيطا ومنذرا بكافة الاخطار والتحديات التي تواجه فلسطين وشعبها مطالبا القادة العرب بدعم فلسطين وعدم تركها وحيدا ، فالمؤامرة تستهدف الجميع عبر الاستفراد بكل دولة على حدى.
أما الرسالة الهامة الآخرى التي وجهها لقادة الكيان الصهيوني تكمن في حقيقة أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا في وطنه وأرضه وأنه لن يغادر وطنه مهما بلغ الثمن من تقديم التضحيات ومهما كان حجم المؤامرة .
الشعب الفلسطيني بات اكثر قوة وقدرة على مواجهة قوى الشر والعدوان الاقليمية والدولية وادواتها ولن يكرر أخطاء عام 1948 وعام 1967 بمغادرة وطنه.
الالتفاف حول القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبرنامجها الذي اقره المجلس الوطني الفلسطيني بات يشكل عنوانا وخطوة بالغة الأهمية في مواجهة المؤامرة للنيل من المشروع الوطني الفلسطيني بإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.
المطلوب إجهاض انسنة القضية مهما حملت من عناوين. …!؟

شاهد أيضاً

بين خطرين: اسرائيل و ايران* رمضان الرواشدة

عروبة الإخباري – تواجه المنطقة العربية خطرين شديدين لا يقلان عن بعضهما ،ويهددان الأمن القومي …