صدرت حديثًا الطبعة الفرنسية من رواية «الكوكب الصامت» للأديبة الأردنية د.نهلة الجمزاوي، وذلك بترجمة الإعلامي والمترجم الجزائري مدني قصري، في خطوة أدبية تعكس البُعد الكوني للرواية، وتُسهم في حضور الأدب العربي في ساحة النشر العالمية.
وكانت الرواية قد حصدت جائزة الإبداع من وزارة الثقافة الأردنية لعام 2015 في نسختها العربية، ما مهّد الطريق أمام انفتاحها على جمهور جديد عبر الترجمة، وحظيت آنذاك بإشادة نقدية واسعة، لما قدمته من تجربة فريدة ضمن أدب الخيال العلمي الموجه للكبار والناشئة على حدٍّ سواء بحسب نقاد الرواية.
تنتمي «الكوكب الصامت» إلى أدب الخيال العلمي، ولكنها تنفرد بتقديم هذا الفن عبر رؤية فكرية وإنسانية عميقة، تنأى عن الإثارة السطحية، لتُقدِّم خيالًا علميًا واعيًا، يغوص في قضايا الوجود، والمعرفة، والأخلاق، عبر حبكة تتقاطع فيها الابتكارات العلمية المتخيلة مع أزمات الواقع الإنساني المعاصر.
تتناول الرواية قصة كوكب تختفي فيه القدرة على النطق بسبب ظروف فيزيائية قاهرة، مما يفرض على الشخصيات البحث عن أشكال جديدة للتواصل تتجاوز اللغة المنطوقة. ومن هذا الصمت يولد خطاب فلسفي وجودي، يعيد طرح أسئلة كبرى حول اللغة، الهوية، ووسائل الاتصال الإنساني.
وتَعْمَد الجمزاوي في روايتها إلى مخاطبة المتلقي، بلغة تجمع بين البساطة والعمق، في محاولة لإثارة الفكر وتحفيز الخيال، ضمن سردية تتبنى قيمًا إنسانية كبرى مثل الحرية، العدل، السلام، نبذ الظلم واحترام الآخر، من خلال مقاربة جمالية وفكرية تنأى عن النمطية.
صدر للجمزاوي عدد كبير من المؤلفات الفكرية والإبداعية في القصة والمسرح والرواية والشعر وأدب الطفل والدراما والفسفة والنقد، وسبق أن شاركت في عدد من المؤتمرات والملتقيات الثقافية العربية والدولية. وتُعرف بأسلوبها المتوازن الذي يجمع بين العمق الفكري والبساطة الجمالية، في أعمال تستهدف مختلف الشرائح العمرية.
