وصلتني هذه القصيدة النبطية القوية لأنشرها، وهي ليست بقلمي، إنما بضميري الحي.
هي رسالة وشهادة حية من زمن القسوة، يرويها وينقلها إلينا العميد المتقاعد، أحد أبناء عشائر اللهيب في العراق. وتعود القصيدة إلى عام 1985، حيث نُظمت في العزلة داخل زنزانة السجن العسكري ببغداد، إثر نشاطه السياسي المعارض.
يكشف الشاعر في سياق قصيدته عن ثمن التمسك بالولاء للعروبة والأواصر القبلية (شمر واللهيب)، وكيف تدخلت الحمية العشائرية، عبر الشيخ عيادة كنعان الصديد، لتخفف عنه حكماً قاسياً. مؤكداً أن “الولاء للبدو أعمق من الولاء للدولة عندما تكون الدولة غير عادلة”.
القصيدة، بشطريها الموزونين، هي حنين وتاريخ، تمجد المؤسس الملك عبدالعزيز (الحيد)، وتصف مرحلة ما قبل التأسيس بـ ‘الجاهلية الثانية’. وهي دعوة للعودة إلى القيم الأصيلة ورفض الانقسام السياسي والمذهبي الذي دفع الشاعر لرفض غزو الكويت لاحقاً والانخراط في المعارضة.
نورد أدناه القصيدة بشطريها، كشهادة يجب أن تُروى:
القصيدة العمودية:


توضيحات تاريخية (توضع في حاشية أو إشارة):
الحيد: الملك عبد العزيز، إشارة تؤرخ لخروجه من الكويت لاستعادة المملكة.
الجاهلية الثانية: إشارة لفترة الفوضى التي عمت الجزيرة وانتهت بتأسيس الدولة السعودية الثالثة.
نانسي اللقيس
