شهدت مصر، السبت، لحظة فارقة في تاريخها الثقافي والحضاري، مع الافتتاح الأسطوري للمتحف المصري الكبير، أكبر صرح أثري وثقافي في العالم، في احتفالية عالمية مهيبة أقيمت عند سفح أهرامات الجيزة، بحضور غير مسبوق لملوك ورؤساء وزعماء من 79 دولة، إلى جانب شخصيات دولية بارزة وممثلين عن منظمات ثقافية عالمية.
حدث تاريخي يعيد لمصر ريادتها الحضارية
جاء افتتاح المتحف المصري الكبير تتويجًا لسنوات من العمل الدؤوب، إذ يعد المشروع الأضخم من نوعه في القرن الحادي والعشرين، بمساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع، ليصبح مركزًا عالميًا للحضارة الإنسانية، يجمع بين عبق التاريخ وروح العصر الحديث.
وقد استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضيوف مصر من القادة والزعماء وسط ترحيب رسمي وشعبي واسع، حيث بدأت مراسم الافتتاح بعروض فنية راقية استخدمت أحدث تقنيات الإضاءة والوسائط المتعددة لتجسيد تاريخ مصر الممتد عبر آلاف السنين.
كنوز الفراعنة تروي مجد الحضارة
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة في قاعات مصممة بأعلى المعايير العالمية للحفظ والعرض المتحفي. كما يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني في البهو الرئيسي، الذي أصبح رمزًا لاستقبال الزائرين منذ نقله من ميدان رمسيس إلى موقع المتحف.
وتتميز قاعات العرض بدمج التكنولوجيا الحديثة مع التجربة التاريخية، ما يمنح الزائرين فرصة فريدة للتفاعل مع التراث المصري القديم بطريقة معاصرة.
حضور عالمي ورسائل ثقافية وإنسانية
شارك في الحفل عدد كبير من الزعماء، من بينهم ملوك ورؤساء دول عربية وأفريقية وأوروبية وآسيوية، إلى جانب ممثلين عن منظمة اليونسكو، والمجلس الدولي للمتاحف، وشخصيات ثقافية وفنية عالمية.
وأكد الرئيس السيسي في كلمته خلال الحفل أن افتتاح المتحف المصري الكبير “يمثل رسالة سلام وفخر من أرض الحضارة إلى الإنسانية جمعاء”، مشددًا على أن مصر ستظل حاضنة للتراث الإنساني وملتقى للحضارات والثقافات.
واجهة سياحية عالمية جديدة
يتوقع الخبراء أن يشكل المتحف المصري الكبير نقطة تحول كبرى في حركة السياحة العالمية إلى مصر، إذ يُعد أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويقع في موقع فريد يربط بين الأهرامات ومطار سفنكس الدولي، ما يجعله مركز جذب سياحي متكامل.
كما أطلقت الحكومة المصرية بالتزامن مع الافتتاح خطة شاملة لتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف لتصبح مدينة سياحية ثقافية متكاملة تضم فنادق ومراكز مؤتمرات ومناطق ترفيهية.
ختام مهيب لليلة استثنائية
اختُتم الحفل بعرض موسيقي عالمي شارك فيه فنانون مصريون وأجانب، تخلله عرض ضوئي مذهل على واجهة المتحف والأهرامات، عكس تلاحم التاريخ بالحاضر، في مشهد أبهر العالم وأعلن رسميًا عن ميلاد أيقونة جديدة للحضارة المصرية.

