تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات جرائم الاحتلال المتصاعدة في مختلف محافظات الضفة الغربية، والتي تجسدت اليوم في مشاهد الإعدام الميداني والقتل المتعمد وعمليات النهب والاستيلاء على الأرض، في ظل انفلاتٍ دمويٍ منظم تشارك فيه عصابات المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال.
إن استشهاد الشاب محمد بسام الشعور (20 عام) بعد تركه ينزف لساعات قرب حاجز الظاهرية، وما كشفته صحيفة هآرتس عن الجريمة البشعة التي ارتكبها أحد جنود الاحتلال بإعدام الطفل محمد الحلاق (9 أعوام) في بلدة الريحية بالخليل واحتفاله بقتله، يعبران عن طبيعة للجيش الصهيوني عديم الاخلاق الذي حول القتل إلى طقس للاحتفال، وجعل من دماء أطفالنا مشهداً مألوفاً في يوميات العدوان على شعبنا.
كما تحذر الجبهة من استمرار سياسة الاستيلاء على الأراضي، وآخرها مصادرة (73 دونما) في محافظة رام الله والبيرة بأوامر عسكرية تحت مسمى “وضع اليد”، في محاولة لفرض وقائع جديدة تمهيداً لتوسيع المستوطنات وعزل القرى الفلسطينية ضمن مخطط الضم الزاحف.
إن ما يجري من اقتحامات يومية في نابلس والقدس وأريحا والبيرة وكل مدن وقرى المحافظةت الشمالية، واعتقال القادة والأسرى المحررين، والاعتداء الوحشي على الشبان في مخيم عقبة جبر، يؤكد أن الاحتلال يسعى إلى تعميم نموذج غزة في الضفة عبر سياسة الإبادة البطيئة، مستخدماً الرصاص والاعتقال والمصادرة لتفريغ الأرض من أهلها.
وتؤكد الجبهة أن الرد على هذه الجرائم يوجب توحيد الموقف الوطني في مواجهة شاملة مع الاحتلال والمستوطنين، وتصعيد المقاومة الشعبية المنظمة في كل المدن والقرى والمخيمات، باعتبارها الخيار الأنجع لردع هذا الإرهاب الصهيوني المتصاعد.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، وتدعو المجتمع الدولي إلى الكف عن صمته المعيب، وإلى محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام محكمة الجنايات الدولية، مؤكدة أن دماء أطفالنا وشهدائنا لن تذهب هدراً، وأن إرادة شعبنا ستظل أقوى من رصاصهم وجرافاتهم ومستوطناتهم.