تعليق على مقال الباحث والكاتب سلطان الحطاب السياسة العمانية…لوحة مقروءة/ سمية أبو عطايا

عروبة الإخباري – كتبت سمية أبو عطايا

يعود بنا الكاتب والباحث* سلطان الحطاب*إلى أروقة الدبلوماسية العمانية مرة اخرى ،ويصفها بأنها واقعيةوواضحة وتعتمد الشفافية مع مراعاة مصالح السلطنة ومصالح الأطراف الأخرى، وقد اعتمدت السلطنة عدم التدخل في شؤون الغير وعدم السماح للآخرين التدخل في شؤونها ،ويقود هذا النهج معالي الوزير بن علوي.
وهنا يتوقف الكاتب والباحث سلطان الحطاب حول ماقاله معالي الوزير يوسف بن علوي في مقابلة تلفزيونية في برنامج”هذه امريكاوالعالم “إن فلسفة السلطنة في السلام ثم السلام لكل الأمم التي تشاركنا معنى السلام، ولكل أمة الحق في أن تعمل بالنظام الذي يتواءم معها حيث أن هناك حدودا لا تستطيع اي دولة أن تتعداها ونحن لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى، كما أننا لا نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا بهذا لخص معالي الوزير بن علوي سياسة السلطنة التي تعتمدها منذ عشرات السنين.
ويؤكد الكاتب الباحث سلطان الحطاب على أن السلطنة تتبع نهج الحياد والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، وبهذا يضعنا الكاتب الباحث سلطان الحطاب أمام عقلية دبلوماسية فذة يستطيع الباحث أن يكتب فيها رسائل علمية واسعة.
إن سلطنة عمان تعطي من وقتها وإمكانياتها في خدمة الدول الشقيقة والصديقة المحتاجة،وسياسة السلطنةالحكيمة التي يتبعها جلالة السلطان قابوس تعيد إلى ذاكرتناعزل مصر عن محيطها العربي بعد اتفاقية كامب دافيد،فالسلطنة الدولة العربية الوحيدة التي أبقت علاقتها مع مصر بل قامت بدور مهم في إعادة مقر جامعة الدول العربية إلى مصر.واتبعت هذا في الحاضر مع سوريا واليمن وفلسطين
السلطنة لا تتبع مبدأ الوساطة وقد أعلن الوزير بن علوي بأننا لا نتوسط بين أطراف هم قادرون على أن يحققوا ما يريدون أن يتفقوا عليه، نحن ميسرين نكتشف الخلاف بين جميع الأطراف ونوفر المناخ الإيجابي ونحاول تقريب وجهات النظر دون ممارسة الضغط على أحد.
ثم يستطرد كاتبنا سلطان الحطاب أن هذه السياسة التي تتسم بالاعتدال انعكست على الإنسان العماني الذي يسلك دروب الاعتدال وابتعد عن التطرف وهذا بسبب حكمة وسياسة السلطان قابوس الذي سار ببلاده الى بر الامان ،ولم تتأثر السلطنة بتسونامي الذي اصاب المنطقة، فقد وفر لشعبه كل متطلبات العيش الكريم مع توفير فرص عمل للشباب من خلال استثمارات مع دول عظمى مثل الصين مشاريع اقتصاديةكبيرة ،وكفل لشعبه التعليم والصحة.
كما يؤكد الكاتب الباحث سلطان الحطاب على شفافية الدبلوماسية العمانية فهي لا تخفي سياستهاوكل ما تفعله واضحا للعيان وتمارس القول بالفعل واذا ما سئل الوزير بن علوي يرد على أسئلته بوضوح خاصة حول فرية تهريب الأسلحة إلى اليمن فقد نفى هذه التهمة بموضوعية ودون صخب وقد قال في موضوع اليمن “نحن ندعم مبعوث الأمم المتحدة في هذا الشأن ونقدم له كل التسهيلات “
وقد استمعت إلى رده على المذيع حول ما ستنجح المحادثات الفلسطينية الاسرائلية وهل هناك إمكانية نجاحها أيضا في رده على هذا السؤال اعتمد سياسة الحياد وفي هذه القضية بالذات لا يجوز فيها الحياد هناك ضحية وهناك جلاد المتمثل بنتنياهو الذي يتهرب بما عليه من استحقاقات ،وقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وتكون دولة متصلة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقيةوهذه الأسس التي قامت عليها عملية السلام في منظور المجتمع الدولي،لكن نتنياهو يريد أن يقوم بعملية التطبيع بين الدول العربية دون الايفاء بما عليه.
أثني على رأيك الباحث والكاتب سلطان الحطاب على أن دبلوماسية السلطنة هي نموذج يحتذى به فقد ظلت تتبع سياسة الحياد مع مراعاة مصالحها دون انانيةواحتكار وترفض سياسة الإنحياز.
دمت والشكر الوافر لك الباحث والكاتب سلطان الحطاب في تسليط الضوء على أنجح الدبلوماسيات على المستويين العربي والدولي.

شاهد أيضاً

بعض المؤشرات النقدية تحت المجهر* سلامة الدرعاوي

عروبة الإخباري – في الساحة الاقتصادية، يميل النقاش حول الصحة المالية للاقتصاد الوطني، حيث يتباين …