عروبة الإخباري – كتبت الدكتورة عبير العربي –
في عالم عربي تتقاذفه التحوّلات العاصفة، وتُعاد فيه صياغة الخرائط على إيقاع القوة والمصالح، تقف الأردن ومصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين كحالتين سياسيتين نادرتين: دولتان لم تُغوِهما الشعارات الصاخبة، ولم تجرفهما أمواج المحاور، بل اختارتا عقل الدولة الرشيد بديلاً عن ضجيج المغامرات.
وقد جاءت تصريحات وزير الاتصال والإعلام الحكومي الأردني، الدكتور محمد المومني، في حديثه لجريدة الأهرام المصرية، لتؤكد عمق العلاقات الثنائية واستقرارها، حين وصفها بأنها:
“علاقات راسخة الجذور، متينة الدعائم، نتاج حرص القيادتين وتنسيقهما المستمر”
وراء هذا الخطاب الرسمي تكمن إرادة قيادية واضحة ترسم مسار التعاون والاستقرار في الإقليم، ويجعل من التحالف الأردني–المصري نموذجًا للاعتدال والرصانة في السياسة العربية.
تحالف الضرورة والعقل بقيادة القيادة السياسية
منذ عقود، يلتقي المساران الأردني والمصري عند نقطة جوهرية: الإيمان بأن الدولة الوطنية حجر الزاوية في أمن المنطقة.
وتعكس قيادة الرئيس السيسي وجلالة الملك عبد الله الثاني هذه العقلانية في المواقف الاستراتيجية، حيث اختارت مصر والأردن البراغماتية المتزنة طريقًا للتأثير، بعيدًا عن الانجرار إلى الصراعات أو المحاور العابرة.
هكذا وُلد محور الاعتدال العربي بقيادة واضحة، يمثل اليوم الخيار الواقعي الوحيد لاستقرار المشرق العربي، ويرسّخ الموقف العربي الموحد في الملفات الحساسة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
المأسسة بدل الشعارات
وتُظهر اجتماعات اللجنة العليا الأردنية–المصرية المشتركة، التي ترعى القرارات الاستراتيجية للقيادتين، كيف يتم تحويل التنسيق السياسي إلى شراكة مؤسسية راسخة.
التوقيع على عشر اتفاقيات ومذكرات تفاهم ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل ترجمة عملية لرؤية القيادة السياسية، التي تربط بين السياسة والاقتصاد لضمان استدامة النفوذ العربي في مجالات الطاقة والاستثمار والنقل والتعليم.
القضية الفلسطينية… محور القيادة
تحمل القاهرة وعمّان بقيادة الرئيس السيسي وجلالة الملك عبد الله الثاني عبء القضية الفلسطينية، وتلتزمان بـ حل الدولتين ورفض التهجير، مع حماية المقدسات وحقوق الفلسطينيين.
هذه الشراكة التفاعلية بين القيادتين تُبرز أن التحرك العربي الفعلي لا يمكن أن يتم دون الأردن ومصر، وأن أي مبادرة دولية أو عربية تجاه فلسطين تعتمد على موقفهما الاستراتيجي المتين.
الذباب الإلكتروني… مواجهة القيادة للروايات المزيفة
في مقابل هذا العمل الواقعي، ينشط الذباب الإلكتروني الموجَّه عن بعد، بتمويل وتوجيه من دول وأحزاب ومليشيات، لتشويه الحقائق وإثارة البلبلة.
القيادة الأردنية–المصرية، بقيادة السيسي وعبد الله الثاني، لا ترد بالضجيج، بل بالحقيقة والعمل والرصانة السياسية، مؤكدة أن القوة الحقيقية تُقاس بالنتائج وليس بالاتهامات الزائفة.
عمّان والقاهرة… ركيزتا الأمن العربي
التحالف بين الأردن ومصر بقيادة الرئيس السيسي وجلالة الملك عبد الله الثاني يمثل عمود استقرار للأمن القومي العربي.
إنه محور التوازن العقلاني العربي القادر على الحوار والتأثير، ويمثل نموذجًا في مواجهة التدخلات الخارجية والفوضى الإقليمية، ويضمن استمرار السياسة العربية القائمة على الاستقرار والمصداقية والنتائج الواقعية.
شراكة المستقبل بقيادة واضحة
العلاقات الأردنية–المصرية اليوم لم تعد مجرد تعاون بين دولتين، بل ضرورة جيوسياسية واستراتيجية، يقودها الرئيس السيسي وجلالة الملك عبد الله الثاني في إطار رؤية واضحة لإعادة بناء التوازن العربي، واستدامة الأمن والاستقرار في المشرق العربي.
ما عبر عنه الوزير المومني لجريدة الأهرام المصرية ليس مجرد تصريحات رسمية، بل إعلان لمسار القيادة السياسية في الأردن ومصر: عربٌ يصنعون استقرارهم بعقولهم لا بعواطفهم، ويواجهون الذباب الإلكتروني بالحقيقة والعمل، ويضعون المصلحة العربية قبل كل اعتبار.
إنه تحالف العقل والقيادة والسيادة في زمن الفوضى، وتجسيد حيّ لدور الأردن ومصر كركيزتين للاستقرار العربي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك عبد الله الثاني.
