كتب سلطان الحطاب
كانت النتائج المالية للبنك العربي، التي اعلنت أخيرا قد جاءت تليق به في منحنى الصعود الذي لازم البنك العربي طوال فترة هذه الإدارة التي عرفت كيف تدير المال وتوجهه وتستثمره وتحسن علاقاتها على كل المستويات.
البنك العربي بنكاً عالميا، بكل ما تعنيه الكلمة، وهو في مصاف البنوك العالمية الكبرى التي تشبهه في أهدافها.
ولأن النجاح يجلب نجاحاً، فقد تواصلت أعمال البنك بإيجابية كبيرة واستحقت الإدارة مجلساً حصيفاً وإدارة تنفيذية خبيرة من أن تتعاضد وتواكب درجات الصعود.
لقد بلغت أرباح البنك العربي، مجموعة البنك العربي، بنهاية الربع الثالث من العام 2025، 818.1 مليون دولار أمريكي، وهي نتائج مالية قوية تفوق ما سبقها من العام الماضي بنفس الفترة، وجاءت هذه النتائج مدعومة بنمو مستدام في مختلف القطاعات البنكية اليت تعمل بها، إذ بلغت الأرباح الصافية بعد الضريبة، 818.1، كما جاء في 30 / 9 / 2025، مقارنة مع 748.6، عن العام الذي سبقه، 2024، ونسبة الزيادة هنا 9.3%، بسبب من ريادة في الأسواق الرئيسية وايضاً وفي المقدمة حصافة الإدارة.
أما أصول المجموعة فقد وصلت الى 76.8 مليار دولار أمريكي كما في نهاية الربع الثالث من العام 2025، ومحفظة التسهيلات بلغت 37 مليار دولار، وارتفعت دوائع العملاء بنسبة 8% لتصل الى 55.8 مليار دولار، وهذا يعكس ثقة العملاء بالبنك وتفضيلهم له، أما قدرة المجموعة فقد ظهرت في حقوق الملكية ايضاً لتصل عند 12.9 مليار دولار، وهذا ما عزز من قدرة المجموعة على دعم خططها المستقببلية.
صبيح المصري، عراب المجموعة والمايسترو فيها، قال معلقاً في تعليل الاداء القوي لها، أن الإداء يجسد التزام المجموعة الراسخ بتنفيذ استراتجيتها بعيدة المدى والتي تركز على تحقيق نمو مستدام وتعزيز الكفاءة في إدارة السيولة ورأس المال والمخاطر، وعلى التكيف مع المتغيرات وتجاوز التحديات، وتقديم الحلول المتطورة في مختلف الأسواق.
أما الآنسة رندة الصادق، المدير التنفيذي، فقد عزت ذلك الى تعدد مصادر الايرادات والى السياسة الحصيفة في السياسة الائتمانية ونسبة تغطية القروض غير العاملة التي تجاوزت 100%.
قد لا يكون اهتمامي الأول في أرقام الربحية والنتائج السنوية أو الربعية أو ارتفاع سعر السهم، فأنا لست مالكا وليس لي أسهم، وإنما يلفتني الحجم الكبير للمسؤولية الاجتماعية التي ينهض بها البنك العربي والتي تشكل في رمزيتها خرزة زرقاء تتدلى على جبينه ليدرأ بها الاسئلة الاجتماعية وينهض بمسؤولياته الاجتماعية في خدمة المجتمع المحلي والمجتمعات التي يحط فيها أعماله على تنوعها.
لقد قدم البنك العربي مشاريع لافتة بأرقام عالية على سلم المسؤولية الاجتماعية منذ زمن طويل في مسيرته، وأتمنىى أن تحصر في كتاب ليطلع المتابع على ذلك، فالبنك ليس مجرد (حصالة)، مال كما يجري تصويره أحياناً، وإذا كان كذلك في السمة الغالبة، فهو في البنك العربي يفتدي هذه الصفة بتقديم مشاريع اجتماعية كبيرة، اتوقف عند بعضها، لقد ركزت المسؤولية الاجتماعية للبنك على الأقل في السنتين الماضيتين، ولا اريد أن أعود بعيداً في التاريخ وبشكل أساسي على برنامج قدمه البنك العربي، هو برنامج “معاً” الذي ضم مبادرات في التعليم والصحة والبيئة ومكافحة الفقر وتمكين المرأة، وكل ذلك جاء تحت عناوين فرعية عديدة انبثقت من كل مبادرة لتحمل اسماً أو تتوجه الى قطاع معين، وقد صاحب ذلك زيادة واضحة في اعداد المتطوعين والمستفيدين من المبادرات التي وصلت الى أكثر من 25 مبادرة خلال العام 2024، وما يعادلها في العام الذي بعده، بعضها أمتداد لما سبق وبعضها جديد، وقد انخرط في خدمة ذلك أكثر من 200 موظف، وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه المبادرات ما يصل الى 330 ألف شخص عن عام 2024، والعدد في تزايد مع عام 2025، وقد ساهم هذا العطاء في بناء صورة البنك العربي، كشراكة اقتصادية ناجحة أدخلت شعارها الجديد منذ عام تقريباً، وبهذا عزز البنك العربي من فهم التعامل الانساني والايجابي ومن قيم المواطنة والانتماء والاهتمام بالبيئة المحلية وتوسيع آفاق التطوع والتعاون ليصبح سلوكاً مؤسسياً راسخاً.
ولهذا يستحق البنك العربي زغرودة كبيرة للمؤمنين بالفرح وخرزة زرقاء للمؤمنين بالحسد
