يشكل الجانب الاستثماري في خطاب العرش السامي أحد الركائز الأساسية لاستراتيجية التنمية الاقتصادية الوطنية، حيث يؤكد جلالة الملك على ضرورة الاستمرار في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي لمواصلة تحقيق النمو، وإقامة المشاريع الكبرى، وجذب الاستثمارات، وخلق فرص العمل، ورفع مستوى المعيشة. وتكتسب العقبة أهمية خاصة في هذا السياق، باعتبارها مركزًا اقتصاديًا متطورًا يتمتع بموقع استراتيجي وبنية تحتية متكاملة، ما يجعلها منصة مثالية لتنفيذ المشاريع الكبرى وجذب الاستثمارات المحلية والدولية.
رئيس غرفة تجارة العقبة نائل الكباريتي قال أن الغرفة تلعب دورًا محوريًا في دعم الاستمرار بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي للمنطقة، وهو دور تؤديه تجسيدًا لرؤية جلالة الملك واهتمام سمو ولي العهد في دفع عجلة التنمية المستدامة، وأنها لا تكتفي بدورها التنظيمي التقليدي، بل تعمل على تسهيل إجراءات الاستثمار ومتابعة المشاريع الكبرى، وتقديم الاستشارات للمستثمرين لضمان تنفيذ مشاريعهم بكفاءة وسلاسة.
وأضاف أن الغرفة تشارك في دراسة التشريعات والتعليمات الجديدة، واقتراح التعديلات التي تضمن استقرار القوانين وتسريع الإجراءات، مواكبة لتوجيهات خطاب العرش السامي الذي دعا إلى تفعيل القطاعات الاقتصادية، وخلق فرص عمل حقيقية، وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
وأشار أن الغرفة تحرص على تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، من خلال المبادرات والبرامج التي تدعم ريادة الأعمال وتوفر للمستثمرين معلومات دقيقة عن الفرص الواعدة والخدمات المتاحة، وأن هذا التنسيق المستمر يسهم في تحقيق نمو اقتصادي متوازن، ويتيح للقطاع الخاص أن يكون شريكًا فاعلًا في التنمية، ويعزز القدرة على جذب الاستثمارات المحلية والعالمية. وقال “نحن نتابع عن كثب تأثير المشاريع على المجتمع المحلي لضمان أن تترجم الاستثمارات إلى فرص عمل حقيقية وتحسين جودة الحياة للسكان، مواكبة لرؤية جلالة الملك واهتمام ولي العهد في تعزيز مكانة العقبة كمركز اقتصادي رائد، نعمل بلا كلل لتجسيد التوجيهات الملكية السامية، وتحويل رؤية التحديث الاقتصادي إلى واقع ملموس يعود بالنفع على الجميع، المستثمرين والمواطنين على حد سواء”.
وفي سياق متصل قال المهندس إياد أبو خرما، الرئيس التنفيذي المؤسس لمجموعة مدينة العقبة الرقمية، إن المشروع يجسّد رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في التحديث الاقتصادي، من خلال بناء بنية تحتية رقمية متقدمة تعزّز مكانة الأردن كمركز إقليمي للتكنولوجيا والاستثمار.
وأضاف أن العقبة أصبحت بوابة رقمية تربط القارات، ومنصة تستقطب الشركات العالمية عبر مركز بيانات العقبة الرقمية، أحد أكبر المراكز في المنطقة، ومحطة إنزال الكوابل البحرية مفتوحة الوصول، ونقطة تبادل الإنترنت الأردنية.
وأوضح أن المشروع يُعد نموذجاً لتجسيد رؤية التحديث الاقتصادي عبر الاستثمار في الكفاءات الأردنية، حيث تم تدريب نحو 400 شاب وشابة من مختلف المحافظات وتوفير فرص عمل لعدد منهم في مجالات التقنية والأمن السيبراني وتشغيل مراكز البيانات، مؤكداً أن غالبية العاملين من أبناء العقبة ومحافظات الجنوب.
وبيّن أن المدينة تتعاون مع الجامعات ومؤسسات التعليم التقني لتطوير برامج تدريبية متخصصة لبناء جيل مؤهل لإدارة وتشغيل البنية الرقمية الوطنية.
وأكد أبو خرما أن مدينة العقبة الرقمية تمثل منظومة وطنية متكاملة تُسهم في خلق فرص عمل نوعية وجذب الاستثمارات ورفع مستوى المعيشة، انسجاماً مع مضامين خطاب العرش السامي ورؤية القيادة في بناء اقتصاد قوي ومستدام.
ومن جانبه قال عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال الأردنيين صلاح الدين البيطار أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حمل توجيهات واضحة لرسم ملامح المرحلة المقبلة، باعتبار الاقتصاد والاستثمار ركيزة أساسية في نهضة الأردن وتوفير فرص أفضل للمواطنين.
وأكد أن رؤية التحديث الاقتصادي ليست برنامجاً حكومياً مؤقتاً، بل مساراً وطنياً مستداماً يستوجب تكامل جهود الدولة والقطاع الخاص لتحقيق نمو حقيقي ينعكس على حياة الأردنيين اليومية، ويرتقي بقطاعي التعليم والصحة بما يليق بالأردن ومكانته.
وأوضح البيطار أن توجيه بوصلة الاستثمار نحو العقبة ومنطقتها الاقتصادية الخاصة هو انعكاس مباشر لاهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعته الدؤوبة، إلى جانب الدعم الكبير من سمو ولي العهد الأمير الحسين، مشيراً إلى أن العقبة غدت محطّ أنظار العالم بما تحتضنه من مشاريع استثمارية وسياحية واقتصادية كبرى تعود بالنفع المباشر على أبناء المجتمع المحلي أولاً، وتعزز مكانة الأردن وسمعته الدولية ثانياً.
وشدد على أن رسائل جلالة الملك في خطاب العرش وصلت الجميع بوضوح، ومضمونها أنه لا مجال للتراخي ولا رفاهية للوقت، فالمرحلة المقبلة هي مرحلة عمل وجهد دؤوب لبناء الوطن وخدمة أبناءه.
